بروفايل: «الأسد» معركة «النفس الأطول»

كتب: الوطن

بروفايل: «الأسد» معركة «النفس الأطول»

بروفايل: «الأسد» معركة «النفس الأطول»

قبل 6 سنوات، تبدلت خرائط المنطقة إلى غير رجعة.. لم يعد الشرق الأوسط كما كان عليه يوماً، وبالتأكيد لم تعد بلاده نفسها على ما كانت عليه، ولكنه فى كل الأحوال استطاع أن يكون الأقوى من بين نظرائه الذين طالتهم ثورات شعوبهم فأطاحت بهم، بينما بقى هو فى منصبه لم يقدر تحالف من دول كبرى على زحزحته من مكانه، فهو الرئيس الوحيد الذى استطاع البقاء على كرسيه. رغم صغر سنه، استطاع الرئيس السورى بشار الأسد أن يناور بقوة لمواجهة تدخلات دولية وإقليمية وصلت إلى حد تسليح الجماعات المعارضة وإثارة الفتنة والانقسام فى بلاده، وبعد أن تفاقم الإرهاب وتوسع نفوذ الجماعات المسلحة والإرهابية، استطاع من خلال حليفيه الرئيسيين «موسكو وطهران»، إلى جانب «حزب الله» اللبنانى، التغلب على مكائد ومؤامرات دول كبرى على رأسها الولايات المتحدة، لإسقاطه عن الحكم. «طبيب العيون» الذى تسلم السلطة عام 2000 بعد وفاة أبيه وإجراء استفتاء شعبى عام على توليه السلطة، استطاع أن يجبر الدول الكبرى على القبول بالأمر الواقع، فإما بقاء سوريا كما هى عليه وعدم انزلاق الفوضى إلى الدول المجاورة وبالتالى انتصاره، وإما ضياع المنطقة ككل. التطورات الأخيرة فى سوريا وانتصارات الجيش السورى، دفعت أعداء «الأسد» إلى إثارة الشائعات عنه، فمرة تنتشر شائعات اغتياله وأخرى تنتشر شائعات إصابته بجلطة دماغية ونقله إلى المستشفى، إلا أن تلك الشائعات سرعان ما يثبت عدم صحتها بعد نفى الرئاسة السورية لتلك الأنباء مراراً وتكراراً. لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتم تداول أنباء عن إصابة «الأسد» المولود عام 1965، فقبل ما يقرب من شهر، نشرت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية خبراً حول تعرض «الأسد» للتسمم ونقله إلى المستشفى، ولكن تبين لاحقاً أن الوكالة تعرضت لاختراق من قبل «هاكرز» نشروا الخبر المغلوط. الرئيس السورى، الذى قضى جزءاً كبيراً من حياته طبيباً للعيون فى «لندن»، بات أحد أكبر الرابحين من تغير خريطة التحالفات فى المنطقة، فقد استطاع الانتصار فى معركة «النفس الأطول»، وأجبر دولاً على رأسها تركيا على تغيير موقفها من وجوده فى الحكم والتراجع عن الدعوة لتنحيه قبل بدء أى مفاوضات. بات «الأسد»، رغم كل الاتهامات التى وجهت إليه فى الأعوام القليلة الماضية، جزءاً رئيسياً لا يمكن التغاضى عنه لحل الأزمة السورية، بعد أن كان -فى أعين معارضيه وأعدائه- جزءاً من الأزمة، ليصبح «بشار» هو صاحب «النفس الأطول» الذى استطاع إثبات «صلابته».


مواضيع متعلقة