عبدالله غيث.. الخليفة الأول ليوسف وهبي على خشبة المسرح

عبدالله غيث.. الخليفة الأول ليوسف وهبي على خشبة المسرح
- ميلاد
- حمدي غيث
- سينما
- مسرح
- يوسف وهبي
- المال والبنون
- ذئاب الجبل
- عبدالله غيث
- ميلاد
- حمدي غيث
- سينما
- مسرح
- يوسف وهبي
- المال والبنون
- ذئاب الجبل
- عبدالله غيث
صوت رخيم وأداء مميز، ما إن تلتقطه الآذان حتى ترتسم في أذهان الجميع ملامح صاحبه المصرية الأصيلة، ذو البشرة السمراء والوجه الطويل المنحوت الذي يعلوه شاربا يكشف عن هويته الريفية العريقة، وهو ما جعله أفضل من قدم المسرح الشعري، رشحه عميد المسرح يوسف وهبي ليخلفه على خشبة المسرح، وبكت عليه جيهان السادات عندما مات في "الوزير العاشق"، بينما ما زالت شخصيته الشهيرة "عباس الضو" عالقة في أذهان المشاهدين، وخاصة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لتخلد ذكرى ممثل قدير رغم وفاته منذ 24 عاما.
"عباس الضو" و"علوان البكري" و"شلش الحلواني".. تعددت الأدوار اللامعة للفنان الراحل عبدالله غيث، الذي تحل ذكرى ميلاده الـ87، اليوم، أثرى خلالها الدراما المصرية بالعديد من الأدوار والأداء التمثيلي المتميز الذي جعله ما زال حاضرا حتى الآن، بعد أن أشبعه به شقيقه الأكبر حمدي غيث.
لم يكن الفنان المولود في 28 يناير عام 1930، بقرية شلشلمون بمركز منيا القمح، في محافظة الشرقية، ينتسب لأب عادي، حيث كان والده أول عمدة متعلم في أوروبا، لكونه درس الطب في لندن، وقضى عامين في جامعة كامبريدج، لكن الحرب العالمية الأولى تسببت في إعادته إلى البلاد وتولى العمودية في بلاده، ولكنه توفي بينما كان "عبدالله" في عامه الأول.
نموه في منزل العمدة وترعرعه بين الأرياف والزراعة جعله يتمنى أن يصبح فلاحا أو فنانا، فكان يهوى الجلوس "تحت الجميزة" على شاطئ الترعة تارة، والذهاب إلى السينما والمسرح تارة أخرى، لذلك عمل بالزراعة عقب تخرجه لمدة 10 أعوام، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية في القاهرة، بدافع من شقيقه الأكبر حمدي غيث.
ارتبط الشقيقان بعلاقة قوية معا، حيث قال عبدالله في أحد حواراته: "رغم أن فارق السن بيني وبين حمدي ليس كبيرا، إلا أنه كان بمثابة الأب بالنسبة لي، فهو الذي حببني في الأدب، لأنه سبقني للقراءة، وهو الذي حببني في المسرح والفن، لأنه ارتاد المسارح قبلي، وكان أستاذا لي على المستوى الأكاديمي، وهو أول من قدمني للجمهور"، فيما قال عنه الفنان الراحل حمدي غيث: "كان أخي قطعة مني، فقد توفي والدنا وعمره لم يتجاوز العام فشعرت بمسؤوليتي تجاهه وأنه ابني لا شقيقي، حتى عندما احترفت التمثيل كان يلازمني ويقلدني وكان يقول لي إنني قدوته".
بدأ "غيث" مشواره السينمائي في 1962، بفيلم "لا وقت للحب"، ثم أعقبه العديد من الأعمال الناجحة والمميزة التي ارتبطت باسمه حتى الآن، مثل "رابعة العدوية، وثمن الحرية، وأدهم الشرقاوي، والحرام، والسمان والخريف، والشيماء"، احتلت فيها الأفلام الدينية مكانة ضخمة نظرا لتربيته الدينية فأسهب في تقديم المسلسلات الدينية كـ"شيخ الإسلام، وعلى هامش السيرة، ومحمد رسول الله".
لكنه عشق المسرح بشدة وقدم من خلاله خلاصة أدائه، حتى رشحه عميد المسرح يوسف وهبي ليخلفه على خشبة المسرح، ومن بين مسرحياته "الحسين ثائرا، والخال فانيا، والفتى مهران، وتخت الرماد، ومأساة حميلة، والزير سالم وآه يا غجر، وتحت الرماد"، ولم تقتصر موهبته على ذلك فقط بل أصبح أيضا مخرجا متميزا في القناة الأولى، في برامج "زمن الفن الجميل، وليالي الشرق، وسحر الأنغام، والفن بين الماضي والحاضر".
غيث.. واحد من الفنانين القلائل الذين وصلوا إلى العالمية، حيث شارك في الفيلم العالمي "الرسالة" الذي صنع منه نسختين باللغتين العربية والإنجليزية، وقدم فيه شخصية حمزة بن عبدالمطلب، وكان منافسه في النسخة الإنجليزية هو الممثل العالمي أنتوني كوين، الذي قال له في إحدى المرات: "أنت أفضل مني، ولو كنت في أوروبا أو أمريكا لكان لك شأنا آخر".
لمع في الدراما التليفزيونية، وخاصة من خلال مسلسلي "المال والبنون" الذي قدَّم فيه دور "عباس الضو"، و"ذئاب الجبل" الذي أدى فيه شخصية "علوان البكري"، اللذين شكَّلا علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، وارتبط اسمه بهما ارتباطا وثيقا، إلا أنه رغم ذلك توفي خلال تقديمه لهما، في مارس 1993، ليودع جمهوره بنجاح منقطع النظير.