من الميري لـ"الجنايات".. أمين شرطة يحوّل جثة تاجر لـ"أشلاء" بسبب "إيجار شقة"

01:35 م | الأربعاء 25 يناير 2017

أحال المستشار محمد عبدالسلام المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، أمين شرطة وزوجته إلى محكمة الجنايات بتهمة قتل صاحب محل أجهزة كهربائية عمدا، في منطقة إمبابة منذ يناير 2016، وأعدّ قرار الإحالة وباشر التحقيقات، فريق من نيابة حوادث شمال الجيزة، تحت إشراف مصطفى بركات رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية.

بدأت تفاصيل الواقعة على مدار 12 شهرا، منذ قتل الضحية وتقطيع جثته إلى أشلاء حتى كشف الجريمة، والقبض على المتهمين، ونظر عدة قرارات لتجديد حبس أمين الشرطة وزوجته، حتى انتهت النيابة من التحقيق وتسلمت تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية وتحريات المباحث النهائية، وجاءت أحداث الواقعة خلال 6 مشاهد.

المشهد الأول: كان في يوليو 2015، حيث اتجه المجني عليه "أ. ع" صاحب محل أجهزة كهربائية، من محل إقامته في روض الفرج، إلى العقار الذي يتملكه في شارع الوحدة بإمبابة، لتحصيل الإيجار من أمين شرطة يدعى "وائل" بمديرية أمن الجيزة ويعمل في قسم شرطة الوراق، "معين" خدمة على الكنيسة الإنجيلية في الوراق.

وصل صاحب الشقة في تمام الساعة الخامسة والربع إلى منزل أمين الشرطة، لتحصيل الإيجار، طرق الباب وتبين عدم وجوده، بعد أن فتحت زوجة أمين الشرطة الباب، وأكدت أنه في العمل، وبدأت الزوجة إغراء المجني عليه لإقامة علاقة معها، وعقب دخوله الشقة فوجئ بزوجها يخرج من غرفة النوم حاملا سلاحه الميري، وأطلق عليه 3 رصاصات اخترقت جسده، وقتله كي لا يدفع إيجار الشقة، ونقلت الجثة الى الحمام للتفكير في التخلص منها.

المشهد الثاني: بدأ أمين الشرطة التفكير للتخلص من الجثة، وبعد مرور 24 ساعة اشترى منشارا كهربائيا، وقطع جثة المجني عليه إلى قطع "صغيرة"، وبدأ إلقاء الأشلاء كل يوم في مكان مختلف بإمبابة، على مدار 3 أيام متتالية، حتى تخلص من الجثة، ثم اتجه بسيارة المجني عليه وركنها في مكان بعيد عن منزله، كي لا يكشف أحدا الجريمة.

المشهد الثالث: اتجهت زوجة المجني عليه إلى شقة أمين الشرطة للسؤال عن زوجها الذي تغيب أكثر من 5 أيام، وأخبرها المتهم "وائل" أن زوجها حصل على الإيجار منذ 5 أيام، ثم اتجهت زوجة المجني عليه إلى قسم شرطة روض الفرج حيث محل إقامتهما، وحررت محضرا بتغيب زوجها، وعثرت القوات على سيارة المجني عليه، ولم تتوصل القوات إلى أي خيوط تقود فريق البحث لكشف الجريمة أو خط سير الضحية.

المشهد الرابع: بعد مرور 6 أشهر من اختفاء المجني عليه، اتجهت زوجته إلى قسم شرطة إمبابة، والتقت العميد محمد عبدالتواب رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، وطلبت منه تحرير محضر، واتهمت أمين الشرطة وزوجته بقتل زوجها، وسجلت بيانات المتهم في المحضر، وأُخطر اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ.

وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث وتحر قاده العقيد إيهاب شلبي مفتش مباحث شمال الجيزة آنذاك، وانتقل إلى منزل المتهم، وبدأ جمع المعلومات والبيانات، وتوصل العقيد إيهاب شلبي إلى عدة أدلة، تؤكد أن أمين الشرطة وراء ارتكاب الواقعة، وجاءت الأدلة بأن أحد جيران المتهم أبلغ الشرطة أنه شاهد دماء كثيرة على السلم ممتدة من شقة أمين الشرطة وحتى باب العقار في وقت معاصر لارتكاب الجريمة، كما عثرت القوات على سائق توك توك، أكد أمام المباحث أنه تذكر أن أمين الشرطة طلب منه إيصاله لأعلى الطريق الدائري حاملا أكياس بلاستيكية ينبعث منها رائحة كريهة، وكان يرش عليها معطر جو لإخفاء الرائحة، وعندما لاحظ السائق تقطر الدماء من الأكياس، أخبره أمين الشرطة أنها تحتوي علي لحوم فاسدة، وأنه يرغب في التخلص منها، وذلك في وقت معاصر لارتكاب الجريمة.

المشهد الخامس: تم استئذان النيابة العامة بضبط المتهم وزوجته، بعد أن قدمت المباحث الأدلة لضبهما، وأصدر بدر مروان رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، إذنا بضبط وإحضار المتهم وزوجته، وعقب ضبطهما، خضعا للتحقيق، واعترفا بقتل الضحية لسرقته وعدم دفع إيجار الشقة.

المشهد السادس: عقب الانتهاء من التحقيقات سجلت النيابة اعترافات المتهمين، وتسلمت النيابة برئاسة بدر مروان رئيس نيابة الحوادث، تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه وتحريات المباحث النهائية، التي أكدت أن المتهم وزوجته ارتكبا الواقعة، وتم عمل مذكرة بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، ووافق المستشار محمد عبدالسلام المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، على إحالة المتهمين للجنايات بتهمة القتل العمد.