بروفايل| «ماضى»..لا مضارع ولا مستقبل
معروف بالانشقاق وتبديل القناعات منذ ترك الهندسة وتفرغ للسياسة، حيث بدأ حياته معتنقاً أفكار الجماعة الإسلامية، ولم يلبث أبوالعلا ماضى أن فارقهم، منطوياً تحت لواء جماعة الإخوان المسلمين، ومكث فيها عدة سنوات، ثم انشق ليكون حزب الوسط، الذى يعلن فى مواقف عن كون الحزب ليبرالى النزعة، وفى مواقف أخرى يبرز هواه الإسلامى، كالزئبق لا يمكن أن تمسكه. منذ خسر انتخابات مجلس الشعب فى مسقط رأسه المنيا، وهو يجنح للإخوان، يرنو إليهم فى كل مناسبة من دستور أو رئيس، موعد الانتخابات قد اقترب، وحزبه يرغب فى حصد عدد من الكراسى، يعرف أن الوقوف إلى جانب السلطة يمنح الكراسى.
صندوق بريد «ماضى» يعج بدعوات حضور حوارات وطنية، أو ائتلاف وطنى، أو ضمير وطنى، كل ما يحمل رائحة الحوار والوطنية، يجعل المهندس يسارع بالحضور، يتخذ جلسته بين الحضور بلحيته الخفيفة، يحدق فى الحضور، ويبدو هادئاً، لكنه يهدر بكلمات تنم عن عنف يمور بداخله. منذ أسبوع جلس «ماضى» ليناقش أزمة القضاة مع بعضهم، يحب الكلام مع الآخرين، دون أن يستمع إليهم، خرج بعد الاجتماع ليقول: «ستنهار مصر إذا اهتزت أيدينا فى مواجهة الثورة المضادة القادمة من داخل الجهاز القضائى». لطالما نعت نفسه بالمعارض، لكنه المعارض الذى لا يقطع رأساً ولا يقيم شأناً، معارض يؤيد السلطة ممثلة فى جماعة الإخوان فى كل ما تقدم عليه، ويعارض المعارضة التى تقوّم الرئيس. فى جلسة الحوار الوطنى أمس الأول، أدلى بدلوه قائلاً: «إننا لسنا قلقين من أزمة الكهرباء، حيث فى مقدار مصر عمل محطتين تعوض النقص». لم يراع أن الكهرباء قطعت عن كثير من المصريين أثناء الاجتماع، ورأى من واقع خبرته السياسية، أن الحل فى أزمة السد الإثيوبى يكمن فى اتباع الاستراتيجية التى استخدمتها الدولة فى تحرير المخطوفين فى سيناء، يخلط أوراق الأمن القومى، مطالباً وزير الدفاع بزيارة إلى مضيق باب المندب، وتكليف سفن حربية سريعة بتفقده، العنف الكامن فى داخله يخرج من جديد، حيث يطالب الرئيس مرسى رب الجلسة، بتشكيل وفد شعبى يضغط على إثيوبيا، نسى مهندس الميكانيكا، أن الرئيس عائد للتو من إثيوبيا يجر أذيال الخيبة.