من "شجرة الأرز" إلى جامعة بيروت العربية.. العلاقات المصرية اللبنانية "فيد واستفيد"

كتب: سلوى الزغبي

من "شجرة الأرز" إلى جامعة بيروت العربية.. العلاقات المصرية اللبنانية "فيد واستفيد"

من "شجرة الأرز" إلى جامعة بيروت العربية.. العلاقات المصرية اللبنانية "فيد واستفيد"

يلتقي رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفي الوقت الذي يتباحث فيه الطرفان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، يجمع الشعبين علاقات ضاربة في جذور التاريخ.

منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث رحبت مصر بالرواد الأوائل من اللبنانيين من رجال الثقافة والصحافة والفن، مثل: "سليم وبشارة تقلا، وجورجي زيدان، وخليل مطران، وجورج أبيض، وغيرهم"، وبالمثل كانت أبواب لبنان مفتوحة لكل من وفد إليها من مصر مثلما جرى العام 1882 بعد هجرة الإمام محمد عبده، وبعض المنفيين المصريين إلى بيروت المحروسة، حسب الهيئة العامة للاستعلامات.

"شجرة الأرز" المتوسطة العلم اللبناني، كانت هدية الرئيس رياض الصلح، أول رئيس وزراء لبناني بعد الاستقلال إلى مصر، ردًا على وقوف مصر حكومة وشعبًا إلى جانب استقلال لبنان إبان مرحلة استقلال لبنان في الفترة من 1941 إلى 1943، حيث حمل رياض فرعًا من شجرة الأرز وجاء به إلى الإسكندرية عام 1944، وجرى زرعه في التربة المصرية، في احتفال رسمي حضره الملك فاروق ومعه رئيس الوزراء مصطفى النحاس والوزراء وكبار المسؤولين المصريين من عسكريين ومدنيين.

وبالعودة إلى العهد الحديث نسبيًا، فإنه بعد ثورة 23 يوليو 1952، توّجت العلاقات بين البلدين بـ"القمة التاريخية"، التي كانت في 26 مارس 1959، بين الرئيسين اللبناني اللواء فؤاد شهاب، والمصري جمال عبد الناصر، في بلدة "شتورا" اللبنانية.

"جامعة بيروت العربية"، كانت أبرز ثمار اللقاء، وكان إنشاء الجامعة بدعم مصري مادي وعلمي، ورفض عبدالناصر أن يُطلق عليها اسمه، وتم فتح أبوابها في نوفمبر 1960، بعدد من الطلاب لم يتجاوز الـ114 طالبًا، وتعد حاليا من أهم الصروح العلمية الكبيرة في لبنان والممتدة في البلد حيث لها أفرع في "بيروت، والدبية، والبقاع، وطرابلس".

وكانت أول زيارة لرئيس مصري إلى لبنان منذ إعلان استقلال لبنان في 19 فبراير 2000، غية تأكيد وقوف مصر مع لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي في ذاك الوقت، حيث تركت تلك الزيارة أصداء إيجابية واسعة على العلاقات بين الدولتين والشعبين لاسيما بعد أن أصدر الرئيس مبارك توجيهاته بإصلاح كافة محطات الكهرباء التي دمرها العدوان الإسرائيلي في بعض المدن اللبنانية خاصة في منطقة الجنوب . كما تم إنشاء مستشفى عسكري لمساعدة المصابين.

وقرب المسافة بين البلدين، ووقوعهما على ساحل البحر المتوسط كان مساعدًا في تنشيط حركة التجارة بين البلدين عبر مينائي الإسكندرية وبيروت وغيره من الموانئ اللبنانية، وتسيير رحلات سياحية بحرية بين المدن الشاطئية، للاستفادة من المناطق السياحية في البلدين.

ومن الناحية التجارية، تمثل لبنان أهمية اقتصادية لمصر بالرغم من صغر مساحتها وعدد سكانها القليل، وأنها ليست دولة بترولية فقد حققت صادراتنا إليها طفرة، حيث بلغت 941 مليون و841 مليون دولار خلال عامي 2011 و2012، حسب وزارة الخارجية المصرية.

كما بلغت عدد المشروعات الاستثمارية اللبنانية في مصر 1134 مشروعًا برأس مال يقدر بـ3.6 مليار دولار، وتحتل المركز 14 بين 152 دولة مستثمرة في مصر وتأتي قبل "قطر، ألمانيا، الصين، كندا، تركيا، اليابان، الهند، روسيا"، هذا إلى جانب صادرات مصرية تبرم تعاقداتها شركات لبنانية إلى دول المهجر في مختلف أنحاء العالم، حيث يبلغ عدد اللبنانيين المغتربين نحو 14 مليون .

وصادرات لبنان لمصر بلغت 39 مليون دولار فقط، وبنسبة 1.7% من إجمالي صادراتها خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2013، في حين بلغت قيمة صادرات مصر خلال نفس الفترة 368 مليون دولار.


مواضيع متعلقة