«الإخوان» على لوائح الإرهاب أمام الكونجرس الأمريكى

كتب: محمد حسن عامر

«الإخوان» على لوائح الإرهاب أمام الكونجرس الأمريكى

«الإخوان» على لوائح الإرهاب أمام الكونجرس الأمريكى

قدم السيناتور الجمهورى فى الكونجرس الأمريكى تيد كروز، أمس الأول، مشروعَى قرار يطالب أحدهما بإدراج جماعة «الإخوان» والآخر يطالب بوضع «الحرس الثورى الإيرانى» على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية باعتبارهما ضمن «تنظيمات إرهابية مسئولة عن أعمال عنف». وقدم «كروز» مشروع القرار الخاص بالإخوان بالاشتراك مع زميله السيناتور ماريو دياز بالارت من ولاية «فلوريدا»، فيما قدم المشروع الآخر بالاشتراك مع زميله السيناتور مايكل ماك كول من ولاية «تكساس». وأعلن «كروز» مشروعيه عبر حسابه على موقع «تويتر»، مع عبارة «أنا فخور». ونص مشروع القرار المقدم بحق جماعة الإخوان على أن الشروط متوفرة لإدراج وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الإخوان فى قائمة المنظمات الإرهابية، مطالباً بالإفصاح للرأى العام عن الأسباب فى حال لم يتحقق الأمر.

وقال تيد كروز، عبر «تويتر»: «فخور بتقديم قانون يصنف الإخوان جماعة إرهابية، حان الوقت لتسمية العدو عدواً». وأضاف: «اليوم، النائب مايكل ماك كول وأنا قدمنا الحرس الثورى الإيرانى ضمن قانون الإرهاب لوقف الدعم الإيرانى للإرهاب». وتابع «كروز»: «التهديدات القوية لحضارتنا زادت فى عهد أوباما بسبب غض البصر عن القرارات الصحيحة التى تستهدف أمننا وسلامتنا». ويستند «كروز» ومن معه فى مشروعَى القانونين الجديدين على دعم الإخوان لجماعات تضعها «واشنطن» ضمن قوائم الإرهاب، مثل «حركة حماس» فى قطاع غزة و«أنصار الشريعة» فى سوريا، وكذلك إيران التى تدعم «الحرس الثورى» و«حزب الله» اللبنانى.

{long_qoute_1}

وكانت اللجنة القضائية فى مجلس النواب الأمريكى وافقت على مشروع قرار تقدم به «كروز» نهاية عام 2015 لإدراج جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، إلا أن المشروع لم يُطرح على الجمعية العامة. ويتطلب تقنين المشروعين المذكورين مصادقة مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين لينتقلا إلى رئيس البلاد من أجل إقرارهما. وقال عضو «الحزب الجمهورى» ساجد تارار إن «السيناتور تيد كروز قدم مشروعَى قانونين لا يزالان فى مراحلهما الأولى، لكن الأمر يمكن أن يصبح مرجعية للخارجية الأمريكية لتجميد الأموال الخاصة بهم، والأموال التى ترسل من بلد إلى آخر يدعمونه». وأضاف: «أو يمنعهم من تنمية أموالهم من خلال الاستثمار. فهذا القانون سيضع العقوبات على كل نشاطات الحرس الوطنى الإيرانى والإخوان». وعلق عضو «الحزب الديمقراطى» ديفيد ميرسر قائلاً: «كما نعلم أن حماس وجماعات أخرى، مصنفة على أنها جماعات إرهابية، وهناك تلك الجماعات التى تساندهم وتدعمهم ولم يتم تصنيفها، ويعتمد ذلك على تلك الأنشطة المستمرة فى تلك المنطقة من العالم وأماكن أخرى». ويسعى «كروز» لحشد أغلبية فى «الكونجرس»، وتشكيل اللجان الضرورية للوصول إلى صيغة قانونية متكاملة ومقنعة، معتمداً على الأغلبية الجمهورية تحت القبة، وفى «البيت الأبيض».

وقال السيناتور دياز بيلارت، المشترك مع «كروز» فى تقديم مشروع القانون، إن «جماعة الإخوان تواصل دعم المنظمات الإرهابية المسئولة عن أعمال العنف فى جميع أنحاء العالم». وأضاف: «مشروع القانون يضع عقوبات قاسية على تلك الجماعة البغيضة التى نشرت العنف وولدت جميع المنظمات المتطرفة فى الشرق الأوسط». وقال «بيلارت»: «لدينا الآن رئيس جديد يدرك خطورة الإرهاب وتعهد بالقضاء عليه، وإعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية خطوة هامة فى هزيمة المتطرفين العنيفين».

من جهته، قال عضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى محمد بويصير، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «هناك مطالب كذلك بإبعاد نحو 12 شخصية على صلة بجماعة الإخوان وفروعها قريبين من دوائر صنع القرار وبعضهم داخلها فى إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما». وأضاف «بويصير» أن «أبرز تلك الشخصيات هوما عابدين وعارف على خان ومحمد الإبيارى ورشاد حسين وسلام المرياطى وإمام محمد ماجد وأميو باتيل». يُذكر أن محمد الإبيارى المصرى الأصل عمل مستشاراً للأمن فى إدارة «أوباما» ومعروفة علاقته بالجماعة، وكثيراً ما هاجم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أما هوما عابدين فوُصفت فى الإعلام الأمريكى بالذراع اليمنى للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية الخاسرة هيلارى كلينتون، كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن زوجة السيناتور اليهودى السابق أنتونى وينر لها علاقة مميزة بجماعة الإخوان. أما عارف على خان فهو باكستانى الأصل ويعمل مساعداً لوزير الأمن الداخلى.

وقال الخبير السياسى السعودى المتخصص فى الشئون الأمريكية أحمد آل إبراهيم، فى اتصال لـ«الوطن»: «أعتقد أن مشروع القانون تصرف فردى من كروز، ولا أتصور أن إدراج الإخوان على لوائح الإرهاب سيكون على رأس أولويات الرئيس دونالد ترامب على الأقل فى الدورة الأولى للكونجرس». وأضاف «آل إبراهيم»: «فى ظل أغلبية الجمهوريين فى الكونجرس وفى ظل وجود ترامب الصارم، أعتقد أنه سينظر إلى توازن المصالح فى الخليج وكذلك توازن المصالح فى مصر أولاً، وبعدها سيقرر، كما أن ترامب سيكون فى البداية منشغلاً بالأمور الداخلية أكثر من الاهتمام بوضع جماعة الإخوان على لوائح الإرهاب». وتابع: «هناك مجموعات ضغط داخل الولايات المتحدة، ودول عربية كذلك تضغط فى هذا الاتجاه، تضغط لمنع وضع الجماعة على لوائح الإرهاب، لكن على أية حال إقرار مشروع كروز لن يكون فى المرحلة الأولى من أولويات ترامب».


مواضيع متعلقة