إرث «أوباما» يُثقل كاهل الإدارة الجديدة: «الصحة» و«جوانتانامو» أكبر العقبات
«أوباما» باكياً فى خطاب الوداع
يتولى الرئيس الأمريكى الجمهورى الجديد، دونالد ترامب، مهام منصبه رسمياً كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية اليوم، وفى وقت عُرف فيه «ترامب» بنجاحه اقتصادياً، فإن الخبراء والمحللين السياسيين أكدوا أن أمامه الكثير من المهام الصعبة فى البيت الأبيض، التى سيتركها له سابقه باراك أوباما، وقد يتشابه هذا الموقف وهذه المهام مع التى سقطت على كاهل «أوباما» بمجرد توليه السلطة من سابقه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن من حروب ونزاعات وانهيار اقتصادى والعديد من المشاكل الداخلية.
أبرز المشاكل التى ستواجه «ترامب» من بقايا إرث «أوباما» هى قضية غلق معتقل «جوانتانامو»، التى كانت واحدة من القضايا الرئيسية التى دعا لها «أوباما» وحاول تنفيذها على مدار 8 سنوات -فترة حكمه- حيث أكد «أوباما» بعد انتخابه مباشرة أنه سيعمل على غلق المعتقل لكنه لم يستطع ذلك، ووفقاً لتصريحات سابقة لـ«ترامب» خلال الحملة الانتخابية له فإنه سبق أن صرح بأنه لن يُغلق المعتقل بل سيستخدمه فى حربه ضد الإرهاب.
نيويورك تايمز»: أجواء من عدم اليقين والترقب والحذر تسبق التنصيب.. الألمان والصينيون غاضبون وقادة الناتو متوترون
أما القضية الثانية التى كانت تُمثل الشاغل الأكبر لـ«أوباما» وحملته، كانت قضية التأمين الصحى والبرنامج الذى أطلقه تحت اسم «أوباما كير» بمجرد توليه السلطة، وواجه هذا المشروع الكثير من العقبات فى «الكونجرس» حتى تم تمريره، لكن هذا القانون كان محل جدل وسخط من قِبل الكثير من الجمهوريين الذين عبروا عن رغبتهم فى إلغائه بمجرد وصول «ترامب» للسلطة، وهو الأمر الذى شاركهم فيه الرئيس الأمريكى الجديد أيضاً. وسبق أن أعلن الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكى، نيوث جينجريتش، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب بصدد إلغاء 70% من المراسيم الصادرة عن الرئيس باراك أوباما.
فى الوقت ذاته، أشارت شبكة «سى. إن. بى. سى» الأمريكية إلى أن الرئيس الأمريكى الجديد أمامه مهمة صعبة للوصول إلى معدلات النجاح التى وصل إليها «أوباما» فى عهده. وتابعت أن «أوباما» نجح فى تقليل معدل البطالة فى المجتمع الأمريكى حتى وصل إلى 4.6% فى نوفمبر الماضى بعد أن كان 7٫8% فى يناير 2009، كما أنه عمل على زيادة نمو الناتج المحلى الإجمالى، كما أشارت إلى أن «أوباما» على مستوى السياسة الخارجية عمل على تقليل أعداد الجنود الأمريكيين فى الخارج وعدم الدخول فى حروب جديدة، ونجح فى تقليل عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان من 34400 جندى فى 2009 لتصبح 9800 جندى فى ديسمبر 2016. وتابعت الوكالة الأمريكية أن «أوباما» أيضاً لديه عدد من الإخفاقات التى يجب على «ترامب» إصلاحها ومنها أنه زاد معدل الدين العام من 10 تريليونات دولار إلى 19 تريليون دولار، كما أخفق فى الكثير من القضايا على مستوى السياسة الخارجية ومنها الأزمة «الأوكرانية - الروسية»، كما فشل فى احتواء الأزمة مع كوريا الشمالية.
وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى تقرير لها أن هناك حالة من الترقب قبل تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، ووصفت الصحيفة الأجواء بأنها «أجواء من عدم اليقين والترقب الحذر»، وافتتحت الصحيفة تقريرها بالقول إن «الألمان غاضبون والصينيون كذلك، بينما تبدو علامات القلق على قادة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، ويشعر نظراؤهم فى الاتحاد الأوروبى بالتوتر أيضاً»، مشيرة إلى أن «ترامب» ركز جهوده قبل أيام من تنصيبه على إثارة حالة من الجدل والاضطراب بشكل لا يمكن التنبؤ به، حيث تسببت تصريحاته الأخيرة بتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ورصدت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» فى تقرير لها تحت عنوان: «ماذا سيبقى من إرث باراك أوباما؟»، 10 قضايا مهمة تنتظر وصول «ترامب» للبيت الأبيض، وتعتبر أولى هذه القضايا هى تحدى اللباقة والبلاغة التى كان يتمتع بها باراك أوباما، وتابع التقرير أن «أوباما» أيضاً أولى ملف المناخ اهتماماً بالغاً منذ وصوله إلى الحكم، وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن «كل إنجازات أوباما فى هذا المجال يمكن أن تُبدد من قِبل خليفته». ولعل من القضايا المهمة التى ستواجه «ترامب» هى قضية التوتر العرقى المستمر والتى بدأت فى الظهور جلياً منذ ما يقرب من عام.