سامح من بيع "المخدرات" للمشروبات.. "كشكك الصغير يغنيك عن السؤال"

كتب: منة العشماوي

سامح من بيع "المخدرات" للمشروبات.. "كشكك الصغير يغنيك عن السؤال"

سامح من بيع "المخدرات" للمشروبات.. "كشكك الصغير يغنيك عن السؤال"

يقف على سور مركز شباب سراي القبة، أمام كشكه الصغير، اعتلت وجهه ملامح لرحلة طويلة من الشقاء، عانى منها طوال عمره للوصول أخيرًا إلى هذا المكان، منذ بدأ في مجال السمكرة سعيًا خلف لقمة العيش، الحياة أجبرته على اختيار مهنة تقل متاعبها بعد أن عانى من بيع المخدرات والسجن.

بدأ "سامح العربي" العمل سمكري، منذ الابتدائية في منطقة "الحرفيين"، ينتهي من عمل جدول الدراسة الذي لم يكن يحبها، يذهب إلى عمله، ومع مرور عدة أعوام في سنه الـ15 انجذب لتجربة سيجارة "حشيش"، وتمر الأيام ولم يصبح يشعر بنفس متعة أول مرة ما جعله يتجه لأنواع أخرى من المخدرات كان يعطيها له شخص بدون مقابل إلى أن جلبه لبيعها.

"أنا مشيت شمال بس ممدتش ايدي في جيب حد".. هكذا بدأ حديثه سامح، موضحًا أن "السكينة سرقته"، لم ينتبه لكل الإشارات التي يرسلها الله له للبعُد عن هذه التجارة، فعندما كان يشتري ملابس جديدة، سرعان ما تحدث مشاجرة بها وتتمزق "الفلوس الحرام عمرها ما تدوم"، بخلاف أشياء أخرى كثيرة.

عقب مرور عام على بيعه للمخدرات جاء عليه الدور حسب وصفه ليسلم إلى الشرطة "كبش فدا" من قبل من يعمل لديه الذي طلب منه أن يلتقي بأحد أصدقائه في مكان معين للبيع له، لينتقل إلى مكتب مكافحة المخدرات، وسجن لمدة عام مع دفع غرامة 10 ألاف جنيه ولعدم مقدرته يعمل بهم في السجن مدة 3 أشهر "بس أيه إهانة".

تدهورت حالة الرجل الذي يبلغ من العمر 42 عامًا، وظل ينتقل من عمل لآخر قائلًا: "ركبت القطر هنا شوية وهنا شوية"، ليشعر فيما بعض أن كل ما يحدث له وعدم الاستقرار هو ذنب والده الذي كان يعمل مكوجي وأمه التي ظلت في رحلة مشقة بين السجون لزيارته: "أنا عرفت أن ده عقاب كانوا تعبانين ومتبهدلين معايا دي أمي مرة باعت دهبها عشان تعرف تيجي تزورني في السجن".

انتقل الرجل الأربعيني، الذي اكتسب خبرته من رحلته الشاقة في الحياة للعمل كسباك صحي، لدى صاحب محل ولكن بسبب أنه يعمل بالطلب فقط ليس باليومية ولأن مديره يقوم باختيار الشخص حسب رغبته، ما جعله يتركها ليصبح ملك نفسه يبيع التمر الهندي في الصيف وحمص الشام في الشتاء.

شعر سامح أنه يكبر في السن وعمله في التمر هندي وحمص الشام، يحتاج دائمًا إلى التجول لا يمكن الثبات في مكان محدد بالإضافة للمشاكل التي يواجهها دائمًا من البلدية، واستطاع بعد صعوبات كثيرة للحصول على تراخيص بفتح كشك ولكن المكان الذي يقف فيه يعوقه حيث إنها لست حية بالأشخاص، قائلًا: "كل اللي بحلم بيه إني انقل الفاترينة الصغيرة دي من سور مركز الشباب الجانبي لقدام محطة المترو، مكان فيه رجل، عشان ألحق أكون نفسي واتجوز وخصوصًا أن ربنا كرمني وجبت الموافقة من المحافظة.. بس واقفة على إمضاء رئيس الحي اللي لحد دلوقتي ممضهاش".


مواضيع متعلقة