شباب يحوِّلون خروجاتهم من «المولات والكافيهات» إلى المساجد والشوارع والقصور التاريخية: «أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء»

كتب: إسراء إسماعيل

شباب يحوِّلون خروجاتهم من «المولات والكافيهات» إلى المساجد والشوارع والقصور التاريخية: «أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء»

شباب يحوِّلون خروجاتهم من «المولات والكافيهات» إلى المساجد والشوارع والقصور التاريخية: «أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء»

شوارع عتيقة تنبعث منها رائحة الزمن الجميل، تُركت خاوية من زوارها فترة كبيرة من الزمن، إلى أن جذبت من جديد فئة عريضة من الشباب الذى حاول استكشافها لتصبح (الفسحة) الخاصة بهم بكل تفاصيلها القديمة المميزة وبأسعارها التى تعتبر فى متناول الجميع، ففى الوقت الذى نزح فيه الشباب إلى تغريب ثقافة الاستمتاع والخروج واختصارها على المطاعم والكافيهات والسنيمات، التى تأخذ طابعاً غربياً إلى حد كبير، لجأ البعض الآخر إلى الأماكن الأثرية المصرية ووضعوا بصمتهم بشوارعها لتصبح فسحتهم الأساسية والبديل للأماكن الشبابية المعروفة، وكان هناك الكثير من العوامل التى ساعدت على ذلك فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

صهيب عادل، كان أحد هؤلاء الشباب الذين يرون أن الخروج إلى مثل تلك الأماكن لا يعوَّض، فيقول «فى الحقيقة أن الأماكن دى بتدى شعور بالاسترخاء والراحة النفسية زى شارع المعز مثلاً والمساجد القديمة»، ويعبر «صهيب» عن سبب لجوئه إلى تلك الأماكن قائلاً «إن الأماكن التاريخية بتشبع شغفى إلى حد كبير فى الاستطلاع واكتشاف كل ما هو قديم، بالإضافة إلى إنى بفصل فيها عن العالم اللى حوليا وبيبدأ وقت التفكير بدون الإزعاج اللى بيكون صعب يتنفذ فى أى مكان تانى».

«كل حاجة قديمة وأثرية بيبقى ليها متعة مختلفة» هكذا بدأت (شيماء صلاح) الفتاة العشرينية حديثها عن عشقها للأماكن الأثرية قائلة «إن تلك الأماكن بمختلف أنواعها وبكل عصورها بحس فيها بالإبداع بمعنى الكلمة، بالإضافة إلى أن تلك الأماكن بتفاصيلها المبدعة أنشئت بإمكانيات أقل من المتاحة حالياً ودا بيخلى للأماكن دى طعم تانى مختلف»، وترى «شيماء» أن تلك الأماكن ينقصها اهتمام الدولة بترميمها باستمرار وتعانى من عدم وجود مرشدين لشرح الأماكن وهو ما ينقص من درجة الاستمتاع بها.

لم يقتصر الإقبال على زيارة الأماكن التاريخية على الشباب الراغبين فى التنزه فقط، وإنما شمل أيضاً المصورين الفوتوغرافيين، وهو ما يؤكده على حسين المصور الشاب حيث يقول «تلك الأماكن تتناسب بشكل كبير مع عمل الفوتو سيشن الخاص بمجال شغلى بما تحتويه من ديكورات تختلف عن أى أماكن أخرى، وتعطى للصورة جمالاً من نوع آخر، خاصة مع الإضاءة الليلية المميزة التى تخرج من الأرض والجدران»، ويكمل «على» قائلاً «بالإضافة إلى أن أسعار حجز تذاكر التصوير بتلك الأماكن تعتبر فى متناول الجميع وهو ما يشجع الكثير من الشباب الصغير من المصورين على اللجوء إلى تلك الأماكن».

الكثير من المبادرات الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعى ظهرت فى الفترات الأخيرة تدعو إلى القيام برحلات جماعية إلى تلك الأماكن التاريخية، سواء داخل القاهرة القديمة كشارع المعز والمساجد القديمة أو خارجها على مستوى المحافظات كرحلات سانت كاترين ودهب وغيرها، وتدعم تلك الرحلات ندوات إرشادية وثقافية مختلفة، كما فعلت مبادرة (تعالوا نعرف مصر) التى دشنت فى أبريل عام 2014.

تقول ندى زين الدين، مؤسسة المبادرة «إن الهدف الأساسى منها هو مساعدة الشباب على التعمق فى معرفة الأماكن التاريخية والسياحية المميزة، والتى قد لا يسمع عنها شباب كثيرون بشكل أو بآخر»، مشيرة إلى أن فكرة الحملة طرأت لها نتيجة ملاحظتها أن فئة قليلة من الشباب يشاركها الاستمتاع بزيارة الأماكن المتميزة وغير التقليدية فى مصر، إلى جانب استيائها من أن الأجانب يعرفون عن الأماكن الأثرية وتاريخها أكثر ما يعرف شباب مصر أنفسهم. وتوضح «ندى» أن تلك الأماكن لا تحتاج إلى نفقات طائلة للاستمتاع بها، ولكن تحتاج إلى شغف وتشجيع معرفى من الآخرين، وهو ما تحاول تنفيذه هى بقيامها برحلات منتظمة من خلال المبادرة، بالإضافة إلى الندوات التى تقيمها لشرح البعد التاريخى لهذه الأماكن. وتكمل «ندى» قائلة «معظم الشباب المصرى يعرف القشور فقط عن الأماكن المتاحة له للاستمتاع، فالكثير منا من يعشق السفر ولكن القليل من يحاول الاستكشاف، ولا أعتقد أن هناك أولى من أن نسعى لاكتشاف تاريخنا».

 


مواضيع متعلقة