10 أغان .. رسمت من العندليب ضلعا في مثلث الغناء المصري
حين يدور الحديث عن الغناء المصري، تتبادر إلى الأذهان أسماء ثلاثة، نصبتها موهبتها أضلاعا لمثلث الأغنية المصرية، أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وصنع الأخير، الذي ولد في 21 يونيو، حالة خاصة، بصوته الشجي، وألحان أغانيه العذبة، ضاربا بحنجرته جذورا عميقة في وجدان كل بيت مصري محب للطرب الأصيل.
"صافيني مرة" .. تلك كانت إحدى أشهر الأغنيات التي شدا بها عندليب الغناء العربي، وكانت من أوائل المقطوعات التي عرفه الناس من خلالها، وكانت ألحان الأغنية لرفيق دربه محمد الموجي، وكلماتها لسمير محجوب التي تقول: "صافيني مرة.. وجافيني مرة.. ولا تنسنيش كده بالمرة.. كنا سوى قلبين والحب جمع شملنا.. والعين تقول للعين إحنا اتخلقنا لبعضنا".
"لقاء" أول أغنية تحمل اسم عبد الحليم عبر أثير الإذاعة، بعد أن تأخر دخوله للإذاعة المصرية لفترة، وكتب كلمات هذه الأغنية الشاعر صلاح عبد الصبور، ولحنها صاحب الألحان الارتجالية الأشهر كمال الطويل، وتقول الأغنية "بعد عامين التقيناها هنا والدجى يغمر وجه المورد، وشربنا النور يخبو حولنا وسبحنا فى هلال الموكب، وانتهينا وتبعنا ظلنا دمعنا ينطق واللحظ رضى".
"على قد الشوق" .. كان عبد الحليم حافظ جالساً على شاطئ الإسكندرية مع رفاقه، شاهد فتاة تسير على الرمال، حاولوا مغازلتها، لكنها تمنعت، فقال كمال الطويل، الذي كان جالساً بجوار حليم "على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم". فما كان من المطرب ذي الحس الغنائي، إلا أن أصر على إكمالها، لتصير أغنية كاملة، كتبها الشاعر محمد علي أحمد، حيث تقول في مطلعها "على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم، وأنا يا ما عيوني عليك سألوني ويا ما بتألم، وبخاف لتصدق لوم الناس واحتار، أوصف للناس الجنة وأنا في النار".
"عدى النهار" .. أغنية جمعت الثلاثي عبد الرحمن الأبنودي وبليغ حمدي وعبد الحليم حافظ، جسدت النكسة المصرية في عام 1967، وكان مطلع الأغنية يقول: عدّى النهار .. و المغربية جايّة، تتخفّى ورا ضهر الشجر، وعشان نتوه في السكة، شالِت من ليالينا القمر، و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها، جانا نهار مقدرش يدفع مهرها".
"في يوم في شهر في سنة" من فيلم حكاية حب، كانت هذه الأغنية، التي قيل أن حليم غناها بحرقة، لوفاة سيدة كان قد وقع أسير هواها، لحن الأغنية كمال الطويل، وكتبها مرسي جميل عزيز، حيث يقول "في يوم في شهر في سنة، تهدى الجراح وتنام، وعمر جرحي أنا أطول من الأيام، وداع يا دنيا الهنا .. وداع يا حب يا أحلام، دا عمر جرحي أنا.. أطول من الأيام".
"أنا من تراب" لم تغب الصبغة الدينية، عن مشوار حليم الحافل، ولكن أشهرها على الإطلاق أغنية "أنا من تراب"، التي تقول: " انا من تراب .. والإرادة هي سرك فيه، تنوره بحكمتك، وبرحمتك تهديه، تراب .. وسرك إذا مس التراب يحييه، الهمني حب الخير، حب الجمال والحق، خليني أقول للشيطان مهما غواني لأ، علمني أثبت، ولو زال الجبل وانشق، الهمني يا رب.. علمني يا رب، يا ربي سبحانك.. يا رب.. يا ربي سبحانك".
"التوبة" .. لطالما آمن المطرب، القادم من محافظة الشرقية، أن التجديد هو عنوان البقاء، لذا فقد حاول عبر أغنية "التوبة"، بالتعاون مع الشاعر القادم من قنا، الأبنودي، ليغني بلهجة صعيدية خالصة الأغنية التي تقول: "أنا كل ما أقول التوبة يابوي ترميني المقادير يا عين، وحشاني عيونو السودا يا بويا ومدوبني الحنين ياعين، متغرب والليالي يابويا مش سيباني بحالي ياعين، والرمش اللي مجرحني يا بويا ضيعتو وأنا كان مالي ياعين".
"المسيح" .. أغنية تغنى بها العنديب في قاعة ألبرت هول في مدينة لندن أمام أكثر من 8 آلاف متفرج بعد حرب 1967 وتبرع بأجره، لصالح المجهود الحربي. وكتب كلماتها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ولحنها بليغ حمدي ووزع موسيقاها علي إسماعيل. وتقول الأغنية في مطلعها "ياكلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها، وفتحي عيون البشر للي حصل علي أرضها، علي أرضها طبع المسيح قدمه، علي أرضها نزف المسيح ألمه، في القدس في طريق الآلام..وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس، في الخلا صبح الوجود إنجيل".
"حاجة غريبة" يسير حليم على درب التنويع، وهذه المرة في إطار جديد، مع الفنانة شادية، في "دويتو"، أخذ حظوة تاريخية بين تاريخ الأغنيات المشتركة، لاسيما بعد غنائها في فيلم "معبودة الجماهير"، ومطلع الأغنية: "حاجة غريبة الدنيا لها طعم جديد، حاجة غريبة أنا حاسس إنّ ده يوم عيد، وأنا حاسة الدنيا هربانة ويانا فـ ليل كلّه سعادة، ليها فرحة حلوة في عنيا، وحلاوتها سكرها زيادة، أنت عارف ليه، قولي أنت ليه، علشان إحنا مع بعضينا ولأول مرة لوحدينا، ولا حدش بيبص علينا غير فرحة قلبنا وعنينا".
"صورة".. في أحد أعياد ثورة يوليو، يجتمع المطرب القريب من عبد الناصر حليم، مع رفيقه المؤمن بمبادئ الثورة الشاعر صلاح جاهين، برفقة الملحن الأثير لعبد الحليم كمال الطويل، لتخرج أغنية "صورة صورة صورة .. كلنا كدة عايزين صورة، صورة للشعب الفرحان تحت الراية المنصورة، يا زمان صورنا صورنا يازمان، حنقرب من بعض كمان، واللي حايبعد م الميدان، عمره ماحيبان في الصورة".
هذه عشرة كاملة، غيض من فيض، في يوم ميلاد مطرب شغل قلوب العذارى، واهتم به محبو الطرب الأصيل، وتملك أذهان متتبعي الأغاني الوطنية والدينية.