القائم بالأعمال السورى: نفخر بالرؤية السياسية المتوازنة للقاهرة وموقف «السيسى» من الأزمة السورية

كتب: بهاء الدين عياد

القائم بالأعمال السورى: نفخر بالرؤية السياسية المتوازنة للقاهرة وموقف «السيسى» من الأزمة السورية

القائم بالأعمال السورى: نفخر بالرؤية السياسية المتوازنة للقاهرة وموقف «السيسى» من الأزمة السورية

قال الدكتور رياض سنيح، القائم بأعمال البعثة القنصلية السورية فى القاهرة، إن الموقف الشعبى المصرى الذى رفض الضربة الأمريكية على مطار «الشعيرات» يعتبر موقفاً أصيلاً وغير جديد على الشعب المصرى، معتبراً أن الموقف الرسمى المصرى أيضاً متوازن ويدعو إلى الحل السياسى والحفاظ على وحدة سوريا. وشدد «سنيح» فى حوار لـ«الوطن» على أن الهجمات الإرهابية التى شهدتها مصر تأتى بعد الانكسارات التى تعرض لها الإرهابيون فى سوريا، والهدف منها هو لفت الأنظار وتشتيت الانتباه، مؤكداً أن الدول الداعمة للإرهاب فى سوريا هى التى تقف خلف العمليات الإرهابية فى مصر، فإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ كيف تابعتم الموقف المصرى شعبياً ورسمياً، من العدوان الأمريكى الأخير على سوريا؟

- بالنسبة لنا نحن لم نتفاجأ بهذا الموقف المصرى، فموقف الشعب المصرى من الهجوم ليس جديداً ولا هو وليد اليوم، خاصة موقف الحزب الناصرى والأحزاب التقدمية واللجان والتجمعات الشعبية، وهذا ليس موقفاً غريباً عليهم، حيث جاءوا فى الوقت المناسب لزيارة مقر القنصلية السورية فى القاهرة للإعراب عن تضامنهم مع سوريا وشعبها وقيادتها وجيشها ضد الهجوم الأمريكى والوقوف مع الجيش والشعب السورى والقائد السورى الدكتور بشار الأسد، وقفة عز ليقولوا لنا إنكم لستم وحدكم، ويقولون لنا نحن موجودون فى مصر إلى جانبكم، وهذا ليس جديداً على المصريين الذين تعيش سوريا فى وجدانهم.

{long_qoute_3}

وأنا هنا أنتهز هذه الفرصة للإعراب عن تقديرى لموقف الأحزاب المصرية المؤيدة لسوريا فى وجه غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية وعدوانها الغاشم علينا، وأؤكد أن المؤامرة على سوريا ستهزم بصمود شعبها وقيادتها وجيشها، ولا يفوتنى هنا أن أتقدم للشعب المصرى العظيم بالعزاء فى ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستين فى طنطا والإسكندرية.

■ وكيف ترى الموقف الرسمى المصرى من تطورات أزمة «خان شيخون»؟

- الموقف المصرى موقف متزن وعقلانى ويسعى دائماً إلى إنهاء هذه الأزمة سياسياً، وهذا هو الموقف الصحيح، وهذا ما نسعى له جميعاً أن تنتهى هذه الأزمة بالحل السياسى، والعالم كله يسعى لذلك أيضاً، وهذا الموقف المصرى لم يتغير منذ بداية الأزمة وحتى الآن، وهو التأكيد على الحل السياسى والحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها ومقدرات شعبها ومؤسساتها، فهو يطالب بالوصول لحل سياسى ووحدة الأراضى السورية، وضد العدوان على سوريا، وضد التدخل الخارجى، وهو مع الجيوش الوطنية، مثل الجيش العربى السورى كما ذكر الرئيس عبدالفتاح السيسى أن بلاده تدعم الجيوش الوطنية فى المنطقة، ونحن نفتخر بهذا الموقف، ونعلم ونتفهم أن لكل بلد ظروفه.

■ تعرضت مصر لهجمات إرهابية ضخمة استهدفت الوحدة الوطنية ودور العبادة كيف تنظرون لهذه الموجة فى ضوء تجربتكم فى سوريا؟

- الإرهاب ليس له وطن ولا دين ولا انتماء، ونعلم من تجربتنا فى سوريا أن الإرهابيين يستغلون المناسبات الوطنية أو الدينية للتخريب وتصعيد الأعمال الإرهابية، ولاستغلال الهجمات فى إبعاد وتشتيت الانتباه عما يتعرض له الإرهاب فى منطقة أخرى، فانكسارهم فى دمشق وفى الأراضى السورية، وعدوانهم الذى قامت به أمريكا ضد سوريا مؤخراً، هو للفت الانتباه عن محاربة الإرهاب فى سوريا، وتركيزه ناحية ساحة أخرى فرأينا الهجمات الإرهابية فى مصر، التى جاءت فى مناسبة دينية وهى «أحد الشعانين»، وهو يوم مقدس عند إخواننا المسيحيين، فقاموا بتفجير الكنائس ولم يقوموا بمهاجمة شىء آخر، فالهدف هو استغلال تلك المناسبة وترويع الآمنين، وإثارة السخط والرغبة فى لفت الانتباه عن أى مكان آخر، فرسالتهم هى إذكاء النزعة الطائفية وإحداث الفتنة وخلق النعرة بين أبناء الشعب المسلم والمسيحى الذين عاشوا فى مصر عبر قرون كعائلة واحدة على أرض واحدة يتنفسون هواء واحداً ويشربون من ماء واحد، ولديهم مصير واحد، وهذا هو مخطط الدول الاستعمارية ورعاة الإرهاب، ولا نستبعد من وراء هذا العمل، فهذا العمل الإرهابى المنظم الذى شهدته مصر وراءه دول، ويجب أن نعرف من هى الدول وهذا سؤال يسير على الجميع، فالدول التى خططت ووقفت مع الإرهاب ومولته وسلحته فى سوريا، هى التى تقف خلف الإرهاب فى دول أخرى، ولا نقول إن السيد فى مصر هو غير السيد فى سوريا، فأسياد هذا العمل الإرهابى معروفون وهم تركيا وقطر.

{long_qoute_2}

■ كيف سيكون الرد فى حال توسيع الهجوم الأمريكى على سوريا فى المرحلة المقبلة؟

- أعلنا تشكيل غرفة عمليات تشارك بها روسيا وإيران للرد على أى هجوم أو عدوان خارجى، وهى منوط بها رد أى عدوان بحزم، ولن نسمح لأمريكا بالهيمنة على العالم، وإذا كان الروس والإيرانيون قالوا هذا الأمر فليس هناك مجال لاختبار النوايا أو المزاح، وهذا لا يعنى أن سوريا تريد الحرب إلى النهاية أو استمرار الصراع العسكرى، ولكنها تحمل فى اليد الأخرى الحل السياسى.

■ كيف ترى الموقف العربى من الأزمة؟

- هناك حالة تخاذل كبيرة وأنا أتساءل أين النخوة العربية، ففى الخمسينات والستينات كان الشعب العربى يخرج من المحيط إلى الخليج ضد أى عدوان على سيادة إحدى الدول العربية، ولكننا نحن الآن أقوى من أمس عندما نجد أن الأحزاب والقوى السياسية المصرى تقف مع سوريا على أرض سوريا وأرض مصر، ويطلبون تنظيم وفود للدبلوماسية الشعبية للسفر إلى دمشق لدعم الشعب السورى، فإن هذا يؤكد لنا أن الإرهابيين فشلوا، ودليل فشلهم هو قيامهم عبر الوكلاء باستخدام السلاح الكيميائى.

■ وكيف ترى موقف الجامعة العربية؟ وهل هناك مساعٍ لعودة سوريا إلى مقعدها بالمنظمة التى شاركت فى تأسيسها؟

- نحن فى سوريا نسينا هذه الجامعة التى نرى أنها إحدى أدوات المؤامرة على سوريا، ولا يوجد أى تنسيق أو تواصل بيننا وبين الجامعة العربية نهائياً.


مواضيع متعلقة