«رحلة فى طائرة الوطن»

أول ما خط بالقلم اقرأ، وأول ما قيل لى فى «الوطن» اكتب، ولأن الحياة تخلق من نقطة كان أول ما تعلمت فى الصحيفة وبوابتها البرتقالية، أن النقطة تلصق بآخر الخبر ولا يترك مسافة بعدها «المُعلّم حسن معروف رئيس قسم الديسك 2014».

منذ أكثر من عامين ونصف العام، بدأت علاقتى بأساتذة الجريدة «صنّاع الكلمة» وبوابتها، كثيرون مروا من هنا، منهم من سكن القلب والعقل وأثر فى القلم، وقليل من ترك فى القلب غصة.

و«الوطن» رحبة واسعة كالسماء وهى طبقات أيضاً مثلها، فى كل طابق حكاية وفى كل زاوية قصة وخبر وعلى درجاته الضحكة والهمسة وبعض نميمة.

وللإنصاف تجربتى أرويها عن طابق واحد، لا ينام أبداً، فيه تعلمت واجتهدت وصنعت اسماً وفيه أيضاً غضبت وحزنت وصبرت، هناك لا مكان لغير المبادر، قل رأياً، اكتب خبراً انظم شعراً أو نثراً، اصنع فكرة، «أهلا بكم فى بوابة الوطن الإلكترونية».

فى قمرة القيادة «الطيّارة» يجلس مسئول أو أكثر تختلف أسماؤهم. هى كالراية لا تسقط أبداً، إذا تركتها يد فأخرى تحملها، بحماس وقوة وفى لحظات الشعور بالمسئولية وتحقيق المطلوب، وحتى فى لحظات التجاهل والإحباط، «نداء واجب» أمامه تتجمع الأركان هذا «محرر ديسك» اسم مجهول أطلق عقله للتعديل وإضافة فنون الكتابة صنع نجوماً لامعة فى سماء المهنة فى دقائق معدودة تحسب عليه وبدقة متناهية، بصبر واحتساب، وهذا محرر فى أقسام مختلفة يفكر ويبدع ويبحث ويكتب، وآخر أكمل الخبر بالصورة المناسبة، وأخير أظهر القصة لملايين المتابعين.

ملحمة يومية يعرفها ويعيشها كثيرون ويجهلها البعض، تستند إلى تجربة ورقية قوية احتلت موقعاً مميزاً بين الصحف، قد ترى فيها خبراً مكتملاً يفيدك، أو ربما مقالاً لكاتب رأى يغضبك، أو قصة لمحمد غالب ببساطتها تؤثر فيك.

ومن سنن الحياة، أن للطبيعة وجهين الجميل منها كثير، كما كان لغضبها أيضاً على الطائرة المجهولة نصيب، أثرت فى رحلتها، فهناك «مطبات» هوائية وعواصف ترابية، تخطينا الكثير منها «معاً» ونتخطى بثبات.

أخيراً، «معاً» هى السر، فـ«الوطن» كما يحب من يسكنه أن يقول دائماً «قوته فى ناسه»، بهم الصبر والقوة، وللمهنة من شغفوا بها.