خمس سنوات «الوطن» قوته فى ناسه.. حكاية كل المصريين

كتب: إمام أحمد

خمس سنوات «الوطن» قوته فى ناسه.. حكاية كل المصريين

خمس سنوات «الوطن» قوته فى ناسه.. حكاية كل المصريين

«الوطن قوته فى ناسه».. وهؤلاء هم «ناسه»، شحمه ولحمه، أصحابه الحقيقيون، خيره وبركته والنبتة الحلال التى خرجت من طينه الطيب. هؤلاء جميعاً: الأسطى عبده، والست فاطنة، وإبراهيم المزيّن، وعلى ابن عم حسين، وحنا أبوالأخوين جرجس ومينا، والدكتور خليل، والباشمهندس كمال، وحضرة الظابط عزيز، والعسكرى أمين ابن عبدالصمد الشقيان فى غيطه من طلعة الصُبح. هؤلاء على بساطتهم الشديدة، هم قوة الوطن، وقلبه العامر بالإيمان، ويده التى تحمل الخير، وروحه الخالدة المليئة بالحب.

ربما يكون نصف الكوب فارغاً بالفعل، وربما يكون معبّأً بكم كبير من الأتربة وجراثيم الهواء الملوث التى تجمّعت طوال سنين طويلة، لكن نصفه الآخر لا يزال ممتلئاً نظيفاً شفافاً لم يفسد بعد، ولم تعكر صفوه ذرة تراب واحدة. هؤلاء هم «النصف الآخر» من مصر أخرى تختلف كثيراً عن التى نسمع عنها فى قرارات النيابة وأحكام القضاء وصفحات الحوادث بالصحف و«الخناقات» التى تُذاع حصرياً بالصوت والصورة على شاشات الفضائيات. هؤلاء هم مصر «الحلوة»، «الجدعة»، «بنت الأصول».. مصر «الطيبة» التى تقطع من لقمتها البسيطة لتُطعم فقيراً وتدخر من مالها المحدود لتساعد محتاجاً أو تعالج مريضاً، مصر «العلم» التى تبتكر وتخرع بأقل الإمكانيات، مصر «التحدى» التى تنافس فى ظروف خانقة وتنجح رغم ألف عقبة تواجهها، ومصر «المُكافِحة» التى تساعد نفسها بنفسها دون أن تمد يدها إلى غريب، وتُضمد جراح المعيشة الصعبة بالتحمل وعزة النفس.

«الوطن قوته فى ناسه».. شعار كان لجريدة خرجت إلى قارئها قبل هذا اليوم بخمس سنوات، لكن الشعار نفسه، حرفاً حرفاً وكلمة كلمة، يصلح أن يُكتب على صدر الصفحة الأولى من وطن آخر كبير.. وطن آخر لا يُباع ولا يُشترى ولا تصدر منه طبعة ثانية، وطننا جميعاً.. مصر القوية بناسها دائماً.


مواضيع متعلقة