«السيسى - سلمان».. قمة توحيد الجهود ومواجهة الإرهاب

«السيسى - سلمان».. قمة توحيد الجهود ومواجهة الإرهاب

«السيسى - سلمان».. قمة توحيد الجهود ومواجهة الإرهاب

أكد دبلوماسيون وبرلمانيون وحزبيون، أن القمة «المصرية - السعودية»، المقرر عقدها بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يزور «الرياض» اليوم، والملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، الهدف منها تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتشاور حول مختلف قضايا المنطقة، وتمثل فرصة جيّدة للاتفاق على توحيد الجهود العربية والدولية فى مكافحة الإرهاب، مؤكدين أنها بمثابة صفعة على وجه التنظيمات الإرهابية والدول التى راهنت على توتر العلاقات بين «القاهرة والرياض».

وقال السفير سيد أبوزيد، سفير مصر الأسبق لدى «المملكة»، لـ«الوطن»: إن العلاقات بين «القاهرة والرياض»، متمددة وشاملة للكثير من مجالات التعاون سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، ومن موضوعات الاهتمام المشترك بين الجانبين الأوضاع فى المنطقة والتطورات الدولية، لافتاً إلى أنه خلال لقاء الزعيمين فى القمة العربية التى عُقدت بالأردن، قيل إن الأجواء تحتاج إلى تصفية، رغم أن العلاقات بين البلدين لا تسمح لهما بالاستغناء عن بعضهما، لأنهما يشكلان محور العمل العربى المشترك، مما يتطلب استمرار التشاور بين البلدين على أعلى المستويات. {left_qoute_1}

وأوضح «أبوزيد» أن القمة بين الرئيس والملك، هى استمرار لمباحثات الأردن، متوقعاً إصدار إعلان أو بيان مشترك حول الزيارة يتناول المبادئ العامة والسياسات العليا، على غرار «إعلان القاهرة» فى يوليو 2015، مشيراً إلى أن المباحثات قد لا تدخل فى التفاصيل الدقيقة للعلاقات والقضايا بين البلدين، لأن القمم عادة ما تتعامل مع الخطوط العريضة والاستراتيجية فى العلاقات.

وقال السفير رخا حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن العلاقات الثنائية ستكون أبرز قضايا التباحث، إضافة إلى مراجعة الاتفاقيات التى تم توقيعها بين البلدين، خلال زيارة الملك سلمان إلى القاهرة أبريل الماضى، خصوصاً بعد وقفها وعدم تنفيذ معظمها، فضلاً عن توضيح وتبادل وجهات النظر حول قضايا الإقليم.

وأكد «حسن» أهمية تنحية الملفات الخلافية جانباً، وتقليل تأثيرها على المجالات المهمّة فى علاقات البلدين، مشيراً إلى أن تطورات القضية الفلسطينية فى ضوء الطرح الأمريكى الجديد ستكون محل البحث فى أثناء الزيارة.

وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قمة «السيسى وسلمان»، فى غاية الأهمية لإعادة اللحمة إلى العلاقات المصرية - السعودية وتعزيز العمل العربى المشترك، لافتاً إلى أن التلاقى المصرى - السعودى يبعث برسالة ذات طابع استراتيجى إلى جميع الأطراف الإقليمية والقوى الدولية، بأن العلاقات بين البلدين عادت أقوى مما كانت، ولا غنى عن ذلك.

من جانبه، قال علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب: إن التواصل بين مصر والسعودية هو المسار الطبيعى لعلاقات أكبر دولتين فى المنطقة، مؤكداً أن القمة تُفوت الفرصة على دعاة الفرقة والوقيعة والساعين إلى إفساد العلاقة بين البلدين، رغم أنها أكبر من أى خلافات.

وقال النائب مصطفى الجندى، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان: إن قمة «السيسى وسلمان» صفعة قوية على وجه تنظيم الإخوان الإرهابى، وكل جماعات العنف والتطرف، كما أنها صفعة على وجوه كل الدول الراعية والداعمة والممولة للإرهاب وعناصره. وأضاف «الجندى» أن الزيارة سيكون لها آثارها الإيجابية على البلدين، لزيادة وتوسيع التعاون فى مختلف المجالات.

وقال النائب أحمد العوضى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى: إن الزيارة تؤكد قوة العلاقة بين البلدين، رغم محاولات بعض المغرضين الوقيعة بينهما، مضيفاً: «خلال التاريخ، هناك علاقات وثيقة تربط بين البلدين، ومصر لا تنسى الدور الوطنى للسعودية خلال حرب أكتوبر، ودعمها للمصريين بعد 25 يناير 2011، وهناك ارتباط وثيق بين الأمن القومى للبلدين، وقوتهما قوة للأمة العربية بأكملها».

وعن إمكانية تناول القمة أزمة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين المعروفة بـ«تيران وصنافير»، شدّد «العوضى» على أن الاتفاقية أصبحت فى يد مجلس النواب، صاحب الكلمة النهائية فيها، وليس الرئيس.

وقال أحمد الشاعر، المتحدث باسم حزب مستقبل وطن: إن الزيارة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، التى حاول البعض زعزعتها فى الفترة الماضية، مضيفاً أن «الزيارة من شأنها زيادة التعاون المشترك بين مصر والسعودية فى المجالات المختلفة، ودعم الجهود العربية والدولية المشترَكة لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، وتفعيل اتفاقية التنمية فى شبه جزيرة سيناء». وتوقع «الشاعر» أن تشمل المباحثات تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، بما فيها ملفات «سوريا واليمن وليبيا وفلسطين». وقال المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد: إن الزيارة جاءت فى وقتها، ومن شأنها إزالة أى توتر بين البلدين، باعتبارهما الركيزة الرئيسية للأمة العربية.

وأضاف «الخولى»: «العلاقات المصرية - السعودية أقوى من أى محاولات لزعزعتها، وستبحث القمة تضافر الجهود العربية لمكافحة الإرهاب، والقضايا والنزاعات فى المنطقة، خصوصاً الصراع السورى واليمنى والليبى». وقال الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر: إن الزيارة تُرسخ العلاقات المصرية - السعودية، وأن القمة ستهتم فى المقام الأول بمكافحة الإرهاب، كما تُعزّز التعاون المشترك بين البلدين فى مجالات التنمية والتبادل التجارى والتعاون العسكرى والاستثمارات، وستضع آليات للتعامل مع النزاع الدائر فى بعض البلدان العربية، مثل اليمن وسوريا وليبيا والعراق، وتقريب وجهات النظر بشأن تلك القضايا.


مواضيع متعلقة