"حمدي" ينشئ أول مخبز لمرضى حساسية القمح.. "الإنسانية تغلب الجنيه"

"حمدي" ينشئ أول مخبز لمرضى حساسية القمح.. "الإنسانية تغلب الجنيه"
"حساسية الغذاء"، نوع من الأمراض التي تلازم الجنين منذ مولده، ويعد التجنب الكامل للأغذية المسببة لها سببًا رئيسيًا في العلاج، إلا أن أزمة كبيرة تواجه أصحاب هذا المرض من الرضع أو الكبار هو بيع منتجاتها التي لا يوجد منها غير المستورد بأسعار باهظة الثمن لا يقدر على شرائها الكثيرون، ويترتب عليه حرمانهم من هذه الأطعمة، حتى قرر "الشيف حمدي" محاربة ذلك وجعله صناعة مصرية "على قد الإيد".
عمله في مستشفى عين شمس الجامعي "الدمرداش للأطفال" في مطبخ الأمراض الوراثية متخصص في صناعة المخبوزات الخالية من الجلوتين لمرضى حساسية القمح والأمراض المتعددة، جعله ملازمًا لمعاناة الأطفال وأسرهم، فجاءته الفكرة منذ العام 2008.
"فيس بوك".. وسيلة تواصل استخدمها "حمدي محمد" في حشد المحتاجين وتعريفهم بما يصنعه في مخبزه، الأول من نوعه في مصر"، وشروعه في الوصول إلى جميع محافظات الجمهورية، حتى بدء في الانتشار وتوالت عليه طلب المخبوزات الخالية من الجلوتين.
الإنسانية وحدها كانت الدافع وراء إنشاء "الشيف حمدي" لمخبزه، ولم ينشغل تفكيره بالمكسب والخسارة قدر انشغاله باحتياج الناس إلى أكل أطعمة "حلوة وكويسة"، وفي الوقت نفسه تناسب دخلهم المحدود بعيدًا عن أسعار المنتجات المستوردة الباهظة.
التجارب الأولى في التعامل مع الدقيق الخالي من الجلوتين كانت صعبة مثلما أشار "الشيف حمدي"، لـ"الوطن"، فأول الأمر تفشل الوصفات حتى يثبت على المقادير.
حساسية الأغذية أنواع مختلفة فمنهم من لديه حساسية من البيض وآخرين من الفراولة وغيرهم من الصويا، لذلك يعتمد "الشيف حمدي" على إبلاغ المريض له بالمكونات المسببة للحساسية عنده حتى يمنعها تماما ولا يضيفها للمنتج المصنوع من المخبوزات، وهو ما يعتبره "علاج في شكل أكل"، يجلب من وراءه دعوات الكثيرين بعيدًا عن كونه عملًا تجاريًا.
أخد "الشيف حمدي" عهدًا على نفسه وقرارًا بمنافسة المنتجات المستوردة وصنع مخبوزات تناسب المواطن المصري، حتى أنه يثبت على أسعار منذ ثلاث سنوات ولم يغليها ككل شيء حوله، فيبيع طبق المخبوزات بـ15 جنيهًا، وإذا أضاف إليه المكسرات والشيكولاتة يكون بـ20 جنيها فقط، وجعل الطبق بدلًا من ربع كيلو جعله 200 جرام، متمنيًا بناء مصنعًا ينافس من خلاله المنتج المستورد ويكون بـ"سعر اقتصادي مصري وبجودة أعلى منهم".