العائدون من «أفغانستان والبلقان» إرهاب واغتيالات «القيادات» بمجرد الوصول

العائدون من «أفغانستان والبلقان» إرهاب واغتيالات «القيادات» بمجرد الوصول
- أحمد طه
- أديس أبابا
- أسامة بن لادن
- أعضاء المجلس
- أنور السادات
- أيمن الظواهرى
- إخلاء سبيل
- إسلام آباد
- اغتيال السادات
- الاتحاد السوفيتى
- أحمد طه
- أديس أبابا
- أسامة بن لادن
- أعضاء المجلس
- أنور السادات
- أيمن الظواهرى
- إخلاء سبيل
- إسلام آباد
- اغتيال السادات
- الاتحاد السوفيتى
على مدار 3 عقود مضت، عانت مصر طويلاً من ظاهرة «العائدين» من الحروب والتنظيمات الإرهابية فى أفغانستان وألبانيا والبوسنة والهرسك والعراق واليمن، الذين باتوا بعد عودتهم «قنابل بشرية ومصانع للإرهاب المسلح»، فمعظمهم كان ينتمى بالأساس إلى جماعات «الجهاد» والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة.
ويقول محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان السابق، إن أبرز العائدين من أفغانستان وألبانيا والشيشان وغيرها من الدول التى انتشرت فيها التنظيمات الإرهابية والجهادية، 4 شخصيات مهمة، هم «محمد شوقى الإسلامبولى وعثمان خالد إبراهيم، ومصطفى حمزة ورفاعى أحمد طه»، وكانوا منضمين للجماعة الإسلامية فى أسيوط، وصدر بحقهم حكم غيابى عام 1992، وأعيدت محاكمتهم فى 2012 عقب ثورة 25 يناير، وحدثت وقتها كارثة العفو الرئاسى الذى أصدره محمد مرسى بحقهم وجرى إخلاء سبيلهم، ويضيف «حبيب» أن معظم العائدين من الشيشان وألبانيا لم يكونوا مصريين فحسب، بل مغاربة وسوريون، وليبيون ومن تونس، وجميعهم عادوا لبلدانهم، مؤكداً أنه عندما انتهى الوجود السوفيتى فى أفغانستان، وعودة القيادات الجهادية المصرية، شكلت ما يُسمى بـ«تنظيم قاعدة الجهاد»، الذى يعد النواة الأولى لتنظيم القاعدة، فيما حرصت الولايات المتحدة الأمريكية التى أشرفت على تدريبهم وتمويلهم وقتالهم فى أفغانستان، على دعم هؤلاء الجهاديين، فى المنطقة العربية أيضاً للتخديم على مصالح سياسية لها فى الشرق الأوسط، وممارسة ضغوط على دول أخرى، أو محاولة القضاء على دول أخرى كما وجدنا فى الحرب الأفغانية والقضاء على الاتحاد السوفيتى، وكانت العودة الأولى للجهاديين، من حروب أفغانستان، بعد قتال الاتحاد السوفيتى، منذ أواخر السبعينات وطوال عقد الثمانينات، حيث سمحت الدولة المصرية فى نهاية عهد الرئيس الراحل أنور السادات لجماعتى «الجهاد والجماعة الإسلامية» وقيادات وكوادر تنظيم «الإخوان» بالسفر إلى هناك للقتال إلى جانب المقاتلين الأفغان فى حربهم على الحكومة الموالية لروسيا وفى حربهم ضد القوات السوفيتية هناك حتى 1992، ثم عاد المقاتلون المصريون إلى مصر لينخرطوا مجدداً فى تنظيمات قتالية ناهضوا خلالها الدولة، ونفذوا عمليات إرهابية طبقوا خلالها ما تعلموه من خبرات ومهارات فى الاغتيال والتصفية الجسدية وحرب العصابات التى تدربوا عليها ومارسوها هناك، ومن أبرز العمليات الإرهابية التى نفذها العائدون من أفغانستان: محاولة اغتيال وزير الداخلية المصرى زكى بدر عام 1989، واغتيال رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب عام 1990 ومحاولة اغتيال وزيرى الداخلية حسن الألفى والإعلام صفوت الشريف 1993، والرئيس حسنى مبارك فى إثيوبيا عام 1995، وتفجير السفارة المصرية بإسلام آباد فى العام نفسه.
{long_qoute_1}
أما الموجة الثانية من العائدين، فكانت بعد انتهاء الحرب فى البلقان، التى استقبلت فيها البوسنة أفواجاً عديدة من المقاتلين دفاعاً عن «مسلمى البوسنة»، حسب تقديرهم، وعندما وضعت الحرب أوزارها فى البوسنة، عاد المشاركون المصريون فيها إلى الوطن، ليعيدوا إنتاج إرهابهم داخل مصر، وهو ما عانت منه مصر طويلاً، حتى انتهت نسبياً هذه الموجة الإرهابية بمبادرة وقف العنف ثم المراجعات الفقهية الشهيرة عام 2002، ولم تكد مصر تلتقط أنفاسها حتى واجهت ظاهرة العائدين من العراق، ممن انخرطوا فى العمليات العسكرية مع تنظيمات القاعدة وجماعة أبومصعب الزرقاوى، الذين شكلوا خلايا عنقودية ونفذوا تفجيرات «شرم الشيخ والأزهر وطابا وميدان الحسين»، قبل أن تطوقهم وزارة الداخلية آنذاك وتزج بهم فى السجون، وشهدت مصر أيضاً ظاهرة «العائدين من اليمن» من أعضاء تنظيم القاعدة المصريين الذين هربوا إليها عن طريق السودان، حينما كانت السلطات السودانية تؤوى زعيمى القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وآلاف الجهاديين، وكان أشهرهم «الدكتور سيد إمام»، مفتى تنظيم القاعدة، قبل أن يقود المراجعات الفقهية لمجموعات الجهاد من داخل السجون عام 2008.
ويعد «رفاعى طه» أبرز القيادات العائدة من أفغانستان، وهو ينتمى إلى محافظة قنا وانضم للجماعة الإسلامية فى السبعينات، عندما كان طالباً فى كلية التجارة بأسيوط وكان أحد قيادات الجماعة القديمة مع على الشريف ومحمد شوقى الإسلامبولى الذى قُبض عليه عام 1981 فى قضية تنظيم «الجهاد» وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، ورغم ذلك أعلنت إدارة سجن ليمان طرة أن رفاعى طه سيخرج عام 1985 بعد أن حدث خطأ من كاتب السجن، ونظراً لأن القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية كانوا يتوقعون حصولهم على الإعدام فى قضية «اغتيال السادات»، قاموا بتصعيد رفاعى طه وبعض القيادات المحكوم عليهم بأحكام مخففة ليكونوا أعضاء بمجلس شورى الجماعة ليتعلموا كيفية إدارة الجماعة عند خروجهم. خرج «رفاعى» وقاد العمل فى القاهرة وبدأ يعيد تنظيم الصفوف مرة أخرى فى العمل، وانتشرت الجماعة الإسلامية فى عهده انتشاراً كبيراً، بعدها خرج بعض قيادات الجماعة المحكوم عليهم بـ7 سنوات فى قضية تنظيم الجهاد الكبرى لينضموا إلى «طه» وكان على رأسهم طلعت فؤاد قاسم ومصطفى حمزة وممدوح على يوسف ومحيى الدين عبدالعليم، الذين قاموا بإحياء التنظيم المسلح للجماعة، وسافر «رفاعى» إلى السودان وأفغانستان وباكستان واليمن، وفى أفغانستان تم تشكيل مجلس شورى للجماعة الإسلامية بالخارج، وكان يرأسه «رفاعى» وبعد فترة فوضه أعضاء المجلس بالخارج باتخاذ جميع القرارات دون الرجوع إليهم، وإصدار بيان بتبنى حادث الأقصر، وفى عام 1994 حُكم على «رفاعى» بالإعدام غيابياً فى ما سُمى بقضية «العائدون من أفغانستان»، وتنقل بين عدة دول، كان آخرها سوريا التى قبض عليه فيها عند وصوله مطار دمشق، بعد أن أبلغت عنه المخابرات السودانية فى محطته قبل الأخيرة ليتم تسليمه إلى مصر وهو مسجون حالياً بسجن المنيا العمومى، أما مصطفى حمزة أحد القيادات الجهادية العائدة من أفغانستان، فكان قد تم إعداده داخل السجن على يد القيادات التاريخية للجماعة ليقود التنظيم فى الخارج، حيث كان مكلفاً بإعداد وتجهيز أفراد الجماعة للسفر إلى أفغانستان ومع تطور الأحداث قام بإحياء الجناح العسكرى مرة أخرى، وكان «حمزة» وراء محاولة اغتيال عبدالحليم موسى وزير الداخلية الفاشلة وراح ضحيتها رفعت المحجوب عام 1990، وسافر إلى أفغانستان وسبقه محمد شوقى الإسلامبولى وتولى قيادة معسكر الجماعة هناك ودرب أبناء الجماعة فى أفغانستان لقتال الاتحاد السوفيتى، كما تولى رئاسة مجلس شورى الجماعة الإسلامية فى الخارج بعد استقالة رفاعى طه وكان المخطط الرئيسى لمحاولة اغتيال الرئيس السابق مبارك فى أديس أبابا عام 1995 حيث قام بتدريب المجموعة التى نفذت العملية، واستقر «حمزة» فى السودان قبل أن تقوم السلطات السودانية بتسليمه إلى مصر بعد تحسن العلاقات بين البلدين، بعد وعد للرئيس عمر البشير بعدم تنفيذ حكم الإعدام أو تعذيب مصطفى حمزة، وكانت كنية حمزة داخل الجماعة «أبوحاتم» وحصل على حكمين بالإعدام، الأول فى قضية العائدين من أفغانستان عام 1992 والثانى فى قضية أديس أبابا عام 1995، وحكم عليه كذلك بالإعدام فى قضية العائدون من السودان، كما انضم عثمان السمان إلى الجماعة الإسلامية فى نهاية السبعينات وحكم عليه بـ5 سنوات فى قضية تنظيم الجهاد، وبعد خروجه من السجن بفترة قليلة سافر إلى أفغانستان ولم يمكث بها سوى 3 شهور فقط، ولم يكن له أى دور يذكر فى أفغانستان وغادر إلى السودان، وكان يباشر بعض الأمور التى تخص الجماعة هناك فى ذلك الوقت، قبل أن يستقر به الأمر فى اليمن فى بداية التسعينات وأدرج اسمه فى قضية العائدون من أفغانستان ومن ثم الحكم عليه بالإعدام، إلا أن الرئيس المعزول محمد مرسى أصدر قراراً بالعفو عنهم.