مفتي الديار مدافعا عن "الأزهر": لا يكفر أحد من أهل القبلة
د.شوقي علام - مفتي الجمهورية
دافع الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عن منهج الأزهر، قائلاً إن منهج الأزهر الذي يدرسه مرتكزًا على التعددية المذهبية المأخوذة من الأشعرية التي لا تكفر أحدًا، معتنيًا بالتهذيب الروحي الذي هو التصوف والتزكية، ومطبقًا لحديث الرسول عن الإسلام والإيمان والإحسان.
وتابع المفتي: "الأزهر يستمد فقهه من مذاهب الأئمة الأربعة وغيرها، ثم يستند إلى الإيمان الذي لا يكفر أحدًا من أهل القبلة، ثم السلوك الذي يتبع الإحسان، وهذا ما يحقق الأمن المجتمعي، الذي به تستقر المجتمعات، على عكس ما نجد عند النابتة من الشباب الذين يريدون هدم المنهج الأزهري، موهمين أنه على غير الصواب، وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم كما نرى في حديث "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم. حيث اختلفت الفهوم كما نرى في تفسير قول النبي، ولم يخطئ هو أحدًا منهم وأقرهم جميعًا، هذه المنهجية أثبتها الشافعي حين قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وأصَّل لها السيوطي فقال: لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المتفق على إنكاره".
وأوضح في بيان له: "أنه على مر دراسته لم يسمع من ينكر مذهبًا بين زملائه أو شيوخه، فلا ينكر مالكي على حنفي أو شافعي وهكذا، وهو انعكاس أصيل لمنهج الأزهر التعددي. وأكد أن منهج الأزهر ممتد لما يزيد عن ألف سنة لم يخرج فكرًا متطرفًا، فلا تكاد تجد صاحب فكر متطرف قبل القرن العشرين، أما من أتى بعد ذلك وانتسب للأزهر فهم من القلة بمكان حيث يمكن حصرهم على الأصابع، وهؤلاء لم يتبنوا في يوم منهجية الأزهر، وإلا فإننا نحتكم للدليل الواقعي، كما رد صوفي أبو طالب على من يقول إن الفقه الإسلامي مأخوذ من فقه الرومان، فطالبه بالأدلة، وأظهر أن هناك استقلالًا للفكر الإسلامي عن نظيره الروماني، وعليه نقول لأصحاب هذه الشبهة: هاتوا منهجية هؤلاء وقيسوها على منهجية الأزهر تجدوا اختلافًا كبيرًا بين منهج الأزهر الوسطي المعتدل ومنهج هؤلاء".