بروفايل| «هنية».. الرجل الثانى

كتب: محمد حسن عامر

بروفايل| «هنية».. الرجل الثانى

بروفايل| «هنية».. الرجل الثانى

فى منزل متواضع بأحد أزقّة «مخيم الشاطئ» الضيقة وتحت حراسة مشددة، يقيم فى نفس المكان الذى وُلد فيه وقضى سنوات عمره الأولى طفلاً وطالباً ثم مديراً لمكتب مؤسس «حماس» الشيخ أحمد ياسين، إلى أن وصل لرئاسة المكتب السياسى للحركة، ليكون إسماعيل هنية الرجل الأول تنفيذياً فى «حماس» التى تأسست عام 1987 أى بعد ميلاده بنحو 24 عاماً.

يظهر «هنية» من وقت لآخر الخطيب المفوه بجلباب وعباءة وسبحة لا تفارق يده، لطالما كان الرجل المولود عام 1963 ورقة رابحة لدى «حماس».. لديه أدوات كثيرة يلعب بها بإحكام، ويوظفها ليتحول إلى أيقونة حمساوية فلسطينية، خاصة لدى أنصار الحركة فى «غزة».

«إسماعيل» كان طفلاً لوالدين هاجرا من «عسقلان» إلى «مخيم الشاطئ» بعد نكبة 1948 وقيام دولة إسرائيل، تعلم فى مدرسة تديرها «الأمم المتحدة» للاجئين قبل أن يتخرج فى الجامعة الإسلامية، وأودع فى سجون الاحتلال عدة مرات إلى أن تم ترحيله عام 1992 إلى جنوب لبنان.

يُعرف عن «هنية»، وهو الأب لـ13 ابناً وبنتاً، أنه من الشخصيات البرجماتية المرنة، وهذا ساعده كثيراً حتى أصبح وجهاً بارزاً للحركة منذ اغتيال المؤسس أحمد ياسين عام 2004، وقد نجا «هنية» قبل ذلك بعام من محاولة اغتيال عندما قصفت إسرائيل مكاناً يُعتقد أنه كان يجتمع فيه «ياسين».

يتمسك دائماً فى أحاديثه بالمقاومة والجهاد ضد المحتل الإسرائيلى، لكنه فى الوقت ذاته لعب الدور الرئيسى فى وقف هجمات الفلسطينيين على الداخل الإسرائيلى مع إعلان «تل أبيب» انسحابها من «غزة» عام 2005، وبعدها بعام قاد «حماس» لفوز كبير فى الانتخابات البرلمانية الفلسطينية فى مواجهة «فتح»، فكان رئيساً لمجلس الوزراء الفلسطينى، ليقود حكومة لم يُكتب لها النجاح نتيجة الرفض الدولى للحركة.

واجه «هنية» رموز الحركة المقيمين فى الخارج بانتخابات المكتب السياسى، لكن الأمور لم تنته عند هذا الحد، فما زالت أمامه تحديات صعبة سيواجهها، تحتّم عليه أن يكون مهندساً لمرحلة انتقالية وجديدة حساسة تمر بها الحركة، ربما لهذا انتُخب رئيساً للمكتب السياسى، بعد أن أعلنت حركته وثيقة جديدة تقبل فيها دولة فلسطينية على حدود 67 التى كانت تعاير بها «فتح»، وتبتعد نسبياً عن الإخوان، ليجد نفسه أمام تحدى إعادة التوازن لعلاقات «حماس» الإقليمية، خاصة مع مصر، وتحد آخر بأن يرسم مسارات جديدة تجعل من حماس كياناً مقبولاً على الساحة الدولية.


مواضيع متعلقة