كحلاوى «الشقيان»: بائع سمك صباحاً وعامل نظافة مساءً

كتب: عبدالله عويس

كحلاوى «الشقيان»: بائع سمك صباحاً وعامل نظافة مساءً

كحلاوى «الشقيان»: بائع سمك صباحاً وعامل نظافة مساءً

الساعة السابعة صباحاً، يستيقظ كحلاوى بادئاً يومه بالصلاة، ثم يبدأ رحلته من منزله بإسطبل عنتر إلى أسواق السمك لشراء الكميات التى يحتاجها محله الصغير ببوابة المتولى بالأزهر، لكنه بعد ساعات سيغير ملابسه ويمسك بمقشة وجاروف ويتجه بهما إلى شارع المعز كعامل نظافة، وعلى الرغم من المفارقة بين المهنتين إلا أن الخمسينى يرى فى نفسه نموذجاً لرفض «مدة الإيد».

{long_qoute_1}

بابتسامة تعلو وجهه، وطاقية رأس بنية تحمل نفس لون ملابس العمل، يجوب كحلاوى عبدالعزيز فى شارع المعز بالأزهر، باحثاً عن مخلفات أو قمامة أو حتى أعقاب السجائر أو أكياس حلوى متروكة على الطريق، يقوم بجمعها فى جوال صغير يصطحبه وهو يتابع بعينه المارة محذراً بعضهم من إلقاء مخلفاتهم على الأرض، «الصبح بتاع سمك بشترى وأبيع، وبالليل عامل نضافة فى أجمل شوارع مصر.. المعز، وبين ده وده قصة طويلة هى السبب» يحكى كحلاوى، وهو مسند ظهره إلى أحد الأبواب الخشبية القديمة بالشارع: «أنا جيت القاهرة من 40 سنة واتجوزت وبقى معايا 5 بنات، ومن ساعة ما جيت وأنا شغال فى السمك، جوزت اتنين ولسة 3، والحمد لله بنيت بيت ومستورة»، يصف الرجل وضعه المادى بـ«الميسور»، لكنه منذ أكثر من عام فإن عملية بيع الأسماك تراجعت لارتفاع الأسعار، ما اضطره للبحث عن عمل مسائى، ليجد أمامه بالصدفة إعلاناً يبحث عن عمال نظافة براتب 800 جنيه، «السمك زاد زى ما اللحمة والفراخ زادوا، البلطى دلوقتى بـ31 والمكرونة 25 والسويسى بـ40 والبورى 60، والناس قللت كمية شرائها، وأنا محتاج سيولة عشان بجوز بنتى»، أدوات النظافة التى يعمل بها الرجل لا يجد لها مكاناً بعد انتهاء يومه، فيعود بها إلى محله الصغير، «فيه ناس كتير عارفة إنى بالليل عامل نظافة والصبح بتاع سمك، وبيشجعونى» مشيراً إلى أن عمله ينتهى فى الحادية عشرة مساءً، بواقع 8 ساعات كعامل نظافة، بينما يقضى فى الصباح 5 ساعات فى محله: «الشغل فريضة، زى الصلاة، وربنا بيكرم اللى بيتعب».


مواضيع متعلقة