تحركات مصرية واسعة فى «أديس أبابا والخرطوم» لصد مؤامرات إثارة الفتن حول سد النهضة

تحركات مصرية واسعة فى «أديس أبابا والخرطوم» لصد مؤامرات إثارة الفتن حول سد النهضة

تحركات مصرية واسعة فى «أديس أبابا والخرطوم» لصد مؤامرات إثارة الفتن حول سد النهضة

تواصل مصر تحركاتها على جميع الأصعدة والمسارات السياسية لاحتواء أزمة تأخر انتهاء الدراسات الفنية الخاصة لـ«سد النهضة» الإثيوبى، لا سيما عقب وجود مخططات خارجية لترويج شائعات بهدف تعكير صفو التعاون بين البلدين، وذلك بتأكيد أن مصر لا تتآمر على أى دولة، كما أنها حريصة على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، ويأتى ذلك من خلال تعميق أواصر العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين. {left_qoute_1}

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية التفاعل الإيجابى مع الشركة المنفذة لدراسات سد النهضة لإنهائها فى أقرب وقت، والوصول إلى التوافق على قواعد ملء السد وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم، منوهاً بضرورة مواصلة التعاون بين البلدين للاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة فى حوض النيل بما يراعى تحقيق التنمية لكل الدول، دون الافتئات على الحق فى الحياة، أو الإضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل.

وأضاف «السيسى»، خلال استقباله الدكتور ورقينة جباييه وزير خارجية إثيوبيا أمس، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية وسفير إثيوبيا بالقاهرة، أن مصر مهتمة بتطوير علاقاتها مع إثيوبيا فى مختلف المجالات وتعزيز التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، معرباً عن تطلعه إلى عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين فى القاهرة قريباً، واستقبال رئيس الوزراء الإثيوبى فى مصر لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات.

وأكد الرئيس أن سياسة مصر الخارجية تقوم على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة على جميع الدول، مشدداً على أن مصر لا تتآمر ولا تتدخل فى شئون الدول الأخرى، بل تسعى إلى البناء والتعاون والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وأفريقيا.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، إن الرئيس رحب بوزير الخارجية الإثيوبى وطلب نقل تحياته إلى رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين، مشيداً باللقاءات المتعددة التى تمت بينهما، وآخرها على هامش قمة الاتحاد الأفريقى الأخيرة فى أديس أبابا، مشيراً إلى ما يسهم به التنسيق المستمر بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فى بناء أسس متينة لعلاقات تعاون ممتدة بين الجانبين.

وأضاف «يوسف» أن «جباييه» نقل إلى الرئيس تحيات «ديسالين»، وسلّم له رسالة مكتوبة منه تتضمن حرص الجانب الإثيوبى على تطوير وتعميق علاقاته مع مصر على مختلف الأصعدة، مرحباً بما تم إحرازه من تقدم خلال السنوات الثلاث الماضية على مسار العلاقات الثنائية، مشيراً إلى ما يعكسه ذلك من توافر إرادة سياسية حقيقية لدى قيادتى وشعبى البلدين تستهدف تعزيز التفاهم المشترك وأواصر التعاون، لا سيما فى ضوء ما يجمعهما من تاريخ مشترك ومصير واحد، مؤكداً التزام بلاده بتحقيق المصالح المشتركة للشعبين وعدم الإضرار بمصالح مصر، مشيراً إلى أن التواصل والتشاور الدورى بين البلدين يعززان من التعاون ويساهمان فى ترسيخ الثقة رسمياً وشعبياً.

وأشار مُتحدث الرئاسة إلى أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، كما تم التطرق إلى تطورات ملف «سد النهضة»، كما شهد اللقاء أيضاً تباحثاً حول عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز التنسيق والتشاور للدفع قدماً بجهود إرساء السلم والأمن فى القارة، وذلك سواء فى إطار الاتحاد الأفريقى أو العضوية الراهنة للبلدين فى مجلس الأمن الدولى.

وتوجه سامح شكرى، وزير الخارجية، أمس، إلى الخرطوم لحضور اجتماعات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين على مستوى وزيرَى الخارجية، التى كان من المقرر عقدها يوم 9 أبريل إلا أنها تأجلت لظروف الطقس التى حالت دون استقبال طائرة الوفد المصرى، وتعد لجنة المشاورات السياسية إحدى اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسى، والتى عقدت لأول مرة فى القاهرة فى 5 أكتوبر 2016، ومن المقرر أن تبحث أوجه العلاقات المصرية السودانية، بما فى ذلك التعاون الاقتصادى والتجارى والعلاقات القنصلية، فضلاً عن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقال المستشار أحمد أبوزيد، مُتحدث الخارجية، فى بيان أمس، إن اللجنة ستبحث أيضاً إزالة كافة معوقات انسياب حركة التجارة البينية، والعمل على زيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمار بين البلدين، كما ستتم مناقشة مقترح إقرار «ميثاق شرف إعلامى» بين البلدين، يعكس خصوصية العلاقة ويساعد على تجنب التعامل غير المسئول من جانب بعض الدوائر الإعلامية تجاه علاقات البلدين، فضلاً عن مناقشة العلاقات الثقافية المشتركة على ضوء أن عام 2017 هو عام الثقافة المصرية فى الخرطوم وعام الثقافة السودانية بالقاهرة.

ومن المنتظر أن يعقد وزيرا خارجية البلدين مؤتمراً فى نهاية جولة المشاورات، كما ينتظر أن يلتقى «شكرى» مع الرئيس السودانى عمر البشير خلال زيارته إلى الخرطوم.

وقالت مصادر مسئولة بوزارة الرى: إن الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، يشارك اليوم فى اجتماع دولى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى يعقد فى «أديس أبابا»، يناقش الإدارة المتكاملة للموارد المائية، لافتاً إلى أنه من المقرر عرض الوفد المصرى المشارك ملخص دراسة تطوير منظومة إدارة الموارد المائية، وآراء جميع الجهات فى تطبيق الإدارة المتكاملة والتعرف على العوائق ومقترحات الحلول.


مواضيع متعلقة