سالم عبدالجليل يعتذر للأقباط: لم أقصد جرح مشاعرهم.. واحترامهم واجب

سالم عبدالجليل يعتذر للأقباط: لم أقصد جرح مشاعرهم.. واحترامهم واجب
- أمة واحدة
- أهل الكتاب
- أهل مصر
- التفجيرات الإرهابية
- الشرائع السماوية
- القرآن الكريم
- اللغة العربية
- أبناء الوطن
- أحوال
- أمة واحدة
- أهل الكتاب
- أهل مصر
- التفجيرات الإرهابية
- الشرائع السماوية
- القرآن الكريم
- اللغة العربية
- أبناء الوطن
- أحوال
قدم الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، اعتذارا للأقباط عما بدر منه في حلقته الأخيرة بقناة "المحو"ر، مؤكدا أنه لم يكن يقصد إهانة الأقباط بأي حال من الأحوال.
وذكر الدكتور سالم عبدالجليل، في بيان صحفي، اليوم، أن ما صدر منه في إحدى حلقات برنامجه اليومي المذاع على قناة "المحور" الفضائية كان في سياق "تفسير لسورة آل عمران (ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة) وتحديدا لقول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ (٨٥)}، وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين فأنا عن جرح المشاعر أعتذر، وأكرّر تأكيدي على ما أكّدتُه في نفس الحلقة المشار إليها: الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين (في تصورنا) كما أن عقيدتنا فاسدة في (تصورهم) لا يعني استحلال الدم أو العرض أو المال بأي حال من الأحوال، وقلت هذا على الهواء وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة".
وأضاف عبدالجليل، في بيانه: كلمة كفر الواردة في القرآن الكريم تعني المغايرة والتغطية وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل في مصر حديثا، من كون كافر وصفا مهينا لاحتقار الشخص السيئ الخلق والفاجر في الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس في اللغة العربية ولم يكن حتى على زمن نزول الوحي، وكيف يكون في القرآن إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم عليّنا سبّ أصنام المشركون، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان فضلا عن أنه من أهل الكتاب: "وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".
وقال إن "للإنسان، في ديننا، حريته في اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده، والحساب على الله تعالى، بدليل أنّ الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين و معابد اليهود رغم أنه يقال فيها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كلام هو عكس ما نعتقده تماما من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل أنّ دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبي بأهل مصر خيرا فاحترامهم آكد وإكرامهم أوجب، أما في دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنساني والمحبة والبر، ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى، حتى أن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم، إذا توافق الأهل".
وأشار إلى أن "مسألة التعايش بيننا وبين أبناء الوطن من إخواننا المسيحيين، بل بيننا وبين أبناء الجنس البشري في كل بقعة من بقاع الأرض ليست محل بحث أو نقاش .. فهي محسومة بنص القرآن الكريم في سورة الحجرات: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)".
وقال عبدالجليل، في بيانه، إن "العلاقة بين بني البشر تقوم على احترام الآخر والحفاظ له على دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، وهذه مقاصد جميع الشرائع السماوية، ومعاملة غير المسلمين بالبر والقسط والمعروف هي منهجنا، كما قال تعالى في سورة الممتحنة (لَّا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ)، والشركاء في الوطن لا يجوز التمييز بينهم على أساس العقيدة أو غيره، بل هم جميعًا مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مع اليهود، واعتبرهم مع المؤمنين أمة واحدة".
وأنهى وكيل وزارة الأوقاف السابق بيانه بشكر "الدكتور حسن راتب على استضافته لي على قناة (المحور) على مدى عام وبضعة أشهر، وجميع العاملين في القناة الذين أكنّ لهم كل تقدير، حيث لم أر منهم إلا كل تقدير واحترام، ومسألة إنهاء التعاقد ترجع لرؤية صاحب القناة، وأنا أعذره في قراره، وأدعو الله له بالتوفيق، كما أشكر كل من تواصل معي وعلى الأخص من الإخوة المسيحيين، وأخيرًا: فلست منزعجا من فسخ التعاقد من جانب قناة المحور وألتمس لهم العذر، وكل شيء بقدر الله وحده (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا)".