وزير التعليم العالى السابق: تعرضت لكم كبير من الاستفزاز والرغبة فى توريطى بمعارك جانبية

كتب: أسماء زايد

وزير التعليم العالى السابق: تعرضت لكم كبير من الاستفزاز والرغبة فى توريطى بمعارك جانبية

وزير التعليم العالى السابق: تعرضت لكم كبير من الاستفزاز والرغبة فى توريطى بمعارك جانبية

قال الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى السابق، إنه كان يعمل وفقاً للتكليفات التى تتطلبها منه المرحلة، مؤكداً أنه طوال الفترة التى تولى فيها حقيبة التعليم العالى، لم تخرج مظاهرة واحدة من أى جامعة مصرية، ولم يحدث تجاوز من أى نوع فى أى جامعة، مشيراً إلى أن ذلك يعبر عن أول نجاح وإنجاز له، وأضاف خلال حواره لـ«الوطن»، أنهم التزموا أمام مجلس النواب بخطط ومؤشرات، مشيراً إلى أنه تمت مناقشة تحسين أوضاع هيئة التدريس مع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب ووزارتى المالية والتخطيط، إلا أن التطبيق تأخر قليلاً بسبب الأزمة الاقتصادية التى نعيشها.

وإلى نص الحوار

{long_qoute_1}

■ ما أبرز إنجازاتك فى قطاع التعليم العالى منذ توليك الوزارة حتى رحيلك؟

- ماكنتش باعمل اللى فى دماغى.. كنت باعمل التكليفات التى تتطلبها المرحلة، والرئيس السيسى عندما كلفنى بالوزارة، أعطانى فرصة لخدمة مصر من خلال هذا الموقع، وكان التكليف الأول للحكومة إنهم فى حاجة إلى راحة الناس وتلبية احتياجاتهم، والتعامل مع الناس بمنطق الهدوء وبدون تصادم، لأننا عارفين إن الناس فى حالة من الاستنفار وعدم الرضا تزامناً مع بدء عملى بالوزارة، والرئيس فى خطاب تكليفه قال لنا عاوزين نستجيب لتطلعات الناس ومطالبهم بهدوء وبدون تصادم، وزارة التعليم العالى التى تشمل الجامعات المصرية اللى كانت فى وقت من الأوقات مطلوبة كمدخل لإسقاط الدولة، وطوال 17 شهراً توليت فيها حقيبة التعليم العالى لم تخرج مظاهرة واحدة من أى جامعة مصرية، ولم يحدث تجاوز من أى نوع فى أى جامعة، وهذا يعبر عن أول نجاح وإنجاز، لأن الدنيا لما تبقى هادية بيبقى عادى من وجهة نظرهم، والوضع بالجامعات قبل أن أتولى الوزارة لم يكن عادياً، وهذا فى حد ذاته كان مطلوباً، وطلب منا أيضاً الارتقاء بمنظومة تشكلت فى 60 سنة، وليس من المنطق أن أضغط على زر لتخرج منظومة التعليم العالى على النحو الذى نتمناه.

■ وكيف كانت تكليفات الرئيس لك حين توليت الوزارة؟

- جزء من تكليفات الرئيس أننا نشتغل ومانضحكش على الناس، وحكومات كثيرة ريحت نفسها بحلول آنية، ثم نفاجأ بظهور مشكلات أخرى عميقة تتفاقم، لما نتكلم عن أزمة الدولار فهى واحدة من هذه الأزمات، وما آل إليه وضع التعليم سواء الجامعى أو قبل الجامعى والصحة والمرافق والعشوائيات، وغيرها، وهذه أمور كان يمكن مواجهتها فى وقت معين وتكون أخف، لكن الأنظمة السابقة تركت هذه الأزمات إلى أن أصبحت الآن فى وضع غير مرضٍ، لما نيجى نحل المشكلة مانتوقعش تتحل فى يوم، وحلها فى حاجة إلى قوة فى اتخاذ القرار، وتعاملنا مع ملفات التعليم العالى بهذا المنطق، مش عاوزين تصادم، عاوزين هدوء، وعاوزين تغيير نستهدف به خطة التنمية المستدامة 2030، نحن لا ننظر تحت أقدامنا، نحن ننظر لسنوات مقبلة نحقق فيها تغييراً من وضع إلى آخر.{left_qoute_2}

■ وكيف كانت خططكم؟

- عملنا دراسة واستراتيجية وخطة ومؤشرات أداء، مش هنيّم الناس وأقولهم انتظرونى 15 سنة علشان تلاقوا الحال كويس كما ترغبون، نحن نضع خططاً بعد 6 شهور، سيحدث كذا وبعد سنة هيحدث كذا، ونرى مؤشرات الأداء على الطريق الصحيح، ولأول مرة نضع خطة استراتيجية كاملة للتعليم العالى وللبحث العلمى إلى 2030، وشارك فيها فريق عمل تجاوز 300 باحث وعالم، على مدار 6 أشهر، 3 أشهر تم اعتماد الخطة، وجلسات مكثفة، أرجوكم علشان خاطر البلد دى نفذوا ومتتكلموش كفاية خطط، درسناها ومقتنعين بها ووضعنا لها مؤشرات، أنا كل يوم والتانى أتفاجئ أنهم بيسألوا أى وزير جديد انت هتعمل إيه، وما هى رؤيتك؟ احنا كده بنرجع لورا، هذه رؤية دولة ومنظومة وكلنا نبذل جهداً لتحقيقها ونتكامل فى تنفيذها، فكرة أن كل واحد جايب معاه أفكار جديدة، فمحدش من الوزراء قال كده، الإعلام هو الذى يوجه الكلام فى هذا الطريق، لدينا خطة الدولة التزمت بها وكل وزارة وضعت رؤيتها وشرعنا فى التنفيذ، وحققنا فيها أجزاء كبيرة وكل وزير يأتى يستكمل الأشياء المتبقية ويضيف لمسات، ولكن التوجه العام واضح، وإلا كل يوم هنبدأ من الصفر مرة تانية.

■ ما أكثر ما قُدم إليك من لوم خلال فترة توليك الوزارة؟

- فيه ناس قالوا عليَّا هادى جداً، وأنا كنت هادى عمداً، والوجه الآخر يظهر وقت اللزوم، نحن نتعامل مع توجهات دولة، الدولة بتقولى عاوزين هدوء يبقى نتعامل بهدوء، كل شوية نثير الوزير فيثار ويتوقف عن العمل، أنا عارف ومدرك إن الوزير اللى قاعد فيه كتير عاوزين يقعدوا مكانه، أياً كان اسم الوزير، فيخلقوا صدامات تعطله وتضيع وقته، والاستجابة لهذه الحروب هو ما كان يسعى إليه البعض، ولكن أنا هادئ ولا أنجذب لأى معارك، وعارف طريقى كويس، وطريقى البناء والتعمير والتجديد والتغيير، ولو ضيعت وقتى فى مشاكل ماكنتش هاعمل حاجة، وتحققت استراتيجيات ورؤى واضحة تماماً بمؤشرات أداء غير تقليدية، وانزلوا للحكومة ونواب البرلمان لتقييم أداء الوزارة على مدار الفترة الماضية، إحنا التزمنا أمام مجلس النواب بخطط ووضعنا مؤشرات، واسألوا مجلس النواب إذا كانت وزارة التعليم العالى حققت وعودها ولا لا.

■ على مستوى الجامعات، ما أهم إنجازاتك؟

- لما قلنا هنعمل جامعات جديدة، وهذا جزء من خطة الحكومة، قرأنا الموقف كاملاً قبل البدء فى إنشائها، وماكنتش بانام، وكنت باشتغل أكثر من 15 ساعة، وكان سهل عليَّا أكلف الناس وأروح أنام، أنا باشتغل أكتر منهم وقاعد بينهم وعودت الناس على هذا النمط من العمل، وكلنا نسينا بيوتنا، وكنت بكون فى الوزارة الساعة 7 صباحاً، وماكنتش باشوف ولادى، وكان عندى يقين أن هذا حق البلد علينا، ولم أحسبها بمبدأ المكسب والخسارة، وأنا كسبت إنى أخدت فرصة أخدم بلدى، وربنا قدرنى إنى آخد فى عملى ثواب، الحسبة لم تكن حسبة مكسب منصب أو فلوس، وعلى المستوى الشخصى كسبان، ولكنى اعتبرتها تجارة مع الله وفرصة لخدمة مصر، وليس فيها احتمال للخسارة وبحل مشاكل ناس وأنا ضحيت على المستوى الصحى والأسرى، وفى المقابل أخذت أكثر، فمثلاً التعليم المفتوح كان غير مرضى عنه، وعملنا على إصلاح مساره، ويبدأ القبول نهاية الشهر الحالى وفقاً للنظام الجديد دبلومات مهنية، وفقاً للتخصصات التى تحددها كل جامعة، وابتداء من سبتمبر المقبل سيبدأ بكالوريوس مهنى إلكترونى، ومواد علمية تم إعدادها ومحاضرات بشكل إلكترونى، أما عن الجامعة العمالية فأوقفنا القبول بها وغيرنا الدرجات العلمية وحالياً تم تصحيح مسارها، وفتحنا باب القبول للدبلومات لمدة عامين فى بعض التخصصات، لحين استكمال باقى المقومات سبتمبر المقبل، مسار الجامعة العمالية اتصلح فى هدوء، رغم أن البعض وصف هدوءنا بالبطء، لكن هناك قرارات ليست مملوكة لى وعندما لم يتم إنجازها بشكل سريع فأدواتها تكون غير متوفرة.

{long_qoute_2}

■ ماذا عن أوضاع هيئة التدريس وما تم إنجازه فيما يتعلق بتحسين مستوى الدخل؟

- لأول مرة يصبح هذا الوضع جزءاً من التزام الحكومة، ومن برنامجها الذى عرض على مجلس النواب، وأصبح على الدولة ضرورة تحقيقه، واللى يقولى انت لم تعمل فى هذا الملف أى شىء كلامه غير صحيح، عمر الملف ده ما كان جزء من برنامج الحكومة المقدم، وفيه التزام بتحقيقه ووضعنا الأرقام ووضعنا الرؤية، ودخلنا واتفقنا على أشياء ولكن نتيجة للأزمة الاقتصادية بسبب الدولار تأخر التطبيق قليلاً، وتمت مناقشته مع لجنة الخطة والموازنة فى مجلس النواب، ومع وزارة المالية ووزارة التخطيط، وهذا حدث عندما وضعنا الخطة فى يوليو الماضى، وتم الالتزام، والناس دائماً تنظر للتطبيق، والتطبيق تأخر بسبب الأزمة الاقتصادية، وأعضاء هيئة التدريس عندما توليت الوزارة كان بيتخصم منهم ووعدتهم أن ذلك لن يحدث وتدخلت مع الدولة ومع رئيس الوزراء ووزير المالية ورجعت لهم كل ما خصم منهم اعتباراً من يوليو 2015، ونشأت أزمة الأساتذة المتفرغين والذين تعاملوا معاملة مالية مختلفة وخصمت منهم مبالغ كبيرة، قلت لهم لن يحدث أن يضار عضو هيئة تدريس، وتدخلت وقلت لهم مش هكون الوزير الذى يضار فى عهده عضو هيئة تدريس، والزيادات أقرت وستنفذ، بعض الناس عاوزة تشكك فى أى إنجاز للوصول إلى كرسى الوزارة، فيه ناس عاوزة تفضل مسخنة الناس مشاكل، وبيرموا سموم طول الوقت، وإذا كنا جادين فى بناء الوطن علينا تعميق الإيجابيات الموجودة، والوزير مش معاه العصا السحرية علشان يغير لوحده، نحن منظومة واحدة يقودها الوزير والجهد للكل، والرئيس بيقول اشتغلوا مع بعض علشان نقدر نبنى، وهناك أشخاص كانوا لا يرغبون فى خروج الوطن من كبوته، وبالتالى ينشرون الإحباط واليأس فى المجتمع، ومش عاوزين يروا أى بادرة أمل، ذهبت إلى حلايب وشلاتين لعمل 12 مشروع بحثى، وكان هناك مشكلة مع طلاب «ig»» وهم يتبعون التربية والتعليم، والطلاب قدموا فى مكتب التنسيق التابع للتعليم العالى، وأوراقهم لم تقبل لأن هناك مادتين موقع التنسيق يحسبهما مادة واحدة طبقاً لتعليمات وزارة التعليم واتحسبوا مادة واحدة، وبناء على ذلك يتم رفض الطالب لأنه لم يحقق متطلبات دخول الجامعة وسيشرد 4 آلاف أسرة فجأة، وحدثت مشكلة كبيرة وتم إبلاغى وأنا فى طريقى إلى حلايب، وكان ممكن أقول وأنا مالى، نظراً لأنها مشكلة تخص التربية والتعليم، أو أأجلها لحين انتهاء الزيارة ولكن رجعت واتصلت بوزير التعليم وشكلنا لجنة وأنهينا المشكلة فى نفس اليوم، وقالوا الوزير رجع من حلايب وشلاتين وتم استدعاؤه وتمت إقالته لإثارة البلبلة والانشغال عن الإنجاز الحقيقى.{left_qoute_3}

■ ما أبرز النصائح التى توجهها للدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى الجديد؟

- نصيحتى له الهدوء، لأن كم الاستفزاز والرغبة فى توريط الوزير فى معارك جانبية كبير جداً، والوزارة تتعامل مع 2.7 مليون طالب وأسرة، ومفيش أسرة فى مصر مفيهاش طالب أو موظف أو أستاذ بالجامعة، فالأسر المصرية مهتمة بالشأن الجامعى، وعندنا فى مصر كل واحد مشى جنب سور الجامعة أصبح خبير تعليم، وكله بيفتى، البعض يبدى آراء فقط والبعض الآخر يرى فى نفسه ليه مابقاش أنا الوزير ويقوم بتوريط الوزير، وأول نصيحة لوزير التعليم العالى ألا يستجيب للاستفزاز، وأنا واثق إنه هيعمل كده، واتبعت هذا الأسلوب طول فترة تولى الوزارة، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى الجديد واحد من فريق العمل التابع للوزارة، وكان شغال معانا فى أمور متعلقة بالجامعات الخاصة، وشخص محترم وعلينا الوقوف وراءه، وزارنى الجمعة الماضى وسلمته الملفات بكل الحب، أنا عاوزه ينجح وأى نجاح بيتحقق هو نجاح لمصر، وقلت له أى شىء فى أى وقت أنا معاك، وباقول للإعلام بالراحة على الرجل، وأعطوه فرصة للتعرف على ملفات الوزارة، الإعلام المفترض يتابع الأحداث ولا يصنعها، والإعلام الآن يصنع الأحداث ويفتح المشكلة ويثير الأزمة أمام الرأى العام ويوجه الأمور فى اتجاه معين.

■ ماذا عن الخلافات داخل المجلس الأعلى للجامعات؟

- المجلس لم تحدث به مشاكل أو خلافات، وعارف كويس إن فيه ناس كانت عاوزة تاخد الكرسى، وتعمدت وجود مشكلات دون مبرر، وكلفت أقدم رؤساء الجامعات بإدارة الجلسة نظراً لانشغالى، وهى الجلسة الوحيدة التى لم أحضرها وحدث تجاوز بها، ويحاولون يظهرون للناس أن المجلس الأعلى ضد الوزير، وهذا غير صحيح، والمجلس الأعلى للجامعات ليس بديلاً عن الوزير.

■ وما أبرز نقاط التعليم العالى التى تحتاج إلى تعديل؟

- هناك 5 محافظات محرومة من التعليم العالى، وهى محافظات نائية وتم رصدها وتتعرض أكثر من غيرها لمشاكل تتعلق بالهوية، ونعلم أنها أهملت لفترة طويلة مثل الوادى الجديد والبحر الأحمر والأقصر، والطلاب تذهب للدراسة فى أماكن أخرى متوافر بها التعليم وكافة الخدمات ولا يعودون مرة أخرى وتظل هذه الأماكن بدون تنمية حقيقية، وكان لازم ننشئ جامعات جديدة حكومية، فكانت الجامعة الأولى، التى انفصلت هى جامعة العريش، وشمال سيناء، وجامعة مطروح أخذنا قراراً بفصلها هذا العام عن جامعة الإسكندرية، وجامعة الوادى الجديد، ووضعت حجر أساس لفرع جامعة جنوب الوادى فى الغردقة، ووضعت حجر أساس لكليات جديدة فى نصر النوبة، كفرع من جامعة أسوان، وكان مقرراً له الخميس 16 فبراير يوم أداء القسم، ولذلك لم أذهب.

■ وكيف تعاملت مع ملف الجامعات الخاصة؟

- رفضت إقامة جامعات خاصة فى القاهرة، ووافقت على إنشاء جامعة سفنكس فى أسيوط، وجامعة المتوسط فى كفر الشيخ، وتحت الدراسة جامعة فى سوهاج وأخرى فى برج العرب وأخرى فى البحيرة، وهذه الجامعات لم تنطلق بشكل عشوائى، وتمت معاينة هذه المناطق للانسجام مع خطة التنمية للدولة، وعملنا دراسات كاملة، والدكتور خالد عبدالغفار، الوزير الجديد، كان أحد أعضاء لجنة الجامعات الخاصة، وكان يمثل قطاع طب الأسنان.

{long_qoute_3}

■ وما دورك فى تطوير سياسات القبول بالجامعات؟

- انتهينا من خطة تطوير سياسات القبول بالجامعات ورفعتها لمجلس الوزراء منذ 4 أشهر، ورئيس مجلس الوزراء شكل 3 لجان، لجنة لوضع نظام يكفل الثانوية العامة ومنع تسريب الامتحانات برئاسة وزير التربية والتعليم، ولجنة برئاستى لوضع نظم جديدة لتنسيق القبول بالجامعات، ولجنة ثالثة برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزيرين، وبعض الجهات المعنية بالدولة للنظر فى مقترحات اللجنتين، والجزء الخاص بوضع نظم جديدة للقبول بالجامعات عقدت 6 اجتماعات ووضعنا رؤية متكاملة للتنسيق فى الجامعات ورفعناها لرئيس مجلس الوزراء، ولم أدع للمناقشة، أنا باشتغل فى التخطيط الاستراتيجى من 20 سنة، ولم أترك تجربة دولة فى العالم دون الاطلاع على تجارب التنسيق الخاصة بها، ووضعنا نجاحات وفشل كل التجارب وما يناسب مصر، وطلعنا برؤية، ومصر لم ينجح بها التطبيق المفاجئ، ولا بد من التغيير التجريبى التدريجى، وسنبدأ التطبيق على عينة وعندما يثبت من خلالها نجاح النظام أبدأ فى تعميمه، والتدرج مطلوب لتغيير ثقافة المجتمع الذى لا يحتمل أى نوع من أنواع التقييم البشرى، وهيتصوروا أن ذلك باب خلفى، ولازم أقنع الناس بتفاصيل الامتحان، وهناك قطاعات بعينها فى حاجة إلى امتحانات القدرات مثل القطاع الطبى والقطاع الهندسى، وقطاعات القمة، وسيتم البدء فى التجربة بالقطاع الطبى، الذى يقبل من 40 إلى 45 ألف طالب بالعام، وبذلك يكون تم التطبيق على 5% من العدد الإجمالى، ونتدرج بعد ذلك بالقطاع الهندسى.

■ وماذا عن رؤيتك لنظام القبول بالجامعات؟

- لا يجوز تغيير نظم القبول بالجامعات مع الاحتفاظ بنظام الامتحان الحالى، الطالب بيخرج باكياً من الامتحان لو لم يتمكن من حل كل الأسئلة، ولو ما أخدش 100% لا يحقق رغبته وليس هناك بلد فى العالم الطلاب كلها عباقرة، ومفيش امتحان نسبة النجاح به 100%، الحكاية أصبحت حفظ تقليدى روتينى، والطلبة بتسمع الكلمتين المحفوظين، والتعليم يجب تطويره من البداية ويكون هناك حوار ونتحول من التعليم للتعلم، ووضعت خطة لتطبيق نظام جديد للقبول بالجامعات بداية العام المقبل، من خلال المواد المرجحة الموجودة فى قانون 72، وليست جديدة وهى مادة مجمدة والأمر لا يحتاج إلى تعديل تشريعى جديد، والمادة تفاضل بين الطلاب، فمثلاً النصف درجة يشترك فيها آلاف، ففى كليات الطب تكون المواد المرجحة هى الكيمياء والأحياء، فأجمع درجات المادتين على درجات الطالب وهى التى ترجح وتفاضل بين الطلاب، وفى الهندسة الرياضيات والفيزياء، وهذا غير مفعل بالقانون، ونحن فى حاجة إلى تطبيق المواد المرجحة بشكل فورى، هذا العام، وسنعلن تنفيذ بنوك الأسئلة وقواعد البيانات، ويبدأ تطبيقها العام المقبل، وهذا الفكر لا يصدم المجتمع وأولياء الأمور هيصدقونى لقياس قدرات الطالب على التفكير الإبداعى.

■ ما أبرز المشكلات التى يعانى منها التعليم العالى والجامعات؟

- زيادة الأعداد.. أنا غير مؤمن بفكرة إنى أعلِّم وأرمى للسوق لأنها انتهت، وقلت أكثر من مرة إن العالم غيّر قناعاته وإحنا واقفين، وعندما يحدث وتغلق مؤسسات للبحث العلمى لأنها لا تحقق دخلاً فهذه مصيبة، وليس المطلوب تقييم وحدات البحث العلمى بحجم الدخل المادى فقط، لأن هدفها الرئيسى بحث علمى وابتكار وإبداع.


مواضيع متعلقة