«حجاب والأبنودى ونجم».. صداقة وخلافات ومحاكم انتهت برسائل حب

كتب: سحر عزازى

«حجاب والأبنودى ونجم».. صداقة وخلافات ومحاكم انتهت برسائل حب

«حجاب والأبنودى ونجم».. صداقة وخلافات ومحاكم انتهت برسائل حب

لا خلافات تدوم بين المبدعين، ولا قطيعة نهائية بين أصدقاء الشعر، سيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودى والفاجومى أحمد فؤاد نجم، فبعد طول خلاف و«مهما طال الليل بيطلع نهاره»، حسب قول «حجاب» فى «تتر ليالى الحلمية»، فالصداقة القوية التى جمعت ثلاثى «العامية» فى بداية مشوارهم ما كان لها أن تنهزم أمام خلافات حياتية أو مهنية أو حتى مواقف سياسية، وعاد منحنى علاقاتهم إلى نقط البدء الحميمية فى نهاية المطاف، حيث ودع كل منهم الآخر برسائل حب تحمل فى قلبها باقة اعتذار عما بدر من خلافات وصراعات وصلت للدعاوى القضائية.

{long_qoute_1}

الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم قال أثناء جلسات الصلح مع الراحل «حجاب»: «يتقطع لسانى لو أهنت سيد، أقدر سيد حجاب وشعره قديم ومعروف، حيث كنت أجلس إلى جوار الشيخ إمام وهو يلحن لسيد حجاب أغنية حطة يا بطة، التى كانت علامة من علامات الغناء السياسى فى السبعينات».. مع هذه الكلمات ذابت الخلافات بين الشاعرين للأبد، وهذا ما حدث مع الراحل «الأبنودى»، حين اتصل به «حجاب» أثناء فترة مرضه الأخير للاطمئنان عليه.

فى منتصف الستينات من القرن الماضى، احتفى المثقفون بأول ديوان لـ«حجاب» بعنوان «صياد وجنيّة»، وشاركه الاحتفال «الأبنودى»، الذى قدم معه برنامجاً إذاعياً شعرياً وهو «بعد التحية والسلام»، وبعد أن تطور الخلاف بينهما فى عمر متأخر قال «حجاب» عن «الأبنودى»: «قد أدركنا أن طرقنا اختلفت فى الدنيا فتباعدنا دون عداء ودون إدانة ودون رفض»، إلى أن جاءت الأيام الأخيرة لـ«الأبنودى» فى محنة المرض لتهدم سور الخلافات بين الشاعرين الكبيرين.

يقول الشاعر إبراهيم داود: «هم أصدقاء فى الأساس واختلفوا بعض الشىء وعادوا رحمة الله عليهم جميعاً، حتى فى وقت خناقاتهم كان كل منهم يقدر الآخر ويحترمه، لأنهم شعراء كبار ولم يستخف أحد منهم بالثانى، ولم يقل أحد منهم على شعر الآخر إنه سيئ حتى لو اختلف معه، وفى السنوات الأخيرة من حياتهم (اتهدوا شوية) وأدركوا أن هذه الأمور كانت عبثية».

وأضاف «داود» لـ«الوطن»: كل واحد منهم كان ابن مدرسة فى الشعر، وبالرغم من أنهم الثلاثة شعراء عامية، فإن سيد حجاب كان شاعر عامية استفاد من الإنجاز الذى حدث لقصيدة الفصحى فى الشعر الحديث، وكان اسمه كبيراً بين الشعراء ويتسم بالحرفية الشديدة ووعيه بالدراما.


مواضيع متعلقة