«دوخة العداد» معضلة المصريين.. فقير وغنى «هم واحد»
![جوزيف](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/4358595451490722085.jpg)
جوزيف
خدمات تقسيط تتيحها الشركات لعملائها بسهولة، كالغاز والمياه، حيث يسهل تقسيط قيمة المقايسات والعدادات، كأمر بديهى فى دولة يعانى اقتصادها بشدة، لكن التقسيط يبدو مطلباً عزيزاً للغاية، لدى شركات توزيع الكهرباء ومن قبلها وزارة الكهرباء التى تتعامل مع المواطنين الراغبين فى تقسيط ثمن العدادات الكودية بكثير من التعنُّت والتمييز تحت شعار «التقسيط للفقراء فقط». معاناة يعيشها 336220 مواطناً على مستوى الجمهورية، تقدّموا خلال الفترة الماضية بطلبات تركيب العدادات الكودية حسب د. أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجدّدة المصرية، الذى أكد أن طلب يعكس رغبة صادقة فى تقنين الأوضاع التى يسعى مجلس الوزراء بدوره لتقنينها ضمن الخطة الاستراتيجية لوضع البدائل الكفيلة بمنع الاستيلاء دون وجه حق على التيار الكهربائى، إلا أن أزمة «التقسيط» تبقى حجر عثرة أمام المزيد من الراغبين فى تقنين أوضاعهم «صاحب البيت طلب منى 5 آلاف جنيه علشان نركب العداد». يتحدث فارس أبوالمعاطى، عن رقم يبدو موحّداً فى منطقتى فيصل والهرم «المبلغ شامل المقايسة والعداد وكل حاجة، بس أنا مش معايا وماعدتش حمل الممارسة اللى بقت تيجى كل شهرين بألف جنيه». حاول «فارس» التواصل مع شركة الكهرباء فى منطقته، إلا أن الرد جاء حاسماً: «حضرتك ضمن المبانى العشوائية، ووضعك غير مقنن، احمد ربنا أن العداد هيدخل لك أصلاً»، مسألة لم يجد معها رب الأسرة المكونة من خمسة أفراد حلاً، موجهاً السؤال إلى من حوله «أجيب منين؟».
أكثر من 300 ألف طلب «معلق» للعداد الكودى.. والتقسيط «للفقراء فقط»
مسألة لم تختلف من محافظة إلى أخرى بما فيها سيناء، فاطمة السباعى رئيس القطاع المالى والتجارى بسيناء أكدت سهولة تقسيط العدادات لأصحاب الأوضاع القانونية، حيث تختلف طريقة التقسيط حسب المقايسة والمهمات المطلوبة، لكنها عادت لتؤكد «الكودى مالهوش تقسيط، لأن أصحابه مخالفين، والمخالف لازم يدفع كاش، لأنه عشوائى، لو قسطنا له وغيّر مكانه نجيبه منين تانى؟».
معاناة فى سبيل الحصول على العداد، لم تواجه هؤلاء القاطنين بمبانٍ غير مرخّصة فقط، جوزيف عادل، القاطن بمنطقة هضبة الأهرام منذ عام 2008، استكمل أوراقه القانونية بالكامل، من أجل الحصول على عداد كهرباء فى شقته الواقعة ضمن مجمع سكنى راقٍ: «مش عارف أجيب عداد بقالى 9 سنين، الجمعية التعاونية الخاصة بالهضبة بتقول تبع حى الهرم، والحى بيقول فى شركة الكهرباء، أروح الشركة يقولوا لى قدّم وهنبقى نيجى لك، أسألهم إمتى، وبكام، مالقيش إجابات». عداد غائب عن شقة «جوزيف» وجيرانه بالمنطقة، دفعه إلى هجر الشقة، حيث لم يحتمل دفع مقابل «الممارسة» الباهظة: «قاعدين أنا وزوجتى وابنى عند حمايا وحماتى»، حياة تبدو غير مستقرة للرجل الذى يسعى خلف تركيب عداد.