قطار المفاجآت بيعمل لركابه مفاجآت: «يتأخر أو يعطل»

08:26 م | الجمعة 07 أبريل 2017

«فى عيد الربيع يحلو اللهو ويطيب، وقفنا جماعة من التلاميذ فى بهو المحطة بالبنطلونات القصيرة، وبيد كل واحد سلة من القش الملون مملوءة بما قسم من طعام، وكان علينا أن نختار بين رحلتين وقطارين، قطار يذهب إلى القناطر الخيرية، وآخر يمضى إلى جهة مجهولة يسمى قطار المفاجآت.. قال أحدنا: القناطر جميلة ومضمونة، فقال آخر: المغامرة مع المجهول أمتع، ولم نتفق على رأى واحد، ذهبت كثرة إلى قطار القناطر، وقلة جرت وراء المجهول».. قصة قصيرة جداً للأديب العالمى نجيب محفوظ تحت عنوان «قطار المفاجآت» من كتابه «أصداء السيرة الذاتية» تتحدث عن طفولة عرفت القطار الذى لا يزال ينطلق سنوياً إلى ذات الجهات منذ عشرات السنوات.

{long_qoute_1}

قطار المفاجآت، ذلك القطار الذى تسيره هيئة السكك الحديدية سنوياً فى يوم شم النسيم، ظل مجانياً حتى قررت الهيئة أن يصبح بـ«سعر رمزى» يتراوح بين 15 و20 جنيهاً، يفترض فى ركابه أنهم لا يعرفون الوجهة، لكن هذا لم يكن الحال مع حماد سعد الذى قرر أن يستقله العام الماضى وهو يعلم أن وجهته إما الإسكندرية أو بورسعيد «المفاجأة الوحيدة اللى حققها لى القطر إنه وصلنى إسكندرية فى 4 ساعات بدل ساعتين».. مفاجأة مماثلة تعرض لها عبدالرحمن الجندى العام الماضى «واحد سألنا عاملين دوشة ليه؟ قلنا له بقالنا ساعة راكبين ولسه متحركناش.. فقال لنا: ما هى دى المفاجأة.. القطر عطلان».

ربما لا يعلم الجميع عن قطار المفاجآت شيئاً، خاصة فى الصعيد، وهو ما يبرره د.شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق «لكونه يتوافر لسكان القاهرة والإسكندرية فحسب».. يفسر أستاذ علم الجمال ما سرده نجيب محفوظ فى روايته عن القطار «ذهبت الأغلبية إلى حيث تعرف، إلى القناطر التى ترمز لفترة ما قبل 1952، وقصد بها العهد الملكى، بينما توجه قطار المفاجآت الذى رمز به محفوظ للمجهول، لما بعد يوليو، إلى وجهة غير معلومة».