مؤلفات «هيكل».. الإقبال لا يزال مستمراً

كتب: أحمد عصر

مؤلفات «هيكل».. الإقبال لا يزال مستمراً

مؤلفات «هيكل».. الإقبال لا يزال مستمراً

درجات سلم قليلة العدد تنحدر لأسفل، يجد بعدها زائر فرع مكتبة الشروق، الكائنة بميدان طلعت حرب فى وسط البلد، نفسه محاطاً بالكتب من جميع الجهات، لا يحتاج إلى جهد كبير للبحث عن مؤلفات الأستاذ «محمد حسنين هيكل»، فمجرد التفاتة صغيرة إلى يمينه تواجهه لافتة صغيرة كتب عليها بخط واضح «سياسة»، يندرج تحتها رفوف امتلأت عن آخرها بكتب كان معظمها من مؤلفات «الأستاذ هيكل»، حيث شغلت وحدها ثلاثة رفوف كاملة بصورة هى الأكبر ضمن كافة المؤلفات التى تحتوى عليها المكتبة.

{long_qoute_1}

«محمد حسنين هيكل من أكتر الكتاب اللى ليهم كتب عندنا بعد نجيب محفوظ ونسبة مبيعاته بتكون عالية بشكل كبير جداً»، كلمات يقولها أحد العاملين بالمكتبة مشيراً إلى أن مؤلفات «هيكل» من أهم الكتب السياسية التى تعتمد عليها المكتبة فى مبيعاتها، والتى وضعت منها 11 مؤلفاً فى قسم السياسة بالمكتبة، باعتبارها أهم وأكثر مؤلفات هيكل التى يتردد عليها قراؤه ومتابعوه، كما تهتم المكتبة بتوفير الأعمال الكاملة لـ«الأستاذ» الراحل بصورة دائمة لكثرة طالبيها.

«كلام فى السياسة» كان هو الكتاب الأول فى الرف الأول من رفوف هيكل الثلاثة بالمكتبة، الذى تناول «الأستاذ» الراحل فى أجزائه الثلاثة عدداً من القضايا المهمة من خلال مجموعة من المقالات، أراد «هيكل» أن تكون بمثابة وقفة لإطالة التفكير ولإعمال العقل فى آناة، معبراً عن ذلك بنفسه قائلاً: «تبنيتها وقفة نتأمل فيها دون أن نتعطل، ونراجع فيها دون أن نتكبر، ونتعمق ولو قليلاً دون أن نغرق».

{long_qoute_2}

وكان من أهم المؤلفات التى ما زالت تطبع حتى الآن للكاتب الراحل «هيكل»، كتابه «بين الصحافة والسياسة»، الذى تعرض فيه للعلاقة بين السياسة والصحافة فى مصر على امتداد الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى نشر الكتاب فى عام 1985، وعبر «هيكل» عما سرده فى هذا الكتاب بقوله: «لا أعرف أهو تحيز رجل لما ألف وعرف، أو أنه حكم فى الموضوع بصرف النظر عن متغيرات العصور، لكنى على شبه اقتناع بأن الكتاب المطبوع على ورق له العمر الطويل وأنه الحاضر على الدوام مهما اشتد من حوله الزحام، بمعنى أن الكلمة المكتوبة على الورق باقية والكلمة المسموعة على الإذاعة والتليفزيون عابرة والكلمة المكهربة على الكمبيوتر فوارة وهى مثل كل فوران متلاشية، أى إن الكلمة المكتوبة على الورق بناء صلب حجر أو معدن وهكذا كل بناء وأما غيرها فهو صيحة متغيرة خاطفة ولامعة وبارقة».

أما كتاب «حرب الثلاثين سنة» فكان صاحب النصيب الأكبر فى الرف الثانى لـ«هيكل» داخل المكتبة، حيث عرضت أجزاؤه الأربعة كاملة، وهى «ملفات السويس» و«الانفجار 1967»، و«سنوات الغليان»، و«أكتوبر 73 السلاح والسياسة»، وهذه الأجزاء جميعها عبارة عن مجموعة من الكتب التاريخية التى تناولت تاريخ مصر وحروبها منذ عام 1952 وحتى حرب أكتوبر 1973. وفى مقدمة الرف الثالث كان كتاب «مبارك وزمانه.. ماذا جرى فى مصر وأهلها»، وفى هذا الكتاب يحكى عن عدد كبير من الرسائل غير المباشرة التى أرسلها إلى الرئيس الأسبق «محمد حسنى مبارك» خلال ثلاثين سنة مضت رصد من خلالها تاريخ «مبارك» قبل وأثناء وجوده فى الحكم وكذلك بعد الإطاحة به، ومن أشهر ما قاله فى الكتاب قوله: «فى حساب المستقبل وغاياته فإن البعض منّا ينسون أحياناً أن كل اختيار سياسى أو غير سياسى هو بطبيعته رهان على احتمالات لها أسباب، وعلى ممكنات لها تقديرات، لأن هذه جميعاً تطرح أمام أصحابها فرصاً تساوى الإقدام، دون أن تكون لديهم تأكيدات تضمن النتائج، وليس استخفافاً بالتاريخ استعمال وصف «الرهان» على الخيارات السياسية وغير السياسية، لأن كل اختيار يتضمن بالقطع درجة ودرجة كبيرة من التعامل مع المجهول، بمعنى أن أى سياسى يجرى تقديراته ويضع خططه بناء على شواهد يراها بالبصيرة متاحة ويستشعر بالحس قدرة شعبه وأمته على تحمل تكاليف الأمل والعمل فى سبيلها ويتوقع بالحساب أن بلوغها ممكن كما يعتقد فى نفسه بشرعية وأهلية تحمل المسئولية فيما «راهن» عليه».


مواضيع متعلقة