طوارئ لمواجهة «الحمى القلاعية».. والمزارعون: الأمصال غير صالحة

كتب: الوطن

طوارئ لمواجهة «الحمى القلاعية».. والمزارعون: الأمصال غير صالحة

طوارئ لمواجهة «الحمى القلاعية».. والمزارعون: الأمصال غير صالحة

أعلنت مديريات الطب البيطرى «الطوارئ» فى عدد من المحافظات، أمس، بعد اكتشاف بؤر جديدة للإصابة بالحمى القلاعية، وسط تحذيرات من خروج المرض عن السيطرة، والتحول إلى وباء، خاصة مع نفوق أعداد كبيرة من رؤوس الماشية بسبب المرض خلال الأيام الماضية، ما يهدد بارتفاع جديد فى أسعار اللحوم الحمراء.

{long_qoute_1}

وقال مدير مجازر السويس السابق الدكتور لطفى شاور، إن «الحمى القلاعية» تسببت فى تدمير نحو 50% من الثروة الحيوانية، منذ وصوله مصر لأول مرة فى عام 2012، محمّلاً وزارة الزراعة مسئولية تفاقم الأزمة، نظراً لإهمالها فى مقاومة المرض، وعدم التدخل لإنتاج أمصال محلية قادرة على مواجهته.

وأضاف: «الفيروس تحور داخلياً، وزادت قوته وشراسته، كما أصبح متوطناً فى مصر، وأنتج 7 عترات فيروسية قاتلة، خاصة مع فتح مسئولى الحجر الزراعى أبواب الاستيراد العشوائى من دول أفريقية موبوءة، ما أدى إلى استضافة 3 عترات فيروسية جديدة لها تركيبة جينية علمية معروفة».

وحمَّل أستاذ الرقابة على اللحوم فى كلية الطب البيطرى بجامعة بنها الدكتور فهيم شلتوت، وزارةَ الزراعة مسئولية تفشى الحمى القلاعية، مؤكداً أن «اتجاه الحكومة إلى الاستيراد هو السبب الرئيسى فى الأزمة، فالماشية القادمة من الخارج تحمل فيروسات حمى قلاعية كامنة، تصل إلى 7 عترات فيروسية».

وأشار إلى أن «استيراد أدوية بيطرية لعترات غير موجودة فى مصر ساهم فى تفاقم الأزمة، نظرا لأن هذه الأدوية تؤدى إلى الحد من كفاءة الأمصال، ولا تؤدى دورها الوقائى»، مشدداً على ضرورة أن تؤدى وزارة الزراعة دورها فى توفير الأدوية البيطرية مجاناً، كما كان يحدث فى الماضى، بهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية، بعدما عانت من الاستنزاف خلال السنوات الماضية، بالإضافة لوضع برنامج زمنى للقضاء على المرض، بتشجيع صغار المربين على التحصين، وتقديم إعانات فنية وإرشادات بيطرية لهم، والتخلى عن فكرة الاستيراد.

وأوضح أن «الحمى القلاعية هى مرض فيروسى سريع الانتشار، يصيب الحيوانات ذات الظفر المشقوق، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، وهناك نحو سبع سلالات مناعية مختلفة من الفيروسات المسببة للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات، وتختلف شدة الأعراض تبعاً لنوع السلالة، وينتقل الفيروس عبر الأعلاف والمياه الملوثة، وعن طريق الاستنشاق».

وقال حسين العتال، أحد مربّى الماشية فى الشرقية، إن «وزارة الزراعة فشلت فى حماية الماشية من المرض»، موضحاً: «قمت بتحصين مزرعتى بأمصال من إنتاج معهد العباسية للمصل واللقاح التابع لوزارة الزراعة، ورغم ذلك تعرضت 50 رأس ماشية للنفوق، كما أصيبت كل المزارع المحيطة بالحمى القلاعية، ووصلت نسبة النفوق إلى 50%».

وسادت حالة من الذعر فى أوساط مربّى الماشية بقنا، بعد انتشار المرض بصورة مكثفة، والتشكيك فى فاعلية اللقاحات، حسبما قال المربى أحمد بديوى: «لدى بقرة مصابة بالحمى القلاعية، والغريب أن حالتها زادت سوءاً بعدما جلبت لها مصلاً من الوحدة البيطرية فى دشنا»، موضحاً: «المصل يحمل تاريخ انتهاء فى فبراير المقبل».

وقالت مصادر فى مديرية الطب البيطرى بقنا، إن «الحمى القلاعية انتشرت فى مراكز المحافظة، وظهرت العديد من البؤر مؤخراً فى مركزى دشنا والوقف، ووصل عدد الإصابات إلى 7 فى كل قرية أو نجع، ما استلزم إعلان الطوارئ فى مديرية الطب البيطرى بالمحافظة، وإطلاق حملات لتحصين الماشية».

وفى المنيا، قال المزارع زكى يوسف، من قرية أبوقرقاص البلد: «فوجئنا بانتشار الحمى القلاعية بصورة غير مسبوقة، فأصيبت 90% من مواشى القرية بالفيروس، ونفقت أعداد كبيرة منها خلال أسبوع واحد»، مؤكداً أن «الطب البيطرى يقوم بتحصين الماشية بشكل دائم، إلا أن هذه التحصينات لم تمنع الفيروس من الانتشار».

وظهرت أعراض الحمى القلاعية على عدد كبير من الماشية فى مركز ملوى، خاصة فى قريتى قلندول والبرشا، فيما لجأ الأهالى إلى الوصفات الشعبية بعدما عجزت أمصال الوحدات البيطرية عن مواجهة المرض، وقال الطبيب البيطرى عبدالإله إبراهيم، إن «الحمى القلاعية هو مرض فيروسى متعدد يصيب المواشى والأغنام، وينتشر عن طريق الهواء فى مسافة كيلومتر مربع»، موضحاً: «فى حالة تماثل الماشية للشفاء يتعرض الفلاحون لخسائر مالية فادحة، لأن أسعارها تنخفض بنسبة 50%».

وكلف محافظ الإسكندرية، اللواء الدكتور رضا فرحات، مسئولى «الطب البيطرى» ومديرية الزراعة ورؤساء الأحياء بتشكيل غرفة عمليات للمتابعة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروسى إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية، رغم عدم ظهور أى إصابات فى المحافظة حتى الآن، مؤكداً خلال الاجتماع بأعضاء اللجنة العليا لمكافحة إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية، أمس الأول، ضرورة إعداد خطة لمكافحة المرض.

وخلال الاجتماع عرضت مديرية الطب البيطرى الإجراءات المتبعة لاحتواء المرض، والتقليل من آثاره السلبية، مشيرة إلى التشديد على جميع المسئولين باتخاذ إجراءات التقصى الوبائى النشط فى جميع مناطق المحافظة، لرصد أى بؤر، والتعامل معها فى مهدها.


مواضيع متعلقة