الصحة موت على نفقة الدولة | «الدقهلية» عاصمة الطب سابقا.. أهلها مرضى بالالتهاب الكبدى والفشل الكلوى

الصحة موت على نفقة الدولة | «الدقهلية» عاصمة الطب سابقا.. أهلها مرضى بالالتهاب الكبدى والفشل الكلوى
صروح طبية فى الدقهلية أعطتها لقب عاصمة الطب فى مصر، ولكن هذه الصروح لم تمنع انتشار الأمراض بين أهلها، خاصة مرض الالتهاب الكبدى الوبائى، ومرض الفشل الكلوى، وتحولت المستشفيات والمراكز الطبية الجامعية من خدمة المرضى إلى البحث عن موارد إضافية تدعم بها صناديقها الخاصة على حساب المرضى، وفى المقابل تدهورت الخدمات الطبية بصورة كبيرة.
يقول المواطن سامح محمود: «المستشفيات تعطل أجهزة الأشعة الموجودة بها لحساب معامل الأشعة الخاصة، التى انتشرت حول مستشفيات الجامعة بصورة كبيرة، ويجرى هذا بالاتفاق مع أصحاب المعامل الخاصة، التى نضطر إلى الذهاب إليها مجبرين أو الانتظار أسبوعا أو شهرا حتى نجرى الأشعة، خاصة أشعة الرنين المغناطيسى، التى لا يعمل الجهاز الخاص بها سوى شهر فى السنة ثم يتعطل».
وأوضح سعد محمود، من الأهالى: «حتى العلاج فى الطوارئ أصبح مقابل رسوم تصل إلى 50 جنيها».
الوضع داخل الوحدات الصحية التابعة لمديرية الصحة لا يختلف كثيرا، فقد تدهورت الوحدات بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتحولت الوحدات الصحية فى القرى إلى وحدات طب أسرة، يقتصر عملها على تقديم وسائل تنظيم الأسرة، والاستشارات الطبية الأسرية، وهو ما جعل الأهالى يهجرونها، وبعض الأطباء حولوا الوحدات إلى عيادات خاصة، أما المستشفيات العامة فأصبح حالها لا يسر، وسيطر عليها الإهمال واللامبالاة.
ووصل الإهمال الشديد إلى مستشفى الصدر فى المنصورة، حيث اكتشفت أجهزة طبية ووحدة تعقيم كاملة لم تستخدم نهائيا منذ 12 سنة، قيمتها 5 ملايين جنيه، فى الوقت الذى لا توجد فيه داخل المستشفى أجهزة تعقيم، والاعتماد فقط على غسالة يدوية تعمل منذ عام 1965، مع أن المستشفى يتردد عليه أكثر من 6 آلاف مريض شهريا، وبه نحو 200 سرير فى الأقسام الداخلية.
وعندما اكتشف اللواء صلاح الدين المعداوى، محافظ الدقهلية، الأمر تدخل لتشغيل تلك الأجهزة قبل تكهينها وهى فى المخازن.
وقال محمد الجمل، أحد أهالى مدينة ميت سلسيل: «مستشفى المدينة يعانى الإهمال والفوضى وغياب الأطباء، ويضطر المرضى والمصابون فى حوادث الطرق إلى الذهاب إلى مستشفيات المطرية أو المنزلة، والممرضات فى هذا المستشفى لا يجيدون حتى خياطة جرح بسيط لندرة الأدوات، والمستلزمات الطبية».
وأضاف: «المستشفى كان بمثابة أمل للمنطقة التى تضم خمس قرى، ويتبعها العديد من العزب ويخدم مراكز: دكرنس، والجمالية، ومنية النصر، ولم يمر على إنشائه سوى 3 سنوات، وتحول إلى استراحة للممرضات والموظفين».
وقال محمد ثروت أحد الأهالى: «فرحنا جدا بإنشاء هذا المستشفى لأنه مجهز، وبه غرفة عمليات، واستراحة كبيرة وصيدلية واستقبال وسكن للأطباء، وبه جهاز أشعة تشخيصية وجهاز لرسم القلب، ولكن للأسف دمر الإهمال كل هذا، لدرجة أن المصابين فى حوادث الطرق يموتون لعدم وجود أطباء فى المستشفى».
أما مستشفى الصحة النفسية فى الدقهلية، فيتكون من حجرتين فقط، والأطباء لا يذهبون إليه لعدم وجود أماكن يجلسون فيها، ولعجز الإمكانيات.
وقال محمد حسن: «أصيب ابنى بمرض نفسى ولم أجد أمامى إلا مستشفى الأمراض النفسية فى دكرنس، وهو عبارة عن حجرتين يستخدمان كعيادة خارجية لمدة ساعتين فقط فى اليوم، وتغلق أبوابه أمام المترددين من المرضى قبل الظهر، ولا يوجد به أقسام داخلية لحجز وعلاج المرضى، واضطررت إلى الذهاب لعيادات الأطباء الخاصة لمتابعة علاج ابنى».
أخبار متعلقة:
سيدى الرئيس القادم.. الصحة موت على نفقة الدولة
«معهد الأورام».. مرض خبيث فى منظومة الصحة
مستشفيات المنيا الحكومية خارج الخدمة.. وكل شىء فى المستوصفات بـ«البركة»
استقبال الزقازيق.. الموت البطىء فى مستشفى الحكومة
«كفر الزيات العام».. علاج بالنهار.. ومخدرات بالليل
«صدر الجيزة».. قطط تستوطن العنابر.. ومرضى يعالَجون فى الشارع
«التل الكبير» عناية مركزة بـ«بلطجية» .. وطبيبة: خدمات الحكومة الطبية «أكذوبة»