وفاة الزعيم السياسي المغربي محمد بوستة

كتب: وفاء صندي

وفاة الزعيم السياسي المغربي محمد بوستة

وفاة الزعيم السياسي المغربي محمد بوستة

توفي محمد بوستة، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال وأحد الرموز السياسية التاريخية بالمغرب، ليلة السبت، بعد معاناة مع المرض، عن عمر يناهز الـ92 عاما.

 ولد محمد بوستة عام 1925 بمدينة مراكش، حيث درس المرحلة الابتدائية والثانوية، قبل أن يكمل دراسته الجامعية في جامعة السوربون الفرنسية تخصص قانون وفلسفة.

 انخرط محمد بوستة، مبكرا في العمل الوطني وهو تلميذ، وكان من بين المؤسسين لحزب الاستقلال، وأصبح عضو المكتب التنفيذي للحزب عام 1963.

وبعد وفاة مؤسس الحزب "علال الفاسي"، عام 1972، تم انتخاب محمد بوستة بالإجماع أمينا عاما لحزب الاستقلال، وبقى كذلك لغاية فبراير 1998 ليخلفه عباس الفاسي.

 برز اسم محمد بوستة للمرة الأولى ضمن التشكيلة الحكومية لأحمد بلفريج عام 1958 كوكيل في الشؤون الخارجية، ثم شغل منصب وزير للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري عام 1961.

 وعين بعد ذلك وزيرا للخارجية في حكومة أحمد عصمان، قبل أن يقدم استقالته من هذا المنصب عام 1963، ليعود إليه مرة أخرى في الفترة الممتدة بين 1977-1983.

 شارك محمد بوستة محاميا، في أغلب المحاكمات السياسية التي عرفها المغرب في مرحلة التجاذبات بين القصر والمعارضة، وكان دائما سباقا لإطفاء الحرائق.

 ومع فتح الباب أمام تجربة التناوب في المغرب، استدعى الملك الراحل الحسن الثاني، محمد بوستة، بعد حديثه عن تهديد سكتة قلبية للمغرب، وعرض عليه تشكيل الحكومة، لكن زعيم الاستقلاليين رفض هذا العرض، بسبب ما اعتبره تدخل إدريس البصري (وزير الداخلية انذاك) في "إفساد الحياة السياسية وتزوير الانتخابات"، وانتقد تغول وزارة الداخلية وتحولها إلى "أم الوزارات".

 وفي مطلع الألفية الثالثة، عينه الملك محمد السادس رئيسا اللجنة الملكية الاستشارية المكلفة بمراجعة قانون الأحوال الشخصية، وهي اللجنة التي انبثقت عنها في 2003 "مدونة الأسرة".

 كان للراحل محمد بوستة، دور مهم في التعريف بقضية الصحراء، حيث جاب أغلب دول العالم لشرح تطورات هذا الملف وحشد الدعم لهذه القضية، وطرح تأسيس مجلس استشاري موحد بين المغرب والجزائر وتونس لتقوية العلاقات بين البلدان الثلاث.

 وقبل رحيله ببضع أسابيع، نقل بوستة بشكل مستعجل إلى المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط، بعدما ساءت حالته الصحية، وأعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس آنذاك، تعليماته الخاصة من أجل توفير الرعاية الصحية اللازمة له في الجناح الملكي بالمستشفى العسكري. وزار الملك محمد السادس خاصة لـ "الحكيم" والزعيم "الصامت" كما يلقبه محبوه، من أجل الاطمئنان على صحته.


مواضيع متعلقة