أم سنجل..!
- الأفلام الأجنبية
- التكنولوجيا الحديثة
- الجيل الجديد
- العام الجديد
- جيل جديد
- حالات الطلاق
- مشاهدة الأفلام
- مواقع التواصل الاجتماعى
- أبناء
- أجانب
- الأفلام الأجنبية
- التكنولوجيا الحديثة
- الجيل الجديد
- العام الجديد
- جيل جديد
- حالات الطلاق
- مشاهدة الأفلام
- مواقع التواصل الاجتماعى
- أبناء
- أجانب
منذ بدء العام الجديد (2017) كانت الفتاة «هدير مكاوى» الشغل الشاغل لمواقع التواصل الاجتماعى، فبجرأة تحسد عليها أعلنت أنها حملت بطفل خارج نطاق الزواج الرسمى، من خلال زيجة عرفية ربطتها بأحد الشباب، وحكت بالتفصيل الأسباب التى ساقتها إلى التجربة، والمتمثلة فى مشكلات أسرية متنوعة دفعتها إلى الاستقلال عن الأسرة والارتباط بالشخص الذى تزوجت منه. الجرأة التى أعلنت بها «هدير» الخبر تمنحك مؤشراً عن ملامح الحاضر وما يشهده من تحولات فى العديد من قيم وثوابت الثقافة الاجتماعية، ومؤشراً أخطر عن المستقبل، الذى يمكث بعيداً فى انتظار هذا المجتمع.
الجيل الجديد «غير». مراهقو وشباب اليوم مختلفون أشد الاختلاف عن الأجيال التى سبقتهم، وتتسكع الآن بتقاليدها الموروثة فوق أرض المحروسة. ثمة سمتان أساسيتان تميزان الجيل الجديد تستحقان التوقف أمامهما. الأولى اختلاف روافد تشكيل القيم والثقافة التى تحكم نظرتهم إلى الحياة، بما لذلك من انعكاسات على سلوكهم. المراهقون والشباب المصريون أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من منظومة أكبر تجمعهم بمراهقى وشباب العالم، فمن خلال أدوات التكنولوجيا الحديثة استطاع هذا الجيل أن يهجر كل ما هو محلى إلى ما هو عالمى وأجنبى. من السذاجة المفرطة ألا نتوقع مفاجآت من هذا النوع من جانب أفراد هذا الجيل، بعد أن أصبح يعيش فى «عش الأجانب»، يتعلم فى مدارس تنعت بـ«الأجنبية»، ويستمع إلى أغانٍ أجنبية، ويتميز فى العمل بما لديه من لغات أجنبية، ويفضل مشاهدة الأفلام الأجنبية. كيف لا نتوقع مثل هذه النقلات من جيل يرفع شعار «أم المحلى»!. السمة الثانية التى تميز هذا الجيل تتحدد فى «جرأة التجربة»، فخلافاً للكثير من الأجيال القديمة، يمتلك هذا الجيل جرأة غير مسبوقة على الفعل، لا أنكر عليك أننى كثيراً ما أحتار فى أسبابها، وأسأل: هل مردها غياب سطوة المؤسسة الأسرية والمدرسية التى حكمت أجيالاً سابقة، أم سببها الجهل الذى يدفع صاحبه إلى الإقدام على الخطوة دون اكتراث بنتائجها؟
فى كل الأحوال، نحن أمام جيل مختلف. هذا الجيل على سبيل المثال لا يجد قيمة فى مؤسسة الزواج أو الأسرة، فتجد غالبيته تتعامل بدرجة واضحة من الاستخفاف مع فكرة الزواج التقليدى، ولعلك تلاحظ أيضاً أن أغلب حالات الطلاق تشيع ببين المتزوجين حديثاً من الشباب. هذا التوجه يؤشر إلى أننا أمام جيل «فردى النزعة»، وهو نبت شرعى لثقافة عالمية تؤمن بفردية الفرد واستقلاليته عن مؤسسات الأرض، وأحياناً عن السماء ذاتها، وإلا فسر لى انتشار حالات متنوعة للإلحاد بين أبناء هذا الجيل؟!. إذا صح النظر إلى هذه التحولات المرعبة فى ثقافة أبنائنا وبناتنا كمشكلة، فلا بد أن نعترف بأننا جميعاً مسئولون عنها، علينا أن نسلم بأن ثقافتنا وأسلوبنا فى الحياة أصبح عاجزاً عن التعايش مع الجديد. بإمكان الشباب أن يسمع للكبار وأن يأخذ عنهم ومنهم، ولكن بشرط أن يتعلم الكبار الإنصات له، والتعلم منه، لأن كل جيل جديد لا بد أن يحمل جديداً يمكن الاستفادة منه. هدير مكاوى طرحت فكرة «أم سنجل»، وهى فكرة غربية بامتياز، وترجمة لشعار «أم المحلى» الذى يطرحه الشباب، فهل يستطيع المحليون طرح بديل أصيل للتعامل مع هذه المشكلة؟!.