كفاح «أنور»: من عامل نظافة إلى «رئيس معلومات»

كتب: رحاب لؤى

كفاح «أنور»: من عامل نظافة إلى «رئيس معلومات»

كفاح «أنور»: من عامل نظافة إلى «رئيس معلومات»

قبل 50 عاماً، كان الشاب أنور فارس يمارس عمله فى فلاحة الأرض بصحبة والده، دون أن يشغله المستقبل كثيراً، لكن الأنباء الواردة بشأن «النكسة» كانت كفيلة بتغيير كل شىء، ويقول عن بداياته: «رميت المعول واتقدمت للتجنيد، وفى ظرف أيام أصبحت على الجبهة قصاد إسرائيل».

{long_qoute_1}

تجربة ليست بسيطة على الإطلاق، وجد خلالها الرجل نفسه شاهداً على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض: «استُشهد قدامى»، وشريكاً فى حرب الاستنزاف، هو واحد من أبطال أكتوبر: «عديت وكان معايا مدفع مكنة، وكنت حكمدار المدفع» ليعود من بعدها إلى سوهاج فى الشهر الخامس من عام 1974، كان عمره حينها 27 عاماً حين تسلم قراراً بتعيينه من بين عمال النظافة فى محافظة سوهاج، ما أصابه بالإحباط: «يعنى إحنا نضفنا سينا ودلوقتى هنّضف سوهاج من الزبالة؟».

كلما تذمر «أنور» من العمل، جاء الرد حاسماً: «لا معاكم إعدادية ولا ابتدائية، ولا حتى بتعرفوا تكتبوا أساميكم». وهكذا قرر الرجل أن يغير حياته: «استلهمت روح أكتوبر، وحاربت عشان آخد الشهادة»، لم تكن البداية سهلة على الإطلاق: «كنت أحضر مع التلامذة فى ابتدائى ومفهمش، وبعد المدرسة يقعد معايا الأستاذ شعبان السيد يشرح لى لوجه الله بعد ما الطلبة تمشى».

هكذا حصل الرجل على شهادة الابتدائية عقب 10 سنوات من النكسة، لكنه لم يكتف بذلك: «قررت أكمل إعدادى ودخلتها منازل، كنت أروح الشغل الصبح، وأذاكر لحد تسعة بالليل»، يحصل «أنور» على الإعدادية، ومن بعدها الثانوية، ويلتحق بمعهد كمبيوتر حيث جرت ترقيته فى العمل، ليصبح رئيس مركز المعلومات بالوحدة المحلية لقرية «روافع القصير» مركز سوهاج، مع ذلك لم تتوقف مسيرته حيث يقضى فترة تقاعده فى تعليم أبناء القرية بلا مقابل، وأمنيته الأخيرة: «نفسى أحضر احتفالات أكتوبر، ويعاملونى زى باقى الأبطال».


مواضيع متعلقة