نداء للسادة المربّين: احذروا «حمى الثلاثة أيام» بعد رحيل الحمى القلاعية.. و«واعر»: التربية العشوائية سبب انتشار المرض

كتب: الوطن

نداء للسادة المربّين: احذروا «حمى الثلاثة أيام» بعد رحيل الحمى القلاعية.. و«واعر»: التربية العشوائية سبب انتشار المرض

نداء للسادة المربّين: احذروا «حمى الثلاثة أيام» بعد رحيل الحمى القلاعية.. و«واعر»: التربية العشوائية سبب انتشار المرض

 

مع نهايات فصل الشتاء، تبدأ الحمى القلاعية، التى عانت منها قرى مختلفة بالمحافظات، فى الاختفاء، فيما تستقبل أمراضاً أخرى تصيب الثروة الحيوانية كـ«حمى الثلاثة أيام»، وقد خسر الفلاحون والمربون أعداداً كبيرة من رؤوس الماشية بسبب الحمى القلاعية، التى باتت تهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائى من البروتين، خاصة أن المرض يستهدف العجول الصغيرة وعجول التسمين ويقضى عليها، ويأتى المرض كل عام خاصة بفصل الشتاء وينتشر عبر الرياح، حيث أصيبت القرى بحالة من الذعر بسبب انتشار المرض وتخوفهم من تدمير مصدر رزقهم.

{long_qoute_1}

ويؤكد الدكتور محمد مصباح، باحث بمعهد بحوث صحة الحيوان بالمنصورة، خطورة الحمى القلاعية، موضحاً أنه فيروس شديد الوبائية يصيب الأبقار والجاموس والماعز، ويزداد انتشاره فى فصل الشتاء عبر الرياح وبرودة الجو، ما يترتب عليه خسائر كبيرة أهمها انخفاض إنتاجية اللحوم والألبان وزيادة حالات النفوق بين الماشية، خاصة فى عجول الرضاعة لعدم تحملها المرض، حيث تصل نسبة الوفيات فيها 90%، مشيراً إلى أن فرصة انتقاله للإنسان تكون فى ظروف معينة خاصة عند كبار السن والأطفال ذوى المناعة الضعيفة.

وأشار «مصباح» إلى وجود 7 عترات من أصل 100 عترة تحتية من المرض، مؤكداً وجود 3 عترات رسمية فى مصر حتى الآن، بالإضافة إلى وجود أدلة تؤكد وجود عترات أخرى دخلت مصر عن طريق الاستيراد والحيوانات المهربة، علاوة على دور الرياح، وقال إن التحصين يتم على 3 مرات فى العام، بحيث يتم التحصين لأول مرة جرعة أولى، وجرعة تنشيطية بعد أربعة أسابيع، ثم بعد ذلك جرعات تحصين كل أربعة أشهر، لافتاً إلى عدم كفاءة الأطباء البيطريين القائمين على التحصين ومدى قدرتهم وإدراكهم لأهمية التحصين وخطورة المرض وإدراكهم لأسباب فشل التحصين، موضحاً أن الخلل فى التحصين يحدث لأسباب كثيرة من أهمها طريقة حفظ اللقاح ونقله ووقت التحصين لجميع الحيوانات المنوطة بمرض الحمى القلاعية.

وطالب «مصباح» بفصل أسواق الماشية لتلافى نقل المرض، حيث إن أكثر البلاد المعرضة للإصابة تلك التى تنتشر بها أسواق الماشية، لافتاً إلى وجود أمراض أخرى ناتجة عن الحمى القلاعية مثل «التسمم الدموى، والموت المفاجئ»، مؤكداً أن جسم الحيوان فى الأصل هو حامل للميكروب المسبب للفيروس وينشط أثناء إصابته بالحمى القلاعية.

وقال إن اللحوم المذبوحة من حيوان مصاب بالحمى القلاعية ليس له أى فائدة صحية للإنسان، بالإضافة لوجود مضادات حيوية كثيرة بجسم الحيوان المصاب تسبب خللاً فى الكبد عند الإنسان الذى يتناول لحوماً مصابة، وأكد وجود ثلاثة لقاحات، 2 محلى وثالث مستورد، لافتاً إلى وجود لقاح بينها، تابع لوزارة الزراعة، لا يمكن الاعتماد عليه فى محاربة الحمى القلاعية بعكس اللقاحات الأخرى. وتابع: «مع انتهاء فصل الشتاء سوف تنتهى الحمى القلاعية ولكن لا تنتهى الأمراض، حيث تظهر أمراض أخرى مثل حمى الثلاثة أيام، وطفيليات الدم، والجلد العقدى»، وهى أمراض ناتجة تنقل عن طريق الحشرات لكنها أقل خطورة من «الحمى القلاعية». وقال الدكتور محمد واعر، مدير عام مزارع دينا سابقاً، إن الحل الوحيد فى علاج الحمى القلاعية هو تحصين الحيوانات بصفة دورية، مؤكداً وجود نوعين للإنتاج الحيوانى فى مصر «مزارع منظمة»، وتربية عشوائية، وهى السبب الرئيسى فى وجود الحمى القلاعية، حسب قوله، بالإضافة إلى عدم وجود رقابة على أسواق الماشية وغياب قوانين تنظم التحصين للحد من انتشار المرض المنتشر فى مصر منذ عام 1950، وطالب «واعر» بوقف حركة الحيوانات بين الأسواق أثناء فترة التحصين، وعمل حملات إرشاد وتوعية للمربين، وكذلك الأطباء البيطريون، وحذر من استخدام لبن الحيوانات المصابة لخطورته الشديدة على الأطفال، وتابع أن العجول التى يتم استيرادها تكون حاملة للميكروب دون ظهور أى أعراض من المرض عليها. وقال الدكتور محمد جبر، أستاذ الأدوية ومدير المركز الجامعى للخدمات البيطرية بكلية طب المنصورة، إنه لا توجد قرية فى مصر تخلو من الحيوانات المهربة عن طريق الحدود الليبية وغيرها، كذلك انتشار الأسواق وعدم الوعى عند الأطباء البيطريين بخطورة الحمى القلاعية، مؤكداً أن الحكومة لها دور كبير فى التحصين من خلال توفير اللقاح ولكن لم يتم توظيفه بالطريقة الصحيحة.

وأكد «جبر» أن الفترة المقبلة ستشهد وجود أمراض أخرى مثل «حمى الثلاثة أيام»، وهو فيروس يصيب الأبقار والجاموس وينتقل عن طريق الحشرات، خاصة الناموس، أو عن طريق إبرة الحقن، وأضاف: «يسبب هذا المرض خسائر تحدث مع ظهور الأعراض مثل انخفاض إنتاجية الألبان فى الحيوانات ونفوق الحيوانات ذات الوزن الخفيف أو السلالات المحلية بنسبة 2%، فى حين أن نسبة النفوق تصل إلى 30% فى عجول التسمين، وكذلك ظهور بعض حالات الإجهاض وتظهر أعراض المرض فجأة، حيث تتمثل الأعراض فى ارتفاع درجة الحرارة، وظهور رعشة على الحيوان، وعرج وعدم القدرة على الوقوف، وتوقف المعدة عن الطعام ووجود إفرازات مائية وسرعة فى التنفس».


مواضيع متعلقة