الأضرحة والمقامات تواجه «التطرف والإهمال»

الأضرحة والمقامات تواجه «التطرف والإهمال»

الأضرحة والمقامات تواجه «التطرف والإهمال»

من الغرائب والعجائب فى ملف المساجد الأثرية أن عشرات الأضرحة ومقامات آل البيت ومقابر أسرة محمد على لم تُسجَّل كآثار حتى الآن، وعلى الرغم من قيمتها الدينية والروحية وأهميتها السياحية فإنها إما مهجورة أو تحولت لمقلب للقمامة أو غمرتها المياه الجوفية أو أصبحت بمثابة مزارات للصوص.

اللافت أن مسجد الإمام الحسين لم يُسجَّل منه كأثر إلا الباب الأخضر الذى يُعتبر أقدم جزء فى المسجد، أما المقامات والأضرحة التى تستقر حول مسجد السيدة عائشة والسيدة نفيسة والإمام الشافعى وفى المقطم فلم يتم تسجيلها حتى الآن مما يجعلها عرضة للهدم والبناء والطلاء وحتى السرقة، دون أن يكون لنا الحق فى المطالبة بعودة هذه الآثار المنهوبة.

{long_qoute_1}

ومن أبرز شوارع القاهرة التى تضم أضرحة آل البيت، كما يقول سامح الزهار، الباحث فى الآثار الإسلامية «شارع الأشراف الذى يوجد به ضريح السيدة سكينة، وضريح ابن سيرين، مفسر الأحلام، وسيدى محمد الأنور، عم السيدة نفيسة، كما يوجد بمصر ضريح السيدة عاتكة زوجة محمد بن أبى بكر الصديق، وبجوارها ضريح على محمد بن جعفر الصادق، ويوجد أيضاً ضريح أم الغلام التى حملت رأس الحسين ودفنتها فى مصر كما يذكر بعض المؤرخين، وعلى بعد خطوات يوجد ضريح مرزوق الأحمدى شيخ الطريقة الأحمدية، وضريح تتر حجازية صاحبة مدرسة تعليم الطريقة المالكية والشافعية بحى الجمالية، وبالغورية يوجد ضريح سيدى أحمد الدرديرى، وضريح بنيامين، أخو سيدنا يوسف، ومقام سيدى محمد بن أبى بكر الصديق فى الباطنية، أما منطقة الإمام الشافعى فبها أضرحة العز بن عبدالسلام، وابن حجر العسقلانى، والسادة الثعالبة الأشراف من أحفاد سيدنا رسول الله، كما يوجد ضريح يحيى الشبيهى والقاسم الطيب، وهما فى قبة إسلامية كبيرة عظيمة، تعانى من إهمال شديد.. وفى باب الشعرية يوجد ضريح العارف بالله أبومدين الأشمونى والعلامة الشيخ عثمان الزيلعى، شارح كنوز الصوفية وغيرها».

وأضاف «الزهار»: «تحوى مصر عشرات الأضرحة إذا ما تم حصرها والعمل على مشروع متكامل بها، من الممكن أن يكون لدينا مشروع سياحى متكامل لأضرحة آل البيت والصحابة ويكون ذلك عنصر جذب سياحى لمصر».

وقال الدكتور عبدالله الناصر حلمى، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية: «هناك أزمات عديدة تواجه مساجد آل البيت، فهناك عقبات شديدة تواجه المريدين، بالإضافة لأزمات الموالد الخاصة بآل البيت، فهناك تحركات ضد الصوفية التى تواجه التطرف والإرهاب بالدولة».

وأضاف: «لا يوجد اهتمام من قبَل الدولة بمساجد آل البيت فالخدمات الدعوية ضعيفة، بالإضافة للخدمات الأخرى، وهى تواجه عقبات عديدة».

وتابع: «مسجد السيدة سكينة تم تجديده منذ خمس سنوات، لكنه الآن يعانى من أزمات صرف صحى وخدمات عامة خاصة الصيانة والنظافة، ومسجد السيدة رقية يعانى من أزمات بسبب المياه الجوفية، فتحرك الوزارة فى تلك المساجد يشبه السلحفاء».

وقال الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية: «وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة هى المسئولة عن الأزمات التى تعانى منها مساجد آل البيت، فالصوفية يسعون للمساهمة فى معالجة الأزمات لكن الأوقاف هى المسئول الأول عنها، فنحن نشارك فى المساجد من خلال الحضرة وليس لنا ناقة ولا جمل فيما يحدث، وندعو وزير الأوقاف للتحرك لنصرة مساجد آل البيت».

وقال عصام محيى الدين، الأمين العام لحزب التحرير المصرى الصوفى: «معظم المساجد تحت رعاية الأوقاف، والدعاة الموجودون بها لا يعرفون قيمة المساجد الحقيقية، وهناك منهم من هو ضد فكرة التصوف، وضد أن يكون بالمسجد ضريح، لذلك تجد أن الإدارة الدعوية الموجودة حالياً ترفض رعاية الضريح لحين يتم التجديد، ويتم القضاء على الضريح، وحدث ذلك فى العديد من المحافظات على مستوى الجمهورية، تحت ادعاء تجديد المسجد، فتجد الإخوان والسلفية وراء هدم الأضرحة، وأتذكر أن الذى أنقذ مسجد السيدة زينب فتحى سرور، والذى أنقذ مسجد الحسين إبراهيم محلب».

وأضاف: «الدولة لا تعى قيمة المساجد الأثرية ومساجد آل البيت، فهناك عبث شديد فى مساجد آل البيت، ولا توجد حماية أو صيانة لها، فهذه المساجد كان من الممكن أن تُنشط السياحة الدينية بمصر، ومولد السيد البدوى خير شاهد على ذلك، فهناك شخصيات من أوروبا والخليج وآسيا وأفريقيا تحضره كل عام، فلا يوجد احترام لتلك المساجد من قبَل الدولة».


مواضيع متعلقة