«التكاتك والكافيهات» تخطف العمال: مكسب أكتر.. وشقى أقل

«التكاتك والكافيهات» تخطف العمال: مكسب أكتر.. وشقى أقل
- التعليم الفنى
- الحمد لله
- الخامسة مساءً
- العاشر من رمضان
- العامل المصرى
- العمالة المدربة
- العمل الحر
- المصرى القديم
- الملابس الجاهزة
- بدء الدراسة
- التعليم الفنى
- الحمد لله
- الخامسة مساءً
- العاشر من رمضان
- العامل المصرى
- العمالة المدربة
- العمل الحر
- المصرى القديم
- الملابس الجاهزة
- بدء الدراسة
ظلت كلمة «عامل» مرتبطة بالعمل داخل أحد المصانع، لكن مؤخراً تغير الأمر بهجرة عمال كثيرين إلى مهن وحرف عديدة خارج المصانع، ربما طواعية بحثاً عن أجر أوفر، أو اضطراراً تحت رغبة الإدارة فى خفض العمالة على خطوط الإنتاج.
«محمد إبراهيم»، يبلغ عمره 36 عاماً، ترك عمله فى أحد مصانع الملابس الجاهزة بمدينة 6 أكتوبر، ليعمل بائعاً فى فرع لأحد منافذ الحلويات الشهيرة بمنطقة وسط البلد: «شغلى هنا أريح بالنسبة ليّا، ومكسبه أكبر. باخد 1800 جنيه فى الشهر، ده غير إكراميات الزبائن اللى ممكن توصل لـ30 أو 40 جنيه فى اليوم الواحد، يعنى حوالى 1000 جنيه فى الشهر»، حسبة بسيطة من أحد أصدقائه الذى سبقه للعمل فى محل الحلويات، دفعته إلى أن يتخذ قراره بالاستقالة من وظيفته بمصنع الملابس التى كان يتقاضى أجراً عنها قيمته 1400 جنيه شهرياً، يقول: «فى المحل أنا بيطلع لى فى الشهر ضعف اللى كنت باخده فى المصنع، ولا تعب ولا بهدلة وقاعد فى تكييف وبتعامل مع الزبون»، يعمل «محمد» فى وردية لمدة 10 ساعات يومياً، تبدأ من الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وأحياناً يستبدل مع أحد زملائه الذين يعملون بالوردية المسائية، «10 ساعات الصبح، و10 بالليل.. وأحياناً بنبدل أسبوع وأسبوع، حسب إدارة المحل وظروف العاملين»، يرى «محمد» المتزوج ولديه ولدان، أن عمله بالمحل أفضل من المصنع، ولا يفكر فى العودة مجدداً، خاصة أنه تم التأمين عليه من جانب إدارة المحل: «ماضى عقد، واتعمل لى تأمينات، وليّا حقوق كبيرة والمجهود أقل من المصنع، يبقى أقعد هناك ليه؟».
{long_qoute_1}
اختيار قد يكون منطقياً بالنسبة إلى «محمد»، وآخرين غيره اتخذوا قرارات مشابهة، وانتقلوا إلى مهن أخرى قد لا توفر أى حقوق لأصحابها، مثل «عبدالله خالد» الذى أنهى عمله بمصنع «كريستال عصفور» بشبرا الخيمة، نزولاً على رغبة الإدارة بحسبه: «أنا وأعداد كتير من العمال مشيوا، وأخدنا مكافأة نهاية خدمة بس متعملش حاجة النهارده»، الشاب الثلاثينى قرر أن يضع المكافأة فى شراء «توكتوك» يعمل عليه ويكسب من خلاله لينفق على أسرته: «بعض زمايلى حبوا يدوروا على شغل فى مصانع تانية، لكن قلت أجيبها من قصيرها وأجيب توكتوك، والحمد لله الفلوس كويسة لكن المشكلة إنه لا تأمين ولا حقوق، لو الواحد وقع التوكتوك مش هيفيده».
نماذج عديدة للخروج من العمل فى إطار المصنع، إلى العمل الحر، ظاهرة يفسرها محمد المنوفى، عضو جمعية مستثمرى 6 أكتوبر، بأن «العامل المصرى اتغير عن زمان، وبقى كل اللى بيفكر فيه إزاى يكسب فلوس، لكن لا يهتم بمهنته أو تطوير مهاراته»، مؤكداً أن بعض المصانع فى مصر، وتحديداً 6 أكتوبر، تحتاج إلى عمالة ولديها فائض فى فرص عمل يقدر بنحو من 25% إلى 50% من حجم عمالتها، وكذلك الأمر فى مناطق أخرى مثل العاشر من رمضان ومدينة السادات وبرج العرب. يشير «المنوفى» إلى أن كثيراً من المصانع تنتظر فترات الإجازة الصيفية للاستفادة من الطلاب واستقطابهم للعمل بالمصانع، ليس لأن أجر الطالب ضعيف، ولكن لأنها فى حاجة إلى عمالة بالفعل، لكن المشكلة تعود مع بدء الدراسة، مضيفاً: «الحكاية دى بتتكرر كل سنة، القهاوى والكافيات والعربيات الأجرة جذبت عمال المصانع، وإحنا محتاجين خطة لإعادة العامل المصرى القديم، العامل المصرى اللى بيتقن تخصص معين وبيصقل مهاراته فى التخصص ده، وبيتحول بمرور الوقت إلى خبير أو فنى كبير وبيقدر يفيد مصنعه وشركته، هذه النماذج أصبحت غير موجودة حالياً إلا على نطاق محدود جداً»، يؤكد «المنوفى» أنه توجد أزمة فى العمالة المدربة، ولا بد من الاهتمام بالتعليم الفنى لتخريج أجيال من العاملين القادرين على المشاركة فى السوق بإيجابية وخدمة المجال والتخصص الذى يعملون فيه، لكنه فى الوقت نفسه يعترف بأن أوضاع العامل غير جيدة، فيقول: «لا ننكر أن أوضاع العاملين مش جيدة، وإن هناك حاجة لرفع الأجور خاصة مع صعوبة المعيشة حالياً، لكن العامل لازم يكون شريك تنمية، ويساعد فى رفع الإنتاج ودعم مهاراته وإتقان عمله، لأن ده يعود بالفائدة عليه».