صحف: الضربة الأمريكية تحطم آمال تحسين العلاقات مع «موسكو»
![صحف: الضربة الأمريكية تحطم آمال تحسين العلاقات مع «موسكو»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11285064391491675447.jpg)
صحف: الضربة الأمريكية تحطم آمال تحسين العلاقات مع «موسكو»
سلطت الصحف الغربية، أمس، الضوء على آثار وتداعيات الضربة الأمريكية التى استهدفت قاعدة «الشعيرات» الجوية قُرب مدينة حمص السورية والخاضعة لسيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد، رداً على «الهجوم الكيميائى» ببلدة خان شيخون فى محافظة إدلب الثلاثاء الماضى، ورأت أنها حطمت مساعى وآمال تحسين العلاقات بين «واشنطن» و«موسكو». ومن جانبها، استهلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تعليقها على هذا الشأن بالقول إن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب السريع بضرب القاعدة الجوية التابعة للنظام السورى وجّه طلقة نارية نحو روسيا، وأظهر أن إدارته أكثر استعداداً لاستخدام القوة من سابقتها، حتى لو كان ذلك يعنى إثارة حفيظة الكرملين وحلفائه.
«وول ستريت»: قرار «ترامب» يثبت استعداد إدارته لاستخدام القوة.. و«إندبندنت»: الضربة تُهدّد سمعة «بوتين»
وذكرت الصحيفة أنه «عندما قرّرت الإدارة الأمريكية الجديدة التى جاءت منذ 11 أسبوعاً فقط كيفية الرد على الهجوم الكيماوى الذى استهدف بلدة خان شيخون، وألقت (واشنطن) المسئولية عنه على عاتق نظام الأسد، فإنها درست أيضاً ملامح الرسالة التى أراد الرئيس ترامب إرسالها إلى بقية العالم فى واحد من أول اختباراته فى ملف السياسة الخارجية». ونقلت عن مسئول رفيع المستوى فى إدارة الرئيس «ترامب»، قوله إن «قصف الشعيرات، أكبر من سوريا، فهو دلالة على الطريقة التى يريد بها الرئيس أن يُنظر إليه من قِبَل قادة العالم الآخرين، لذا فمن المهم للغاية أن يدرك الناس أنها إدارة مختلفة تماماً».
واعتبرت الصحيفة أن الأثر الرمزى للهجوم الأمريكى المباشر والأول على «الأسد» منذ بداية الصراع السورى قد غيّر من الديناميكية بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا، لافتة إلى أنه على مدى سنوات الصراع، تمكن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من الاستفادة من ضعف شهية «واشنطن» لضرورة المخاطرة فى ما يخص القضية السورية، وهو الشىء الذى تغيّر بعد هذا الهجوم. فى السياق ذاته، عنونت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية تقريرها المنشور على موقعها الإلكترونى عن الضربات الأمريكية ضد الشعيرات، قائلة: «الضربات الأمريكية فى سوريا تحطم آمال تحسين العلاقات مع روسيا».
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم «الكرملين» ديميترى بيسكوف، قوله إن «الخطوات التى اتخذتها (واشنطن) تسبّبت فى إلحاق ضرر كبير بالعلاقات الأمريكية - الروسية، التى أضحت بالفعل فى حالة يُرثى لها». وأضاف: «أن الولايات المتحدة انتهكت قواعد القانون الدولى بسبب عذر أحمق».
وأوضحت «لوس أنجلوس تايمز» أن وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون الذى سيقوم بأول زيارة رسمية له إلى «موسكو» الأسبوع المقبل، كان حاداً فى إدانته للدعم العسكرى الروسى لـ«الأسد»، وفيما اعتبره فشلاً من جانب «موسكو» فى منع سوريا من استخدام الغازات السامة ضد شعبها.
ونقلت الصحيفة عن محللين، قولهم إنه «إذا كانت الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا مجرد عملية لمرة واحدة، فإن الكرملين قد يخلص إلى أنها ثمن زهيد يجب أن تدفعه (موسكو) لدعمها المتواصل لـ(الأسد)، أما إذا اتجهت (واشنطن) لتصعيد مشاركتها واستهدفت أياً من المطارات الأخرى لـ(الأسد)، التى تضم عشرات من الطائرات الحربية أو مستودعات التخزين أو القصور أو غيرها من المرافق الرئيسية، فإنه من المرجّح حدوث مزيد من الشقاق بين الجانبين الأمريكى والروسى».
بدورها، نقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن روبرت إيمرسون، المحلل الأمنى، قوله إن «الرئيس فلاديمير بوتين بنى سمعته كقائد صعب يقف بجانب أصدقائه، لذا فإنه لن يستطيع الحفاظ على تلك السمعة إذا سمح بضربات جوية أمريكية متكرّرة على قوات (الأسد)، وعلى إدارة (ترامب) أن تتوخّى الحذر بشأن ذلك».
من جانبه، قال القائد السابق للجيش البريطانى ريتشارد دانات -فى تصريح خاص لـ«الإندبندنت»- إن الضربات الجوية الأمريكية ضد نظام «الأسد» يمكن أن تمنح فرصة لدفع روسيا نحو تسوية سلمية فى سوريا. وأضاف: «أن العرض الذى قام به الجيش الأمريكى أثبت أن (واشنطن) مستعدة الآن للعمل وإظهار القيادة فى سوريا».