"الوطن" مع نجل مُدخل صناعة الأثاث إلى مصر.. "الجندي" خرج من جلباب أبيه الحرير لـ"الأويما"

"الوطن" مع نجل مُدخل صناعة الأثاث إلى مصر.. "الجندي" خرج من جلباب أبيه الحرير لـ"الأويما"
- أول معرض
- الاحتلال البريطانى
- العوامل الجوية
- الملك فاروق
- الميدالية الذهبية
- خارج مصر
- رئيس الوزراء
- رصف شارع
- سيارات النقل
- سيارة النقل
- أول معرض
- الاحتلال البريطانى
- العوامل الجوية
- الملك فاروق
- الميدالية الذهبية
- خارج مصر
- رئيس الوزراء
- رصف شارع
- سيارات النقل
- سيارة النقل
يعد محمد فهيم الجندي، أول من أدخل صناعة الأثاث في مصر، فبينما كانت عائلته تعمل في تجارة الحرير، سلك هو مسلكا آخر حيث يعشق الأثاث منذ نعومة أظافره واختلف مع والده الذى كان مُصٌرا على أن يستكمل مسيرته ولكنه أصر على تحقيق حلمه.
يروي سعيد الجندي موظف بالمعاش، قصة والده منذ أن كان يافعا حتى بات صاحب إنجاز هام يتحدث عنه العالم حاليا، وهو أول من أدخل صناعة الأثاث مصر، قائلا: والدي عانى كثير من أجل إدخال الصناعة إلى مصر وعاند عائلته التي كانت تعمل فى تجارة الحرير ورفض والدي استكمال مسيرة أسرته ليخرج من جلباب أبيه ويتجه لصناعة أخرى هي الأولى من نوعها في مصر".
وبحسب سعيد فكان المجتمع فيما مضى يرفض كل ما هو جديد، وكانت صناعة الأثاث بالنسبة إليه شيئ جديد لا يعرف أحد عنه شيئًا وكان ميناء دمياط أول ميناء تجاري وعلى اتصال بالشام بصفة مستمرة وهو ما ساعد والده كثيرًا، حيث أصر على العمل بمهنة الأويما التي يعشقها.
ويضيف "سعيد": "بداية والدي الحقيقة كانت حينما ساند الخال نجل شقيقته وفتح بمنزله ورشة ليمارس هواياته في الأويما وكانت صناعة الأثاث غير موجودة في مصر وقد يكون عشق والدي للحرفة لاختلاطه بأجانب وأصدقاء من دول أخرى وبدأ بالأويما وطور نفسه بنفسه، وكان فرش العروس حينها عبارة عن دولاب وسرير أو صندوق لوضع الملابس به من الحديد فطور والدي ذلك، وبدأ صناعة الدولاب والسرير من الخشب وبدأ يطور من تأثيث المنازل وكان الخشب حينها لا يأتي إلينا من الخارج بصورته الحالية بل كان خشب شجر ويقوم الصانع بتطويره وتشكيله كما كان يقوم النشارين يقومون بتقطيع خشب النسيف لشرائح كي يتمكنوا من تصنيع دواليب وأسرة والصالون والتسريحة، الفواطة وكومدينو وشيفيونيراوصناديق خشبية".
{left_qoute_1}
يتوقف سعيد للحظات، ويتذكر حينما قام والده بافتتاح أول معرض له عام 1926، حيث قام بافتتاحه بشارع صبري أبوعلم بالقاهرة، وبدأ يصنع غرف نوم كاملة واستعان حينها بعمالة دمياطية للعمل معه في معرضه بالقاهرة بعدما علمهم أصول المهنة من الألف للياء في ورشه بدمياط، حيث كان له ورشتين وأقام مدرسة لصناعة الأثاث حتى بات يصنع الأثاث في دمياط ويقوم بعرضه في القاهرة.
{left_qoute_2}
"والدي عانى الأمرين كي تستمر المهنة بتلك الكلمات يواصل سعيد رواية قصة والده، قائلا: "عانى فهيم الجندي كثيرا في نقل الموبيليا من دمياط للقاهرة، حيث كان قد أصدر الملك قرارًا إبان الاحتلال البريطانى بعدم تشغيل سيارات النقل إلا داخل المديريات (المحافظات) وليس بين محافظة والأخرى علاوة على صعوبة النقل في فصل الشتاء لكون الطرق غير ممهدة، وحينما افتتح والدي معرضه تعرف على سفراء ومستشارين وقضاة وحينها ساعده أحد أصدقاءه، والذي كان على صلة بوزير الداخلية وطالب الوزير بتصريح لتمكين والدي من نقل شحنات الأثاث المصنع الفاخر من دمياط للقاهرة".
ويضيف سعيد: "لم يكن نقل الموبيليا من دمياط للقاهرة بالأمر اليسير فحينها فكر والدي فى تطوير سيارة النقل كي تتمكن من نقل الأثاث دون تعرضه للتلف بسبب العوامل الجوية وصنع أول سيارة مقفولة والمسماة بصندوق للحفاظ على الأثاث من المطر وكانت أول سيارة نقل بهذا الشكل تدخل السوق وذلك عام 1926، وحصل على تصريح بالفعل لنقل الأثاث بين المديريات، وبحسب ما روى لي فعمل على تلك السيارة كبار العاملين في قطاع النقل حاليًا".
{left_qoute_3}
ويضيف سعيد: "اعتمد والدي على علاقاته بكبار المسؤولين لتسويق الأثاث حيث كان يقابل كبار المسؤولين من سفراء ومستشارين على شراء الموبيليا منه لتأثيث منازلهم وتلك كانت أفضل وسيلة تسويق له فكل من كان يشتري منه يروي لأصدقائه وهكذا تعرف الجميع على الشاب الدمياطي البسيط الذي سعى وأفنى سنوات عمره لإدخال صناعة لم تكن موجودة من قبل، حتى زاع صيته يومًا تلو الآخر ولعلاقاته مع سفراء بالخارج عرضوا عليه المشاركة بمعارض دولية بفرنسا وإيطاليا وقد كان، وشارك في معارض عالمية وتفوق على ملوك الصناعة في العالم وحصد ميداليتين ذهبيتين بإيطاليا وفرنسا، ومن هنا برز اسم دمياط واستعجب الجميع من تفوق شاب من إحدى مديريات مصر على ملوك الصناعة في العالم".
{long_qoute_1}
وتابع سعيد: "عقب فوز والدي بميداليتين ذهبيتين أرسل له الملك فاروق، إسماعيل صدقي باشا للتعرف عليه ودعوته لمقابلة الملك ولكي يأخذوا منه أثاث لفرش قصر القبة، وحينما علم الدمايطة بقدوم أحد رجال الملك قاموا برصف شارع التبليطة الموصل لمعرض وورش والدي في دمياط، وكان أول شارع يرصف في دمياط حينها واستقبله الدمايطة بالاحتفال وطلب صدقي من والدي التوجه للملك للقائه وحينها من كان يلتقي الملك يحصل على البكوية أو البشوية ولكن رفض والدي لقاء الملك حيث كان يؤمن بمقولة (البعيد عن السلطان سلطان) وكان يرددها دائما وحينها قال (وأنا هروح أقابل الملك ليه ورئيس الوزراء شاهد شغلي ومعرضي لو عايزين شغل يجيوا يشتروه ويفرشوا القصر غير كده لأ) وظل محتفظا بالبدلة التي أعدها للقاء الملك ثم تراجع وشارك والدي عقب ذلك في المعرض الزراعي الصناعي في القاهرة وحصد الميدالية الذهبية وزاع صيته داخل وخارج مصر".
ويستطرد سعيد: "كان مركز والدي في التصنيع دمياط، حيث كان يملك معرضًا على الكورنيش وكانت الصناعة كلها HAND MADE ولم يتمكن والدي من تصدير أثاثه للخارج، لعدم وجود فرص تصدير بل كان ينتج ويبيع فى مصر".
وتعد حياة فهيم الجندي مليئة بالأسرار والمفاجآت فهذا الرجل الذي يعد أعظم أبناء جيله وصاحب الفضل بعد الله في إدخال صناعة الأثاث لمصر تزوج 3 مرات وأنجب 16 ابنا- بحسب ما أكد سعيد الذي كان أصغر أبناءه.