بالصور|"عم زكريا" يعمل ويجر تروسيكل كراتين بالمنصورة: نفسي في بيت

12:41 م | السبت 06 مايو 2017

يضع حبل حول خصره، ويربطه في تروسيكل، حتى يتمكن من جره خلفه، بجسمه النحيل، وظهره المنحني، مستندا علي عكازه الخشبي، بعد أن يضع ما تمكن من جمع من كراتين ورق من محلات المنصورة، هذا هو حال زكريا أحمد سالم، 77 سنة، يوميا، والذي يستيقظ يوميا من صلاة الفجر ويجلس لقراءة القرآن الكريم، يبدأ عمله الساعة 9 صباحا مع بداية عمل المحلات حتى الساعة 4 عصرا أو حسب استطاعته.

بنفس عزيزة رغم الأسى والحاجة يسير "عم زكريا" كما يلقبه أصحاب المحلات التجارية بالمنصورة، يرفض مساعدة أحد، فهو يريد أن يأكل مما كسبت يداه، فيجمع الورق والكراتين ويبيع الكيلو في نهاية الشهر بمبلغ 40 قرش، ويتحصل شهريا علي نحو 1000 جنيه من عمله.

"رغم إصابته بتورم في قدمه لكنه يعمل بقدر المستطاع، حتى يوفر مصاريف البيت" هكذا تحدثت "مي" ابنته طالبة في كلية الخدمة الاجتماعية، وأضافت، لـ"الوطن"، الحياة صعبة، وأعيش أنا والدي ووالدتي معا وتزوج اثنين من أشقائه، ومعاش والدي 500 جنيه شهريا وهو مبلغ لا يكفي المعيشة خاصة بعد غلاء الأسعار، فضلا عن مصاريف كليتي التي تتعدى 5000 جنيه في التيرم الواحد.

وأكد أنه كان يعمل في شوي الأسماك وكان مشهور ويأتي له الزبائن من كل مكان، ولكن وقوفه أمام فرن الأسماك حيث النار والدخان إصابة بالحساسية، علي الرئة، فقرر التوقف عن شوي الأسماك والاتجاه إلى عمل آخر جديد وهو الإتجار في الكارتين التي يجمعها.

وأضاف أنه لا يمكن أن يركب على التروسيكل لأن الصندوق عندما يمتلأ بالكراتين يكون ارتفاع عالي ولا يمكن أن يرى الطريق منه فقرر أن يشد هو التروسيكل من الأمام ليتحرك به بسهولة، رغم صعوبة ذلك لكن عليه أن يتحمل.

وأضاف: "كل ما أتمناه هو منزل أعيش به يكون ملك وابنتي وزوجتي بعد وفاتي وأتمنى أن أزور بيت الله الذي لم أتمكن من زيارته من قبل".

جذبت صور "عم زكريا"، كما يلقبه شباب المنصورة رواد مواقع التواصل الاجتماعي إعجابا بصبره وقدرته علي العمل رغم عمره المتقدم وإصراره على مواصلة عمله يوميا يتنقل بين شارع الجلاء إلى شارع الترعة والثانوية وغيرها من شوارع المدينة، وطالبوا الدولة بمساعدته والرئيس السيسي بتكريمه على إصراره علي العمل رغم تقدم عمره.