خلافات لوبان ووالدها.. مسمار في ظهر "المرأة الحديدية"

كتب: سارة سعيد

خلافات لوبان ووالدها.. مسمار في ظهر "المرأة الحديدية"

خلافات لوبان ووالدها.. مسمار في ظهر "المرأة الحديدية"

في الوقت الذي تنتظر فيه مرشحة الرئاسة الفرنسية، ماريان لوبان، الدعم من كل المحيطين بها، هاجم السياسي الفرنسي جان لوبان ابنته، بالتزامن مع بدء التصويت في الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية، قائلًا "إنها غير مؤهلة لدخول قصر الإليزيه".

وأكد "لوبان" إنه على الرغم من أن ابنته تمتلك شخصية قوية، إلا أنه لابد من مؤهلات أخرى لتتولى رئاسة فرنسا، حسبما أفادت صحيفة تليجراف البريطانية.

الهجوم الذي يأتي في وقت فارق، ليس الأول بين مارين ووالدها مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، خاصة بعد اعتزامها إبعاد والدها عن السياسة، في حين رأى هو أن ابنته في طريقها لتدمير الحزب من الداخل.

فمنذ أن تولت مارين مقاليد الحزب عام 2011 من والدها، وهي تسعى لتغيير الصورة النمطية للحزب، بإرهاب الأجانب في الفترة التمهيدية لحملتها الانتخابية، والابتعاد قدر الإمكان عن السياسة اليمينية المتطرفة والمعادية للسامية، وشهدت الأوساط السياسية خلافات كثيرة بينهما، بدأت بانتقادها والدها قائلة "لا يجوز له أن يأخذ الجبهة الوطنية رهينة"، وامتد إلى إجباره على التخلي عن زعامته للحزب وطرده منه، بسبب تصريحاته التي أغضبت اللوبي الصهيوني في فرنسا.

ازداد الصراع بين الأب وابنته بعد كشفها عن نيتها تغيير اسم الحزب، ليتماشى مع الواقع السياسي، إلا أن الأب اعتبر هذه الخطوة "خدعة"، وهاجم ابنته قائلا "الجبهة الوطنية ليست ماركة لشراب الويسكي يمكن تغييرها كما نشاء"، وانقسم الحزب الفرنسي المتطرف لجبهتين بعد اجتهادات الابنة، وتحول لفريق محافظ متشدد يمثله المؤسس الحقيقي للحزب، وآخر أكثر انفتاحا تمثله ابنته التي سعت إلى تغيير سياسات الحزب المتطرفة.

ورغم محاولات ماريان لتحسين صورة الحزب المناهض للهجرة، قبل عامين، في إطار تمهيد طريقها للوصول إلى انتخابات الرئاسة، إلا أن الخلافات بينها وبين والدها باتت علنية، تتناقلها الصحف والأخبار، خاصة مع تهديدات لوبين لوالدها بإجراءات تأديبية في الحزب، رغم اختياره رئيسا فخريا للحزب مدى الحياة بعد توليها قيادته عام 2011.

"أؤكد بجدية وحزن بسبب عدم وجود جهود للمصالحة، أن زعيمة الجبهة الوطنية ستخسر في الدورة الثانية، بل ربما الأولى".. قال الأب هذه الكلمات في احتفالية لتكريم القديسة "جان دارك" في باريس، إلا أن لوبان ربما خيبت آمال الأب ووصلت إلى الجولة الثانية التي تفصلها خطوة عن قصر الإليزيه مع منافسها إيمانويل ماكرون.


مواضيع متعلقة