وسيلة مواصلات توحد الجاهل والمتعلم: «الرزق للجميع»
التوك توك.. الوسيلة الأنسب فى الشوارع الضيقة
هو باب للرزق وفرصة عمل لمن ضاقت به السبل فى الحصول على وظيفة مناسبة، يتصدر «التوك توك» أولويات كثيرين باعتبار قيادته طوق نجاة ومصدراً لزيادة الدخل فى كثير من الأحيان فى ظل تدنى الأجور وعدم وجود فرص عمل لكثيرين، رصدت «الوطن» فى جولة لها الفئات التى تستخدمه باعتباره مهنة لها، لتكتشف أنها مهنة المتعلم والجاهل على حد سواء، فمعيارها الوحيد هو الحصول على رزق وفير، بحسب ما أكده غالبية العاملين به، لتتسع الفئات المستخدمة لكافة الشرائح العمرية فلا حرج فى أن تجد سائقاً يبلغ من العمر عشر سنوات، أو يتجاوز السبعين من العمر.
«أحمد»: حصلت على ليسانس وملقتش غيره.. و«حسن»: قرشها مضمون
فى منطقة بولاق الدكرور، حيث ينتشر استخدام «التوك توك» كوسيلة مواصلات، يتحدث سائقوه عن المهنة، ويصفها حسن عبدالله، البالغ من العمر 19 عاماً، الطالب بالثانوية العامة: «شغلانة سهلة وقرشها سريع». وعن سبب اختياره لـ«التوك توك» والعمل عليه: «أنا اشتغلت الشغلانة دى عشان مفيش غيرها، أنا كنت بشتغل مساعد شيف قبلها، بس مكانتش جايبة همها، الشغلانة دى قرشها أحسن بكتير، أنا اللى بصرف على نفسى من صغرى، أهلى عودونى أصرف على نفسى». ويتابع: «أنا بشتغل 9 ساعات فى اليوم، من 4 العصر لـ11 مساء، بعمل فى اليوم حوالى 80 جنيه، غير البنزين والزيت بيعملوا 15 جنيه يومياً».
كانت قيادة «التوك توك» هى الخيار الوحيد لمحمد سعد، 22 سنة، أحد سكان منطقة صفط، وخريج دبلوم زراعة، قائلاً: «مفيش شغل فى البلد، أنا شغال سواق توك توك بقالى 5 سنين، التوك توك فاتح بيوت ناس كتير، أنا كنت شغال ميكانيكى، وكهربائى، لكن التوك توك أفضل بالنسبة لى، وقرشه مضمون، أنا مش متجوز، بس بصرف من التوك توك على أبويا وأمى و5 إخواتى». وعن وردية عمله اليومية يقول: «بشتغل من الساعة 6 الصبح لحد الساعة 9 مساء، واليومية بتاعتى بتوصل لـ150 جنيه، هما آه مش بيكفونا بس أحسن من مفيش».
ويضيف أحمد محمد، 21 سنة، خريج دبلوم صنايع، أحد سكان بولاق الدكرور، قائلاً: «كنت شغال ترزى، بس ارتفاع أسعار القماش والخامات وقف الصنعة، اضطريت إنى أشتغل سواق توك توك، شغلانة سهلة وبتجيب فلوس، أنا بصرف على نفسى، وعلى أبويا وأمى، والوردية الـ12 ساعة ممكن تدخل لى 200 جنيه فى اليوم».
«مبحبش أشتغل عند حد».. هكذا بدأ أحمد مختار، 29 سنة، حاصل على ليسانس حقوق، أحد سكان بولاق الدكرور حديثه قائلاً: «سواقة التوك توك سهلة وقرشها كتير، ومفيهاش قيود أو رقابة، أنا درست وحصلت على مؤهل عالى، بس بعد التخرج عرفت إن الشهادة ملهاش أى لأزمة، زيى زى اللى ماتعلمش خالص، مفيش شغل، واضطريت أشتغلها، علشان أصرف على نفسى، اللى بييجى منها بيكفينى، بشتغل طول اليوم، أيام بعمل 100 جنيه فى اليوم.