مسئول إدارة المياه بالحكومة الإنجليزية: مياه مشروع الـ1.5 مليون فدان غير متجددة.. وأحذر من تكرار فشل النهر العظيم بليبيا

كتب: محمد أبوعمرة

مسئول إدارة المياه بالحكومة الإنجليزية: مياه مشروع الـ1.5 مليون فدان غير متجددة.. وأحذر من تكرار فشل النهر العظيم بليبيا

مسئول إدارة المياه بالحكومة الإنجليزية: مياه مشروع الـ1.5 مليون فدان غير متجددة.. وأحذر من تكرار فشل النهر العظيم بليبيا

أكد العالم المصرى الدكتور رجب أبوالعينين، الخبير الدولى فى المياه مسئول إدارة المياه فى الحكومة الإنجليزية، أنه من الخطأ استغلال مشروع الـ1.5 مليون فدان فى الزراعة فقط، مؤكداً أن مياه الخزان الجوفى النوبى غير متجددة، كما توجد صعوبة فى حساب كميات المياه الجوفية بالصورة الدقيقة، محذراً من تكرار فشل تجربة النهر العظيم فى ليبيا.

أوضح الرئيس السابق للهيئة الدولية للصرف أنه يجب إقامة مناطق متكاملة فى مشروع المليون ونصف المليون فدان تقوم على التجارة والصناعة والسياحة، على أن تكون الزراعة أحد مكوناتها، وأن يضمن المشروع التحكم الكامل فى المياه من خلال الوسائل الحديثة.

وأضاف أن المياه ثروة كبيرة ولكن الفلاح المصرى كريم فى إعطاء المياه للأراضى، ويتجاهل أن المياه الزائدة لا تفيد بل تفقده الأسمدة، والقوانين تعاقب من يرش المياه فى الشارع ولكن لا توجد متابعة من المسئولين، لافتاً إلى أن المواطن الإنجليزى يدفع مقابل استغلال المياه وصرفها، ويجب أن نعيد النظر فى الرى بالغمر.

وأشار إلى أن هناك ثلاثة تحديات تواجه مصر مائياً على رأسها شح الموارد، ومن الخطأ اعتبار نهر النيل مصدراً دائماً للمياه، لافتاً إلى أن اختيار المكتب الاستشارى الفرنسى لتنفيذ الدراسات الفنية نجاح للدبلوماسية المصرية المائية، وأن سد النهضة لن يكون الأخير فى المنظومة الإثيوبية للسدود، والتواصل مع دول الحوض يحل جميع الخلافات، مؤكداً أن المعاناة من سد النهضة ستحدث وقت ملء الخزان فقط.

{long_qoute_1}

■ من خلال مسئوليتك وعملك فى الحكومة الإنجليزية، كيف تتم إدارة المياه فيما يتعلق بالاستخدامات المنزلية؟

- هناك العديد من التقنيات التى تستخدم فى إدارة المياه، وشركات المياه فى إنجلترا تحاول أن تجعل الصمامات وصنابير المياه تعمل بصفة عامة لتكون ذكية، عن طريق «سنسور» بمجرد وضع يد المستخدم أسفل الصنبور تتدفق المياه، وحينما تبعد يدك مرة أخرى تتوقف المياه، وذلك بهدف التوفير قدر الإمكان فى كل نقطة مياه، كما أن شركات المياه فى إنجلترا تتبع القطاع الخاص، وتستفيد من مياه الصرف فى إعادة الاستخدام من خلال مواسير لصرف مياه الحمام وأخرى للمطبخ وثالثة المخصصة بغرض النظافة.

■ وكيف يتم تتبع تهالك شبكات المياه والصرف؟

- تُستخدم فى إنجلترا تقنية الاستشعار عن بعد لمعرفة أى رشح أو تسريب فى مواسير المياه، وفور اكتشاف ذلك تتدخل فرق الصيانة بإصلاحه فوراً.

■ وكم يبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه؟

- نصيب الفرد من المياه يصل إلى ألف متر مكعب فى العام، وهو جيد مقارنة بمصر التى يصل نصيب الفرد بها 650 متراً مكعباً، وفى إنجلترا يتم الاعتماد بشكل أساسى على المياه الجوفية لأنها متجددة بفعل الأمطار التى تسقط أغلب أيام السنة، وفى إنجلترا يدفع كل مواطن مقابلاً لصرف كل لتر صرف يخرج من منزله للتخلص منه، كما يدفع مقابلاً لشركات المياه التى تقوم بتوصيل المياه إلى منزله، حيث يعاد استخدام مياه الصرف ومعالجتها قبل إلقائها فى البحر أو النهر، ووفقاً لكمية النترات والأمونيا فى المياه يتم اختيار إلقاء المياه فى النهر أو البحر، فالنترات تسبب السرطان وبالتالى إذا اكتشفت كميات كبيرة منها يتم إلقاؤها فى البحر بعد معالجتها لتتفق مع قوانين البيئة التى تطبق بصرامة.

{left_qoute_1}

■ وكيف ترى منظومة إدارة المياه الخاصة بالاستخدام المنزلى فى مصر؟

- خلال زياراتى لمصر كنت أرى صنابير للمياه تخرج منها المياه ليلاً ونهاراً دون أى وعى، ورأيت أمثلة كثيرة للإسراف فى استخدام المياه كرش الشوارع بالخراطيم، وهى عادة ليست ذات جدوى نهائياً، خاصة أن المياه المستخدمة فى الرش مياه للشرب، وفى وقت من الأوقات فى أزمان قريبة كان يحظر تماماً رش الشوارع بالمياه وغسل السيارات، وهناك قوانين تعاقب من يقوم بذلك ولكن لا توجد متابعة من الجهات المسئولة، وأهم من ذلك أن يكون هناك وعى لدى المواطن بأن هناك أزمات للمياه وهى ثروة غالية يجب أن نحافظ عليها، وبالتالى يجب تفعيل القوانين.

■ وما الحل من وجهة نظرك؟

- الحلول عديدة وعلى رأسها رفع الوعى بقيمة المياه والتوسع فى زراعة الأشجار والنجيل فى الشوارع لمنع تصاعد الأتربة فى الجو وترطيبه من الجفاف، والأشجار والنجيل لا تحتاج إلى مياه بشكل يومى للرش كما يحدث فى الشوارع.

■ وهل يدفع المزارع الإنجليزى مقابلاً للمياه المخصصة للزراعة؟

- فى أوقات المطر بالطبع لا يتم تحصيل مقابل للرى، ولكن خلال فترات الجفاف يتم تحصيل مقابل توصيل المياه، والحكومة هناك تعمل دائماً على بحث أفضل الطرق للتعامل مع الجفاف من الشمال إلى الجنوب.

{long_qoute_2}

■ وهل هناك جفاف ظهر فى الأراضى الإنجليزية؟

- بالفعل بدأت تظهر مناطق ضربها الجفاف، خاصة فى الأماكن التى يوجد بها إنتاج حيوانى وزراعة محاصيل.

■ وكيف يمكن أن تسهم التكنولوجيا فى الإدارة السليمة للمياه؟

- هناك تقنيات عالمية لذلك، وليس على مستوى إنجلترا فحسب، والعالم يتقدم بسرعة شديدة فيها، وعلى المستوى العالمى يتم التفكير بشكل كبير فى تقنيات حديثة لرفع كفاءة إدارة المياه، وعلى رأس ذلك التفكير الدائم فى استخدام نُظم للرى الحديث، وفى مصر يجب أن نعيد النظر فى الرى السطحى المعروف بالرى بالغمر، لأنه يستهلك كميات كبيرة من المياه، كما أن الرى بالأحواض أو بالخطوط يعرض المياه بشكل دائم للبخر، كما أن كثرة المياه للنبات لا تفيده وعلى العكس من ذلك، ومعظم دول العالم تبنى حساباتها فى استهلاك النبات للمياه على معدلات البخر القصوى التى تحسبها هيئة الأرصاد لسطوع الشمس وسرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة والمعدل الأقصى للبخر وبناء عليه يتم الرى بكميات دقيقة للغاية، وهو أمر يجب أن يؤخذ فى الاعتبار فى مصر عند رى المحاصيل الزراعية فى الوادى والدلتا، وهناك أجهزة حديثة عرضتها على وزير الرى يمكن أن تستخدم فى مصر لتوفر كميات كبيرة من المياه المخصصة للزراعة فى رى المحاصيل.

■ وماذا عن تقنيات الرى الحديثة المستخدمة؟

- هناك العديد من تقنيات الرى التى تستخدم فى إنجلترا وغيرها من بلدان العالم، مثل الرى بالتنقيط تحت سطح التربة، حيث يتم دفن المواسير تحت السطح، وهو ما يقلل من البخر تماماً، حيث يستهلك النبات كل المياه التى تصل إلى الجذور، بل هناك أساليب للرى عن طريق أنابيب تروى النبات من جانب ثم يتم استبدال المياه للجانب الآخر وهو نظام حديث للرى يوفر 40% من المياه.

■ وكيف يمكن تطبيق مثل تلك التقنيات فى مصر؟

- الفلاح المصرى كريم فى إعطاء المياه ولكن يتجاهل أن المياه الزيادة تفقد الأسمدة التى وضعها لأن المياه تغسل الأرض من الأملاح والمخصبات التى تمت إضافتها، وفى مصر من الضرورى تغيير ثقافة الفلاح والقضاء على ظاهرة الرى بالغمر، ويجب تشجيع الفلاح على ذلك، وقامت الحكومة الهندية بتعليم مزارعيها استخدام الرى بالتنقيط فى زراعة قصب السكر، وفى إنجلترا نجتهد دائماً لتعليم المزارعين الطرق الحديثة للرى التى لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة مثل استخدام الخلايا الشمسية فى رفع المياه لخزانات مرتفعة ثم إعادة ضخها فى خراطيم التنقيط، مستغلين الجاذبية الأرضية لضغط المياه بدلاً من المواتير المكلفة والتى تحتاج إلى وقود أحفورى.{left_qoute_2}

■ وما أنسب وسائل الرى التى يمكن أن تستخدم فى مصر لرى مناطق مشروع المليون ونصف المليون فدان؟

- بداية لا يصح مطلقاً استخدام الرى السطحى فى الزراعة، وطرق الرى الأفضل هى السنتر بيفوت التى تصل إلى أقرب نقطة من سطح النبات حتى لا تتبخر المياه أو تأخذها الرياح بعيداً، وهناك نوع جديد يمكنه توفير 30% من المياه يمكن أن يعمل بالطاقة الشمسية ومن ثم يوفر كثيراً فى التكاليف المخصصة للرى.

■ وما حقيقة تجدد الخزان الجوفى فى صحراء مصر الغربية وتأثيره على استدامة المشروع؟

- الحقيقة أن الخزان الجوفى المعروف بخزان الحجر الرملى النوبى غير متجدد، خاصة بعد جفاف بحيرة تشاد التى كانت المصدر الرئيسى لتغذية الخزان، وفى جنوب مصر تتم تغذية بعض مناطق المشروع فى منطقة توشكى فقط، لاقترابها الشديد من بحيرة ناصر، وفيما عدا ذلك فمناطق المشروع لا تتجدد فيها المياه وتعتمد على مياه قديمة تكونت عبر عصور بعيدة، وعلى سبيل المثال فى إنجلترا يتم الاعتماد على المياه الجوفية وفقاً لضوابط شديدة، والآبار يتم ترخيصها للمزارعين ويركب عليها عدادات وبناء عليه يتم حساب كميات المياه المستهلكة السنوية.

■ وما الطريقة الأفضل لاستغلال المشروع؟

- لا يجوز أن ننظر لأراضى المشروع على أنها أراضٍ يتم توزيعها بغرض الزراعة فقط، وقد قيل من قبل مسئولين فى الحكومة إن مناطق المشروع سوف تستغل كمجتمعات عمرانية متكاملة وهو أمر جيد، وبالتالى لا يجوز أن تكون الزراعة فى أراضى المشروع هى الغرض الأساسى، ولكن تخفيف الكثافة السكانية فى المدن الكبرى ووادى النيل الضيق.

■ ولكن المسئولون فى شركة الريف المصرى يقولون إن غرض المشروع زراعى؟

- مياه المشروع غير متجددة واستغلالها فى الزراعة يفقد المشروع الغرض الذى أنشئ من أجله، وهو التكامل العمرانى وإنشاء مجتمعات سليمة ومستدامة، ولابد أن يتضمن النشاط الأساسى أغراضاً صناعية وتجارية وسياحية، بالإضافة إلى الزراعة، وهو أمر يستوجب إقامة خدمات أساسية من تعليم وصحة وخدمات ومرافق متكاملة قبل البدء فى توزيع الأراضى على المنتفعين.

■ لكن هذا لم يحدث إلا فى بعض المناطق مثل الفرافرة؟

- الخدمات شىء أساسى والزراعة يجب ألا تكون الشىء الأساسى فى المشروع، وعندما ننظر لمشروع النهر العظيم الذى أنشأة الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، وكان ينبع من واحة الكفرة ويعتمد على مياه الحجر الرملى النوبى ويتجه شمالاً وكانت تزرع عليه محاصيل وخضراوات وقيل وقتها إن المياه مستدامة، إلا أنه بعد سنوات جفت المياه، وهو أمر لو تم تكراره فى مشروع المليون ونصف المليون فدان لن يجد المنتفعون بالمشروع شيئاً ليعملوا فيه، والتجارة والصناعة والسياحة أنشطة يمكنها الاستمرار اعتماداً على المياه عكس الزراعة التى تستهلك الخزان الجوفى.

{long_qoute_3}

■ وما أهم التراكيب المحصولية التى يمكن زراعتها فى المشروع؟

- يمكن زراعة الورود ذات الجودة العالية التى تصدر للخارج وكذلك النباتات الطبية والعطرية والمحاصيل الأقل استهلاكاً للمياه، كما يمكن استغلال ساعات سطوع الشمس فى إنشاء محطات للطاقة الشمسية وغيرها من المشروعات التى يجب أن يتم التفكير فيها كثيراً وتجربتها قبل البدء فى طرح أراضى المشروع بغرض الزراعة فقط.

■ ولكن هناك مسئولين فى وزارة الموارد المائية والرى أكدوا أن الخزان يكفى 100 عام؟

- توجد صعوبة فى حساب كميات المياه الجوفية بالصورة الدقيقة، والتكنولوجيا نفسها لم تتقدم بالقدر الكافى، حتى الأقمار الصناعية ما زالت بها نسبة خطأ كبيرة، والطبقات الجيولوجية تختلف من منطقة لأخرى، وبالتالى عند استخدام الرادار لمعرفة عمق المياه الجوفية فى نقطة ما تختلف عن الأخرى وهو أمر نتعرض له فى إنجلترا عند حساب كميات المياه فى الآبار.

■ ما أهم التحديات التى تواجهها مصر فى مجال المياه؟

- أهم التحديات شح المياه بصفة عامة وهو أمر يحتاج إلى فكر استراتيجى تحسب فيه بدقة كميات المياه الواردة إليك وهى عند حدود 55.5 مليار متر مكعب فى العام، كما تحتاج عند التطبيق إلى إدارة متكاملة فى كل محافظة حسب احتياجاتها، وتحديد احتياجات المياه فى كل منطقة بالمحافظة، فالأراضى الطينية غير الرملية وزراعات القصب والأرز تختلف فى احتياجاتها عن المحاصيل الأخرى، والخلاصة أن هذا التحدى يحتاج منك كمسئول أن تفكر بشكل استراتيجى وتنفذ على المستوى المحلى. أما التحدى الآخر فهو الاستدامة وهذا لا يعنى أن هناك مصدراً دائماً للمياه حتى نهر النيل فالديمومة لله وحده، والمقصود بالاستدامة كمية المياه وإدارتها، حتى إنه فى إنجلترا لا نمنح تراخيص آبار لمدة تزيد على عشر سنوات فقط، وهو يعنى المتوسط، وبعد ذلك يتم النظر فى مد الترخيص من عدمه، والإدارة تعنى تقدير المياه وعدد سنوات استغلالها، والتحدى الثالث يتمثل فى تحديد كمية المياه السطحية والجوفية التى لا توجد فيها حسابات دقيقة، ونحن فى إنجلترا لم نتمكن من الحساب الدقيق لتدفقات الأنهار، إما بسبب السحب الأسكتلندى للمياه لاستغلالها فى الزراعة خلال فصل الصيف، أو الجفاف فى بعض فترات العام، والإدارة الجيدة للمياه التى تقوم على القياس الدقيق للمياه المتوفرة لديك كمسئول.

■ ولكن حصة مصر من مياه النيل مهددة بالنقص أو الزيادة بفعل السد الإثيوبى؟

- النيل مصدر رئيسى لمصر وهو المصدر الأهم ويمكن شبه الوحيد، والمواطن غير مطلع على المعلومات وبالتالى لا يعلم حجم الضرر.

■ وما مدى الضرر الذى يمكن أن يحدث فى مصر لو تم بناء السد دون الدراسات الفنية المكتملة؟

- من الجيد أنه تم الوصول إلى اتفاق مع الحكومة الإثيوبية أن يقوم المكتب الاستشارى الفرنسى بإعداد الدراسات الفنية وهذا يعد نجاحاً لدبلوماسية المياه المصرية العريقة، والتى كانت دائماً على اتصال جيد بأفريقيا، وكانت تتسم بالود والصداقة.

■ ولكن دائماً دول حوض النيل تردد أننا تركنا أفريقيا؟

- نعم كان ذلك فى فترة سابقة، لكن ما أراه حالياً أن الأفارقة بدأوا فى زيارة مصر، وكمصريين لا بد أن نوجد هناك بقوة.{left_qoute_3}

■ وهل يؤثر السد على مصر فى حال اكتمال الدراسات؟

- بالطبع سنعانى خلال فترة ملء بحيرة السد، ولكن مع الجدول الذى ستضعه الشركات الاستشارية سيقل الضرر وستكون الأضرار بسيطة، وأعتقد أنها ستكون الخطوة الأهم فى حياة السد وكلما زادت فترة الملء قلَّ الضرر.

■ لكن حتى مع الانتهاء من بناء السد سيتحول تخزين المياه فى إثيوبيا بدلاً من مصر التى تعد دولة مصب؟

- بمجرد امتلاء الخزان ستدور التوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية وبالتالى ستخرج المياه من فتحات السد.

■ الخبراء يؤكدون أن ما تقوم به إثيوبيا يعارض كل قوانين الأنهار العابرة للحدود؟

- إثيوبيا استغلت فترة الثورة المصرية وعدم الثبات السياسى وقامت ببناء السد، و«النهضة» ليس السد الوحيد وهناك سدود أخرى أصغر حجماً من سد النهضة وللأسف هذه دولة منبع لنهر النيل ونحن دولة مصب، وعلينا التعامل مع الوضع القائم والتكيف معه، وهم دائماً ما يؤكدون أن السد لتوليد الكهرباء ولا يمكنهم استغلاله فى الزراعة.

■ هل توجد تجارب دولية لحل نزاعات الأنهار العابرة للحدود؟

- هناك اتفاقات دولية كالاتفاقيات التى تنظم استغلال المياه من نهر الدانوب الذى يعبر بين عدة دول أوروبية، بل إن الاتفاقية لا تقتصر على استغلال المياه فقط ولكن كذلك نوعية المياه، ويتم قياس المخلفات والكيماويات التى تلقى فى النهر وأى دولة تلقى مخلفات يوقع عليها غرامة فورية، وهو نظام أوروبى مطبق فى أنهار بين ألمانيا وسويسرا.

■ وهل يمكن زيادة موارد النهر من خلال استقطاب المياه لسد العجز الذى ستحدثه الزيادة السكانية؟

- أتمنى استكمال مشروعات استقطاب فواقد المياه خاصة فى جنوب السودان التى يوجد لديها مستنقعات وخاصة قناة جونجلى وتوصيلها بمياه النيل.

■ هل ترى أن هناك استغلالاً أمثل لوحدة المياه والأراضى؟

- النظريات الحديثة تضيف إليها وحدة الطاقة أيضاً، والهدف إنتاج أكبر بالمياه والأرض والطاقة، وفى مصر نفصل الطاقة عن المياه والأرض، إلا أننى رأيت فى توشكى جنوب مصر رفع المياه بالطاقة الشمسية، وهو تقدم هائل وفى المستقبل لن تنفصل العناصر الثلاثة فى إنتاج الغذاء، وفى إنجلترا على سبيل المثال يتم الإنتاج بتكلفة أقل وكفاءة أعلى وهو أمر مرتبط بطبيعة المجتمع الإنجليزى مثل التوجه الرأس مالى الذى لا يوجد فيه دعم أو شىء بلا مقابل.

■ هل تلمح إلى رفع الدعم عن المياه والطاقة؟

- هذا يعتمد على أصحاب المشروعات ولو كان أصحابها من الأثرياء لن يؤثر فيهم رفع الدعم، إلا أنه يجب ألا يكون هناك دعم للأثرياء.

■ شهدت البلاد خلال السنوات الماضية تساقط أمطار فى مناطق مختلفة، هل نستطيع أن نقول إننا دخلنا فى حزام الأمطار؟

- حسب مركز التنبؤ بالمناخ فى إنجلترا فإن منطقة البحر المتوسط أساساً سوف تشهد ارتفاعاً فى درجات الحرارة على الأقل درجتين ونصف فى المائة عام المقبلة، ومن المتوقع أن نسبة المطر ستقل، والجفاف سوف يرتفع، وما حدث من تساقط فى الأمطار يعود إلى ظاهرة التغير المناخى وأحد آثارها السلبية تساقط أمطار فى أوقات وأماكن غير المعتادة، ولا أعتقد أن تساقط الأمطار ضرر، ولكن على العكس علينا استغلال المياه واصطيادها فى البحيرات الجبلية أو من خلال السدود لشحن الخزان الجوفى.

■ وما حقيقة غرق الدلتا؟

- التنبؤات المناخية تؤكد أنه سيكون هناك ارتفاع فى سطح البحر سيحدث نتيجة لذوبان الجليد فى الأماكن التى يوجد بها جبال الجليد، لكن مستوى الارتفاع سيزيد ولم يتم التأكد من التنبؤات وتقف بين المترين والثلاثة أمتار.

 


مواضيع متعلقة