بالفيديو| يحيى شاهين.. بدأ طفولته في "مطبعة" ووصف نفسه بـ"المثالي"

بالفيديو| يحيى شاهين.. بدأ طفولته في "مطبعة" ووصف نفسه بـ"المثالي"
- يحيي شاهين
- ذكرى وفاة
- السينما
- المسرح
- بين القصرين
- نجيب محفوظ
- يحيي شاهين
- ذكرى وفاة
- السينما
- المسرح
- بين القصرين
- نجيب محفوظ
هيئة صارمة وحدة واضحة في الأسلوب، لشخصية أرهبت جيلا كبيرا بجلبابه الأزهري القديم والطربوش والشارب المعروفين لفترة الأربعينيات بالقرن الماضي، تقفز في الأذهان فور سماع اسم "سي السيد" بثلاثية الكاتب الكبير نجيب محفوظ "بين القصرين"، الذي وثق صاحبها نفسه في عقول الجميع بنجاح منقطع النظير، رغم بُعد شخصيته الحقيقية عن تلك الصفات، حيث تتسم بالرقة والعطب والحب.
يحيى شاهين فنان سطع اسمه في سماء السينما والمسرح خلال القرن الماضي، فلم يختلف على موهبته العميقة شخصان، خاصة عندما أدى دوره بالثلاثية، حيث قال كاتبها نجيب محفوظ عنه بأحد اللقاءات الإذاعية النادرة: "أدى الدور أفضل بكثير مما كنت أتوقع".
الصدفة قادت الشاب المولود في 28 يوليو 1917، بميت عقبة في الجيزة، وخريج كلية الفنون التطبيقية قسم نسيج في 1933، إلى عالم التمثيل، بعد رفضه العمل في شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى لمرض والدته، ليلتقطه مدير فريق التمثيل بالأوبرا ويعينه "هاو" بها، لكونه رئيسا لفرق التمثيل بالمدراس في مراحله التعليمية، ويؤدي خلال ذلك العام أدوار كومبارس على المسرح.
وعن طفولته الصعبة، قال شاهين في لقاء نادر ببرنامج "فلاش" مع الإعلامي طارق حبيب في الثمانينات، إنه عقب وفاة والده وهو في العاشرة من العمر، شعر بأنه مسؤول عن نفسه، مضيفا: "دي كانت فترة عصيبة، ووالدتي دخلها كان يادوب للسكن، فكنت مضطر أدور على مصدر ليا، فكنت بنزل أشتغل في مطبعة أجمع فيها الحروف بالليل وأدرس بالنهار".
عُرف الفنان الراحل في 18 مارس 1994 عن عُمر ناهز الـ76 عاما، كونه محبا للنظام، واعترف خلال اللقاء المشار إليه أنه شخص منظم في حياته ويحب إعطاء كل أمر حقه، ووصف نفسه بـ"الشخص المثالي شوية وبحب الكمال، وده صعب شوية".
لم يهمل "سي السيد" كل ما كتب عنه في الصحف والجرائد سواء بنقد إيجابي أول سلبي، قائلا: "بحب أجيب كل ما كتب واتقال عني، والصور اللي بتنزلي، لأن الإنسان بيحن أوي للذكريات ويحاسب نفسه على الماضي والمستقبل والحاضر"، لسبب مهم ومختلف كشفه: "فمن خلالها بعمل وقفات مع النفس، بشوف عملت إيه وهعمل إيه وإزاي، دون توقف عن العطاء".
جاب الفنان البكير أكثر من نصف الكرة الأرضية إيابا وذهابا، فكشف خلال اللقاء عن عشقه الشديد للسفر منذ عام 1949، الذي دفعه للتنقل بين دول العالم، موضحا: "السفر فيه مليون فايدة، لأني بستمتع جدا وبسترد نفسي من السفريات وأحب أشوف كل جديد".
وفي لقاء آخر نادر له أجراه في أول مايو 1993، بالبرنامج الإذاعي "وراء كل رجل عظيم"، قال شاهين إن أحد عوامل نجاحه بدور "سي السيد"، هو تعايشه مع الشخصية التي سيؤديها، ما دفعه إلى المكوث لفترات طويلة بحي الحسين وقهوة الفيشاوي، ليتمكن من نقل صورة تلك البيئة بمصادقية شديدة، وبالفعل نجح في ذلك وحاز على إعجاب الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وأرجع ذلك لإيمانه الشديد بقيمة "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".