«السوشيال ميديا».. مساحة «لكل من هب ودب»

«السوشيال ميديا».. مساحة «لكل من هب ودب»
- أطياف الشعب
- الأهلى والزمالك
- التربية الدينية
- التواصل الاجتماعى
- السوشيال ميديا
- الشعب المصرى
- الفيس بوك
- المستوى الثقافى
- المسلمين والمسيحيين
- أحداث رابعة
- أطياف الشعب
- الأهلى والزمالك
- التربية الدينية
- التواصل الاجتماعى
- السوشيال ميديا
- الشعب المصرى
- الفيس بوك
- المستوى الثقافى
- المسلمين والمسيحيين
- أحداث رابعة
يكتب أحد مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى منشوراً بهدف إحداث انقسام بين أطياف الشعب المصرى، وآخر ينشر مقطع فيديو يهاجم به إحدى مؤسسات الدولة دون وجه حق، وثالث يصطاد فى المياه العكرة لنشر التعصب والكراهية، فالجميع أصبح يكتب ما يحلو له، دون أن يعرف أحد من يكتب، أو من يدعمه ويقف وراءه، حتى تحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى «تربة خصبة لكل من هب ودب».
{long_qoute_1}
محمد مجدى، 25 عاماً، يعمل بإحدى شركات الاتصالات، يقول: «السوشيال ميديا قنبلة موقوتة لأنها عبارة عن عالم افتراضى وماتعرفش مين اللى بيكتب، وعايز يوصّل إيه، ومين اللى وراه وبيدعمه زى صفحات كتيرة على الفيس بوك»، مؤكداً أنه فى نفس الوقت لن تستطيع الدولة الرقابة على السوشيال ميديا لأن تلك الرقابة تحتاج إلى بنية تحتية وهو ما لا يوجد فى مصر، وإذا تم تطبيقها ستخترق حريات المواطنين وتعتبر انتهاكاً للخصوصيات.
ويرى «مجدى» أن زرع القيم الحسنة أكثر أهمية وجدوى من المراقبة، وأن المستوى الثقافى فى مصر متدنٍ، ما جعل السوشيال ميديا أرضاً خصبة يستطيع من يكتب بها أن يؤثر فى عقل المُتلقى، وإذا كان هناك وعى بدرجة مرتفعة لدى مستخدمى السوشيال ميديا لن تستطيع تلك الصفحات على الفيس بوك أو غيره التأثير فيهم، مضيفاً: «لو قفلنا أى صفحة أو حساب من اللى بيزرعوا الكراهية والعصبية ومهاجمة المؤسسات الكبرى، هيقدروا ساعتها يوصلوا بأى طريقة تانية لأن الإنترنت عالم مفتوح».
{long_qoute_2}
ويوضح «مجدى» أن الوقاية خير من العلاج، وأنه كمثال لو عرف الشباب التأثير السلبى للمواقع الإباحية صحياً وجسدياً ودينياً لن يتصفحها الشباب، ومع زرع القيم ونشر الثقافة وزيادة الوعى لدى المواطنين نستطيع مواجهة أى شىء، متابعاً: «بشوف كل يوم على الفيس بوك أمثلة كتيرة على نشر التعصب والحقد والكراهية، زى صفحات دينية متشددة سواء سلفيين أو أقباط، والصفحات الرياضية بين جماهير الأهلى والزمالك».
وتتفق معه دينا علاء، 21 عاماً، طالبة بجامعة عين شمس، لديها نحو 12 ألف متابع على حسابها، قائلة: «الناس بقت بتقوم على بعض عن طريق السوشيال ميديا، لأنها بقت وسيلة سهلة وسريعة للتحكم فى آراء واتجاهات المواطنين والتأثير على عقولهم، عن طريق نشر كلام معين وتدعيمه سواء باقتباسات أو صور»، وتؤكد «دينا» أن تأثير الفيس بوك كوسيلة تواصل اجتماعى سريع ويساعد فى إقناع الآخرين أكثر من أى شىء آخر، لأن المتلقى سيقرأ الخطاب وإلى جانبه صور تدعمه.
تواجه «دينا» مواقف شبيهة لتلك النوعية من الخطابات التى تنشر الكراهية بهدف انقسام الشعب المصرى، تحكى: «بعد تفجير كنائس طنطا والإسكندرية الأسبوع اللى فات وكان نتيجتها ضحايا كتير، فيه نفس زمايلى ربطوا الموضوع ده بأحداث رابعة وبدأوا يشمتوا فى المسيحيين اللى ماتوا ويقولوا إنه لا تجوز عليهم الرحمة وكلام فارغ من النوع ده، ودعموا كلامهم بصور لبوستات قديمة لمواطنين مسيحيين، وفعلاً حصل جدال كبير عندنا بين المسلمين والمسيحيين»، موضحة أن ذلك دليل مادى يدعو إلى نشر التعصب والكراهية والانقسام بين الشعب المصرى، وأن فكرة التفجير والموت فى الأساس غير مقبولة أياً كان ديانته أو جنسه.
وتُعانى الدكتورة ريهام القاضى، مدرس اللغة العبرية بجامعة عين شمس، كأحد مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى، من مستوى الخطاب الذى تدنى بشكل كبير فى السوشيال ميديا، واصفة إياها بالإعلام البديل، وأنها وسيلة سهلة وأصبح كل مواطن يكتب رأيه ويحجب آراء الآخرين، وتكون نتيجته حدوث خلافات بين الأصدقاء والمعارف والزملاء، دون محاولة إقناع الآخر بالرأى السليم وتدعيم رأيه بالأدلة المنطقية والعقلية والتمسك برأيه وقناعاته فقط، مضيفة: «الفيس بوك أخرج لنا فتاوى دينية كتيرة وأحاديث عن طريق بعض الأشخاص دون الرجوع إلى مصدرها أو سبب نزولها وظروفها، وهو ما يُحدث جدلاً كبيراً بين المستخدمين المُعارض والموافق».
وتؤكد «ريهام» أنه من الناحية السياسية «فحدث ولا حرج»، قائلة: «الناس الإخوانية تكفر الناس اللى عكسها فى الآراء»، وتوضح أن الشباب الصغير ينجذب وراء تلك الآراء والاتجاهات بدافع الدين، نتيجة غياب تدريس مادة التربية الدينية فى المدارس، والتقصير الواضح فى تدريسها للطلاب، وهناك فتوى قالها أحد الشيوخ على الفيس بوك بأنه «لا يجوز للمسلمين دخول الكنائس لأنها أماكن يشرك فيها بالله»، معلقة: «طيب هنرد نقول إيه على الشيخ ده، والرسول -صلى الله عليه وسلم- زار اليهودى فى بيته؟ إحنا محتاجين تفعيل دور الأزهر». وتتابع «ريهام»: «بتحصل قدامى مواقف كتيرة على الفيس بوك، وبتكلم معاه بالعقل والدليل ولو لاقيته مش متقبل الكلام وبدأ يغلط بقفل معاه الحوار وبعمله بلوك، لأن الحوار معاه مفيهوش فايدة لأن بيبقى معموله غسيل مخ، ده غير الناس اللى بتتلون مع كل فترة».