إسماعيل هنية.. سنوات "حماس" تكلل برئاسة المكتب السياسي

إسماعيل هنية.. سنوات "حماس" تكلل برئاسة المكتب السياسي
"أنا شخصيا بصفتي رئيسا للوزراء، أشرف من انتمائي لحركة المقاومة الإسلامية حماس".. انتماء تفاخر به دائما إسماعيل هنية، الذي ترعرع في كنف "حماس"، التي دفعت به ورشحته ليكون رئيس وزراء فلسطين عام 2006، لتعلنه "حماس" اليوم رئيسا لمكتبها السياسي بعد انتخابات على مدار ما يقرب من شهر.
هنية الذي ولد في مخيم "الشاطئ" لللاجئين في 23 مايو عام 1963، وتلقى تعليمه في الجامعة الإسلامية بغزة، بدأ نشاطه داخل "الكتلة الإسلامية" التي كانت تمثل طلاب الإخوان المسلمين بالجامعة، ومنها انبثقت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتولى حينها رئيس مجلس الطلبة إذ كان نشطا، وعمل كمعيد في الجامعة بعد تخرجه عام 1987.
بين السجن والمعتقلات والنفي ومحاولات الاغتيالات قضى "هنية" العديد من سنوات حياته، إذ سجنته السلطات الإسرائيلية عام 1989 لثلاث سنوات، وبعدها تم نفيه عاما على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع غيره من قادة حماس، ثم عاد إلى غزة إثر اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية عام 1993، وتعرض لعدة محاولات اغتيال أصيب في إحداها.
عام 1997، عُين رئيسا لمكتب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، وتعزز موقعه في الحركة خلال انتفاضة الأقصى، ورشحته "حماس" ليتولى منصب رئاسة الوزراء، ليكون رئيس الحومة عام 2006، ثم أقاله الرئيس محمود عباس بعد سيطرة كتائب الشهيد عز الدين القسام "الجناح العسكري لحماس" على مراكز الأجهزة الأمنية في غزة.
رفض هنية قرار إقالته، واعتبره غير دستوريا، وأكد حينها أن حكومته ستواصل مهامها ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، واستمر في منصبه في قطاع غزة كرئيس للحكومة المقالة القائمة بتصريف الأعمال لحين منح الثقة لحكومة أخرى من المجلس التشريعي.
المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح نالت اهتماما كبيرا لدى "هنية"، إذ نادى بها مرارا وأعلن قبوله التنازل عن رئاسة الحكومة ذات مرة في إطار المصالحة الشاملة، وتنازل عنها فعليا في يونيو 2014 لرامي الحمدالله، قائلا "إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة".
تدرج هنية في المناصب داخل حركة حماس بعد أن كان مدير مكتب الشيخ أحمد ياسين، إذ بدأها بعضوية القيادة السياسية للحركة وعضو لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل والسلطة الفلسطينية، وعضو لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلا عن "حماس"، وتولى منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ليفوز في انتخابات الحركة على منافسيه موسى أبو مرزوق ومحمد نزال المقيمين في قطر، ويكون خليفا لخالد مشعل الذي تولى هذا المنصب منذ عام 1996.
يأتي فوز هنية برئاسة المكتب السياسي لحماس بعد أيام من إعلان "مشعل" لوثيقة حماس الجديدة، التي تنص على قبول دولة فلسطينية مؤقتة على حدود 1967، على أن تكون عاصمتها القدس، دون الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وأن معركة "حماس" مع الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني وليست مع اليهود أو الديانة اليهودية، وتمسك الحركة بخيار المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي، والنأي عن جماعة الإخوان المسلمين لتحسين علاقاتها مع مصر وبعض الدول الغربية التي تصنفها جماعة "إرهابية".