"أحمد سيف".. سفير "المونولوج" في "ساقية الصاوي"

كتب: محمود عباس

"أحمد سيف".. سفير "المونولوج" في "ساقية الصاوي"

"أحمد سيف".. سفير "المونولوج" في "ساقية الصاوي"

طفولته لم تختلف عن كثير من أطفال جيله، الذين صادفوا عبر التليفزيون فيلمًا لذلك الممثل الكوميدي النادر، الذي ينجذب الصغار لشكله، ليحفظ الطفل أغنياته ويرددها مرارًا، دون أن يعرف أنه سيكون يومًا سفيرًا حقيقيًا لمونولوجات "إسماعيل ياسين"، ويلقيها على مسامع مئات المشاهدين في مكان يقدر قيمة الفن، ويليق بأصحاب المواهب الشابة.

لم ينتبه أحمد سيف، الشاب الثلاثيني، إلى المعاني التي ترسخها مونولوجات "أبو ضحكة جنان"، ولكنه أعجب بذلك الأداء الذي يجمع بين الخشونة والحيوية في آن واحد، "كنت بحس، إن مطربين كتير بيغنوا بشكل ناعم وممكن ينيمك وإنت بتسمعهم، لكن إسماعيل ياسين كان صوته فيه كاريزما وكوميديا وتفاؤل في أي حاجة كان بيقدمها".

الطفل يكبر ويأخذ على عاتقه رد الجميل لملهمه، فيعيد الاستماع لكلماته جيدًا، ويعي معانيها جيدًا، ويفهم الرسائل المنشودة منها، ليفاجئ زملائه من المسؤولين بـ"ساقية الصاوي"، باعتزامه إعادة إنتاج مونولوجات "إسماعيل ياسين" في حفل يحضره الشباب قبل الكبار.

اليوم المنتظر يحين، أكثر من 600 شخص يتجمعون بدار الحكمة بـ"ساقية الصاوي" للاستماع إلى ما يقدمه "أحمد سيف" من أغنيات، ليفاجئ الجميع بذلك الصوت الشاب يصدح: "ما تستعجبشي ما تستغربشي.. في ناس بتكسب ولا تتعبشي.. وناس بتتعب ولا تكسبشي"، ولا يطمأن قلبه إلا حينما يكسر الجمهور صمتهم القاتل بالقاعة ويبادرون بتصفيق حاد تشجيعًا له، "في الأول الشباب الصغيرين ماكانوش عارفين مين اللي بيقول المونولوج ده، وبمجرد ماخلصت ناس كتير شكرتني، عشان عرفتهم على حاجة جديدة لإسماعيل ياسين".

نجاح تجربة إعادة مونولوجات "سمعة"، أثارت حافظة الشاب الثلاثيني لتكرارها في حفلات أخرى بـ"ساقية الصاوي"، فتارة يعيد صياغة مونولوج "أهل الفن" ليبصر قرنائه في المهنة بمتاعبهم، وأخرى يرتدي ثوب الزوج المغلوب على أمره، الذي يشتكي من سطوة والدة زوجته في مونولوج "حمى زائد حمى"، مع تعديل بسيط في التوزيع الخاص بها، "كنا ممكن نسرع أداء الأغنية شوية، ونضيف شوية آلات ليها، لكن صعب إننا نغير اللحن أو طريقته في الغنا، لإن دي ثوابت".

تفسير "سيف"، لقرب اندثار فن "المونولوج" يكمن في انهيار منظومة القيم الأخلاقية بشكل كبير، ومن ثم عدم وجود حاجة للنقد البناء المستمد من مجتمع يسوده المبادئ والأخلاق.

يعكف "سيف" حاليًا على الاستماع لألوان متباينة لـ"المونولوج"، حيث يجهز لتقديم عدد من الأغاني الكوميدية لـ"شكوكو" و"منير مراد" و"سيد الملاح"، إضافة إلى حلمه بغناء "طيب يا صبر طيب" للراحل عبد المنعم مدبولي و"قلبي يا غاوي 5 قارات" لأستاذ الكوميديا فؤاد المهندس.

مجهودات الشاب الثلاثيني لإحياء فن "المونولوج"، باعتباره أحد مسؤولي القسم المسرحي بساقية الصاوي، تجلت في عمل ندوة عن ذلك الفن لمناقشة ألوانه والرسائل الهادفة منه وكيفية النهوض به، غير أن حلمه الكبير هو تنظيم حفل ضخم لأداء "المونولوج" يتجمع فيه كل من لديه رغبة أو شغف بذلك الفن، "المشكلة إن مفيش أي جهة حاولت تجمع الناس اللي بتحب الفن ده، وفي مبادرات فردية من أشخاص وفرق بتقدم فن محترم، لكن مش هتجيب نتيجة غير لو حد اهتم بيها".


مواضيع متعلقة