«سيلفى» فى غرفة العمليات.. والمريض بطنه «مفتوحة»

09:09 م | الجمعة 31 مارس 2017

تفتح الكاميرا الأمامية للتليفون، وتضبط زاويتها ثم بضغطة بسيطة على الزر، وما هى إلا لحظات قليلة لتتم مشاركة الصور السيلفى على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، ويراها الملايين من المتابعين، لكن زاد الأمر على الحد، ووصل إلى غرف العمليات فى المستشفيات، لتخترق تقليعة العصر خصوصية المريض الملقى على ظهره فاقداً الوعى إثر حقنة مخدرة لا يدرى أن طبيبه ترك بطنه «مفتوحة» أثناء الجراحة ليلتقط صورة سيلفى، وهو ما يخالف الأعراف واللوائح المنظمة لتلك المهنة المقدسة. {left_qoute_1}

فى أكثر من مستشفى، وقع أطباء فى براثن تلك الجريمة الإلكترونية، أطباء شباب انجرفوا وراء التقنية الحديثة، والتقطوا صوراً لمرضى فى غرفة العمليات، ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعى، مما أثار غضب المواطنين وعرّض الأطباء للمساءلة القانونية، فى مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، التقط طبيب صورة سيلفى أثناء إجرائه عملية قيصرية، ولم ينتبه إلى أن المريضة تظهر بشكل غير لائق فى الصورة، وتكرّرت الواقعة منذ أيام قليلة بمستشفى الجلاء للولادة، حيث التقط طبيب يرتدى زياً رياضياً صورة له بجوار زملائه الأطباء عقب انتهائه من عملية ولادة قيصرية، ونشرها على مواقع التواصل، وبعد تداولها اكتشف أن بطن المريضة «مفتوحة» فى الخلفية، فقام بإزالتها على الفور، لكن مسئولى المستشفى حوّلوه إلى التحقيق، خصوصاً أنها لم تكن المرة الأولى لهذا الطبيب.

«لا يجوز تصوير المريض فى أى وضع كان من دون إذنه» كلمات الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة الأطباء، معبراً عن غضبه واستيائه من الظاهرة. وأوضح موقف النقابة من هذه المخالفات غير الأخلاقية، وأن النقابة ستتخذ الإجراء المناسب فى حال تقدّم المتضرّر من الواقعة بشكوى للنقابة للفحص والتحقيق: «هذه الصور غير أخلاقية بالمرة فلا يجوز تصوير عورات المرضى دون استئذانهم، التصوير يكون فى الضرورة الطبية مع أخذ موافقة المريض»، مضيفاً أن النقابة لا تأخذ أى إجراء دون أن تكون هناك شكوى مقدمة من المريض المتضرر.

أما البرلمان فلم يختلف رأيه كثيراً فى هذه الظاهرة، حيث أوضح الدكتور أيمن أبوالعلا وكيل لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إنه ليس للبرلمان تدخل فى ذلك، وعلى النقابة اتخاذ الإجراء المطلوب فى هذه الواقعة: «البرلمان ليست له سلطة التدخل، وعلى النقابة اتخاذ الإجراءات المطلوبة، بعمل جلسة تأديبية للطبيب، حتى يكون هذا الإجراء عقاباً رادعاً لأى طبيب بعد ذلك».