واشنطن - تل أبيب: وعود «دونالد» العاطفية تنتظر التحقق

كتب: محمد الليثى

واشنطن - تل أبيب: وعود «دونالد» العاطفية تنتظر التحقق

واشنطن - تل أبيب: وعود «دونالد» العاطفية تنتظر التحقق

على الرغم من حالة التعاطف غير المحدودة التى أبداها الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، مع إسرائيل فى خطاباته وتغريداته التى لا تحصى، فإن تل أبيب لا تزال تنظر بحذر وشك إلى نواياه بشأن طبيعة العلاقات، وإمكانية تغيير العلاقات من الشقيقة الكبرى «أمريكا» للصغرى «إسرائيل»، حيث ركز الإعلام الإسرائيلى فى الفترة السابقة على تحليل خطابه بشأن إسرائيل، فى محاولة للتنبؤ بـ«ما هو القادم؟» بعد إدارة الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، الذى صادق على منح إسرائيل «المساعدات الأكبر فى التاريخ».

وتحت عنوان «ترامب يخطط لانقلاب فى السياسة الخارجية الأمريكية»، تناول موقع «المصدر» الإسرائيلى ملامح من نوايا الرئيس المنتخب، عندما عيّن صهره «جاريد كوشنر» وسيطاً خاصاً للسلام فى منطقة الشرق الأوسط، والمعروف بانحيازه إلى إسرائيل والمستوطنات فى الضفة الغربية، فى بشرى ليكون الرئيس الجديد داعماً للكيان. كما تناول الموقع ذاته تقريراً عن صهر «ترامب» تحت عنوان «مَن هو اليهودى الأقوى فى العالم؟»، قائلاً: (سنحفظ كلنا، كما يبدو، الاسم التالى على مدى السنوات الأربع المقبلة: جاريد كوشنر الذى عُيّن رسمياً كبير مستشارى الرئيس المنتخب. ويقول مقرّبو «ترامب» إنّه يعتبر منذ زمن «كوشنر» أحد الأشخاص الأكثر تأثيراً فيه)، مشيراً إلى أنه متدين، وابن لأسرة يهودية عريقة ومعروفة.

{long_qoute_1}

كما عملت الصحف الإسرائيلية على التركيز فى الجانب «الإيجابى» فى تصريحات الرئيس الجديد، حيث سلط الموقع الضوء تحت عنوان «ترامب: إسرائيل عزيزة علىّ»، على تصريحاته عندما قال إنه «سمع كلمة وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، التى طرح فيها رؤيته لحل الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى»، وفى رأيه «لم يكن كيرى منصفاً تجاه إسرائيل». وتابع «المصدر»: فى تعبير آخر عن المحبة التى يكنها «ترامب» لإسرائيل، وتحديداً لرئيس الحكومة الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، نشرت صحيفة نيويورك بوست، تقريراً، بموجبه طلب «ترامب» من مساعديه أن ينسقوا لقاءً مع «نتنياهو»، وأعرب عن رغبته فى أن يحضر «نتنياهو» حفل تنصيبه.

وعلى الرغم من كل الرسائل «العاطفية» التى خرجت من «ترامب» لـ«تل أبيب»، ظهرت المخاوف من تغيير الإدارة الأمريكية، حيث قال أفيجدور ليبرمان، وزير الجيش الإسرائيلى، نوفمبر الماضى، خلال لقاء مع مندوبى الصحافة الإسرائيلية فى مكتبه، بأن إسرائيل تلقت رسائل من طاقم «ترامب»، مفادها عدم المبادرة إلى توسيع البناء فى المستوطنات فى الفترة القريبة، أى قبل أن يدخل «ترامب» إلى البيت الأبيض.

وبحسب الموقع، أشار محللون إسرائيليون إلى أن مواقف «ترامب» حيال إسرائيل والصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، رغم أنه أبدى حبه لإسرائيل، ليست واضحة بعد، ولا داعى للفرحة المبكرة لدى القيادة الإسرائيلية، خاصة بعدما أعلن طاقمه أنه يدعم فكرة الدولتين لشعبين.

ويرى الدكتور خالد سعيد، الباحث فى الشأن الإسرائيلى، أن موقف الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، واضح بالنسبة لإسرائيل، وهناك نوع من الرؤية الناضجة الكاملة بأنه سيعوض فترة الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، والسنين العجاف التى رأتها إسرائيل فى عهده، مؤكداً: هناك حالة طمأنينة فى إسرائيل لوجود شخصية مهمة مثل «ترامب» فى البيت الأبيض، لأنه مؤيد لإسرائيل وأمنها، كما هم مقتنعون بأنه سينفذ تصريحاته التى قالها أثناء فترة الانتخابات الأمريكية، والتى تضم نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، وهذا محتمل.

وتابع «سعيد»، فى حديثه لـ«الوطن»، قائلاً: سيحاول «ترامب» أن يغير الوضع بما يفيد الأمن القومى الإسرائيلى، كما أن وجود حكومة عسكرية كاملة فى الإدارة الأمريكية يدعم الموقف الصهيونى والإسرائيلى، فضلاً عن أن زوج ابنة «ترامب» يهودى، وابنة «ترامب» دخلت اليهودية، وبالتالى فكل المؤشرات تقول إنه بالفعل سيؤيد القضايا الإسرائيلية.

من جانبه، يقول الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن جامعة عين شمس، إنه فيما يخص العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، فهناك ثوابت ومتغيرات، موضحاً: «الثوابت أن الدعم الأمريكى لإسرائيل أياً كان من يجلس على كرسى الحكم سواء ديمقراطى أو جمهورى، فهناك دعم دائم لا فصال فيه، أما المتغيرات فتأتى فى شكل هذا الدعم»، مضيفاً: أما بالنسبة للخطاب العاطفى من «ترامب» تجاه إسرائيل، فإنه سيبدى لغة كلامية متعاطفة جداً، لكنه لن يتخذ قرارات فى المرحلة الأولى من فترة حكمه، والتى من شأنها أن تقلب عليه العالم العربى، مثل قرار نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى مدينة القدس».

وأضاف «عبدالوهاب»: لا نستطيع أن نقول ما هى سياسة «ترامب» بالتحديد فعلياً تجاه إسرائيل أو فلسطين أو مصر، فالـ6 أشهر الأولى هى التى ستحدد لنا بوصلة سياسة «ترامب»، كما أنه يجب ألا نأخذ ما قيل أثناء الحملة الانتخابية على أنه أمر نافذ وسيتحقق دون شك، فالحملة لها أساليبها ومفرداتها فى كسب التعاطف والتأييد ونسب التصويت، ولكن على أرض الواقع سنرى ماذا سيحدث بعد توليه المنصب، مضيفاً: العالمان العربى والإسلامى تفاءلا بباراك أوباما بعد خطابه الودود فى جامعة القاهرة، وتخيل العرب أن «أوباما» سيسعى جاهداً فى فترة ولايته الأولى لحل القضية لصالح الفلسطينيين، ونظرنا ماذا حدث.. فلم يقدم شيئاً للقضية الفلسطينية، بل وصلت إلى درجة الانحدار والتلاشى من على الساحة لم يسبقها مثيل، مؤكداً أنه علينا ألا ننتظر ونعمل على ما يجب فعله مثل المشاركة فى مؤتمر باريس، ورفع الانتهاكات الإسرائيلية إلى «الجنائية الدولية»، وعدم قانونية ومشروعية المستوطنات فى القدس والضفة الغربية، مضيفاً: «ولكن هذا لا يحدث بسبب مشكلة لدينا».


مواضيع متعلقة