سرقوا الصندوق يا «محمد».. وسابولك البطانية

سرقوا الصندوق يا «محمد».. وسابولك البطانية
- محمد عمر
- مستشفى الهلال
- مسح الأحذية
- وسط البلد
- أتربة
- أرز
- محمد عمر
- مستشفى الهلال
- مسح الأحذية
- وسط البلد
- أتربة
- أرز
يفترش أحد أرصفة وسط البلد محتمياً ببطانية مهترئة تراكمت عليها الأتربة حتى أصبح لونها داكناً، فى الليل يجلس أسفلها مرتعشاً يغطى جسده من رأسه حتى قدميه، وفى النهار لا يتوقف لسانه عن الدعاء رافعاً يديه إلى السماء «فوضت أمرى إليك يا رب»، بعد أن سرق منه صندوق مسح الأحذية، الذى كان يرتزق منه.
يتخذ محمد عمر محمد، 59 عاماً، من سور مستشفى الهلال بشارع 26 يوليو، مأوى له، منذ ما يقرب من شهرين، وهو يجلس فى هذا المكان لا يملك شيئاً سوى لسان لا يكف عن الدعاء على من سرقه: «من ساعة الصندوق اللى باكل منه عيش ما اتسرق وأنا قاعد هنا، خلينى هنا مرمى جنب المستشفى لحد ما أموت»، استسلم «عمر» لحادث السرقة وارتضى بقليل من الطعام الذى يحصل عليه من المارة، والذى بالكاد يشبع جوفه، إلى جانب الوجبات التى يحصل عليها من داخل المستشفى بين الحين والآخر: «ساعات بصعب على الناس اللى شغالة فى المستشفى، فبيجيبولى أكل».
كان «عمر» أرزقى، لم يكن له مهنة معينة، وبعد كبر سنه قرر أن يشترى صندوقاً لتلميع أحذية المارة، حتى يريح جسده الواهن: «الناس مابقتش تحس ببعض طب واحد زيى أنا يتسرق ليه، ده أنا محلتيش غير الصندوق اللى اتسرق»، معبراً عن دهشته: «يعنى الحرامية سابوا الناس كلها، وسرقونى أنا، ده أنا رجل برا ورجل جوا ومش عايز حاجة من الدنيا غير أن الناس تسبنى فى حالى»، مؤكداً أنه أصبح لا يملك شيئاً من الدنيا سوى البطانية التى يلتحف بها ليل نهار.