عمال مشروع «محور روض الفرج»: «مش مجرد أكل عيش.. إحنا بنبنى بلدنا»

عمال مشروع «محور روض الفرج»: «مش مجرد أكل عيش.. إحنا بنبنى بلدنا»
- أحمد توفيق
- أشعة الشمس
- أعمدة خرسانية
- أولاد صقر
- إنشاء كوبرى
- الإسكندرية الصحراوى
- البناء والتشييد
- البناء والتنمية
- الجزء الأول
- أبراج
- أحمد توفيق
- أشعة الشمس
- أعمدة خرسانية
- أولاد صقر
- إنشاء كوبرى
- الإسكندرية الصحراوى
- البناء والتشييد
- البناء والتنمية
- الجزء الأول
- أبراج
بين أعمدة خرسانية ضخمة، وكتل هائلة من أسياخ الحديد السميكة بأحد كبارى «محور روض الفرج» يعمل هؤلاء بهمة ونشاط، تتفاوت أعمارهم بينما تتشابه وجوههم وملابسهم، ملامحهم قمحية مثل لون طمى النيل، علامات الشقاء تظهر عليهم بوضوح، إنهم عمال جاءوا من محافظات متفرقة، لكن جمعهم العمل فى مكان واحد، خلف هدف واحد، وهو المشاركة فى عمليات البناء والتنمية.
لا تحمى الخوذة البلاستيكية الثقيلة رؤوسهم من لفحات البرد فى الشتاء، أو أشعة الشمس الحارقة فى الصيف، وهم بين هذا وذاك لا يتوقفون عن العمل، ليلاً أو نهاراً، يشاركون فى إنشاء المشروعات القومية العملاقة منذ سنوات عديدة، فى سوهاج والإسماعيلية وبورسعيد، وفى العاصمة الجديدة، وأخيراً فى محور روض الفرج.
يربط محور «روض الفرج» الجديد مدينة القاهرة بمدينة مطروح، ويبدأ الجزء الأول منه فى ميدان الخلفاوى وكورنيش النيل أمام أبراج أغاخان، حتى يصل إلى الطريق الدائرى فى منطقة بشتيل، ويبلغ طوله 6 كيلومترات، وجزء منه سطحى والآخر معلّق أعلى النيل، ثم ينطلق المحور من بشتيل بالتوازى مع محور 26 يوليو ويمر من أمام مدينة الشيخ زايد وأكتوبر، ويلتقى مع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى فى الكيلو 39، ويبلغ طول هذه المرحلة 29 كيلومتراً.
وعلى ارتفاع أكثر من 15 متراً، كانت مجموعة من عمال شركة «المقاولون العرب»، التى تقوم بتنفيذ إنشاء الكوبرى المعلّق على نهر النيل بمحور روض الفرج، يقفون فى انتظار أسياخ الحديد التى يرفعها الونش العملاق، فى الوقت الذى كان يقوم فيه عمال آخرون بتثبيت أسياخ قوية داخل «مخدة» أحد الأعمدة العملاقة بالقرب من عمارات أغاخان، وتحتوى «مخدة» هذا العمود الضخم على 230 طناً من الحديد وفقاً للعمال.
محمود جابر أبوالليل، 31 سنة، من أبناء محافظة بنى سويف، يعمل فى شركة المقاولون العرب منذ 10 سنوات، شارك فى مشروعات كبرى قبل أن يصل به قطار العمل إلى محور روض الفرج، ومنها، كما قال، كوبرى الحوامدية ودهشور وكوبرى بنى مزار. وهو متزوج ولديه أطفال، يقيم فى شقة متواضعة بصحبة بعض زملائه بالقاهرة ويسافر إلى مسقط رأسه فى نهاية كل أسبوع للاطمئنان على أسرته الصغيرة.
ويقول «أبوالليل»: «إحنا شغالين طول السنة ومفيش حاجة بتفرق معانا عشان ده أكل عيشنا، وبحب شغلى جداً عشان هو سبب رزقى، وبكون مبسوط لما باشتغل فى مشروعات كبيرة زى دى، وبحس بفخر طبعاً لما بعدّى عليها بعد ما بتخلص، ويتم افتتاحها، وبقول لأصحابى أنا اشتغلت فى المشروع ده».
أما «مجدى حبيشة»، 45 سنة، من مدينة بنها فى القليوبية، فيعمل «حداد مسلح» بالشركة منذ 23 عاماً، وهو يعمل فى مشروع إنشاء محور روض الفرج منذ عام واحد فقط، يقول «حبيشة» بنبرة طيبة ممزوجة بابتسامة هادئة: «ده عمل ضخم، ومجهود جبار، وفيه ضغط كبير فى الشغل، وبنشتغل سواء فى عز البرد أو الحر، بس بنكون مبسوطين».
ويعمل على وهبة، 39 سنة، حداد مسلح، من محافظة المنوفية، فى مجال الكبارى منذ أكثر من 17 عاماً، وهو متخصص فى إنشاء الكبارى المعلّقة، سبق له العمل فى إنشاء كوبرى السلام بمدينة القنطرة بالإسماعيلية، وكوبرى 6 أكتوبر، واستقر به المقام أخيراً فى العمل بمشروع محور روض الفرج. ويؤكد «وهبة» أن الدافع الرئيسى وراء عمله فى إنشاء الكبارى وتركيب الدعامات الحديدية هو السعى وراء لقمة العيش، والمشاركة فى عمليات البناء والتشييد فى نفس الوقت، قائلاً: «مش مجرد أكل عيش، إحنا فخورين بدورنا فى المشروعات الكبيرة».
من جانبه، يقول أحمد توفيق، الشهير بـ«أحمد الشرقاوى»، نسبة إلى مسقط رأسه بمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية: «أعمل حداد مسلح منذ 27 سنة، وعلى مدار كل تلك السنين عملت فى مشروعات كثيرة جداً فى أنحاء متفرقة من محافظات مصر، منها مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة قبل مجيئى إلى هنا».