بعد تحذير "نتنياهو".. هل تنجح إيران في إقامة قاعدة عسكرية بسوريا؟

كتب: محمود عباس

بعد تحذير "نتنياهو".. هل تنجح إيران في إقامة قاعدة عسكرية بسوريا؟

بعد تحذير "نتنياهو".. هل تنجح إيران في إقامة قاعدة عسكرية بسوريا؟

تحذير شديد اللهجة أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من سعي إيران لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية على الشواطئ السورية، وأنه لم يسمع جوابا مقنعا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هذا الأمر أثناء زيارته الأخيرة لـ"موسكو"، والتي تأتي بعد أشهر قليلة من تقارير إعلامية أكدت عزم إيران إقامة قاعدة عسكرية بحرية على شواطئ البحر المتوسط.

"الوطن" سألت باحثين في الشأن الإيراني حول إمكانية نجاح "طهران" في إقامة قاعدة عسكرية على الشواطئ السورية، حيث أكد الدكتور مدحت حماد، مدير مركز الدراسات الإيرانية العربية، أن الوجود العسكري البحري الإيراني في سوريا حاصل بالفعل منذ 3 سنوات، إلا أن إيران تريد أن يكون لها وجود عسكري بحري دائم، على مدار الساعة والعام، كما هو الحال في مضيق باب المندب في اليمن، مؤكدا أن إيران يمكنها أن تصل لهذا السيناريو خلال عام إذا استمرت الأمور على وتيرتها الحالية.

وأضاف حماد، لـ"الوطن"، أن الوجود العسكري الإيراني في سوريا متشعب وغير محدود، سواء فيما يتعلق بالدفاع الجوي أو القوات البرية، مؤكدا أن إيران يمكنها إقامة قاعدة عسكرية شبه دائمة على الشواطئ السورية المطلة على البحر المتوسط إذا حدث تكامل بين الوجود الإيراني العسكري في سوريا وظهيرها العسكري في لبنان والمتمثلة في حزب الله، بشرط التنسيق مع روسيا لعمل تلك القاعدة العسكرية التي لن تكون بقوة قاعدة "طارطوس" البحرية الروسية.

وعن ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية إزاء إقامة القاعدة العسكرية الإيرانية، أكد مدير مركز الدراسات الإيرانية العربية أن إيران لا تعبأ بردود الأفعال الأمريكية- الإسرائيلية على الوجود الإيراني في سوريا والعراق، متوقعا ألا يتعدى الموقف الأمريكي- الإسرائيلي مسألة التصريحات الإعلامية، والعقوبات الاقتصادية، وذلك لاستحالة قيام أمريكا بأي عمل عسكري ضد إيران في سوريا، بغض النظر عن إقامتها للقاعدة العسكرية من عدمه، لأن أي هجوم عسكري على إيران يهدد المنطقة كلها ويمهد لصراعات طاحنة.

بدوره، استبعد عمرو أحمد، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إمكانية إقامة إيران لقاعدة عسكرية بحرية على الشواطئ السورية في الوقت الحالي، مؤكدا أن الأمر سيظل في إطار الحرب الكلامية من الجانب الإيراني ضد أمريكا وإسرائيل، دون الدخول في حيز التنفيذ على أرض الواقع.

وأضاف أحمد، لـ"الوطن"، أن إيران ليست بالقوة التي تمكنها من إقامة قاعدة عسكرية بحرية على غرار قاعدة "طارطوس" الروسية، إضافة إلى وجود ما يمكن الاعتماد عليه في القانون الدولي لإثناء إيران عن تلك الخطوة حيال وجود تفكير جاد فيها، مؤكدا أن إيران لا تنشغل حاليا سوى بالتصعيد الأمريكي ضدها فيما يتعلق بوجودها في المنطقة والملف النووي لها، والانتخابات الإيرانية المقرر عقدها في الفترة المقبلة، رئاسية كانت أو محلية.


مواضيع متعلقة