بالصور.. تعذيب عمال مصريين مختطفين فى ليبيا

كتب: سهاد الخضرى وعمرو رجب وأكرم سامى

بالصور.. تعذيب عمال مصريين مختطفين فى ليبيا

بالصور.. تعذيب عمال مصريين مختطفين فى ليبيا

تلقت أسر العمال المصريين المختطفين فى ليبيا صوراً من الخاطفين، أمس، تظهر فيها آثار تعذيب وحشية على أجسامهم، فى محاولة لإجبار الأسر على الإسراع فى دفع الفدية المطلوبة، والمقدرة بـ70 ألف جنيه عن كل منهم، فيما استغاثت الأسر بوزارة الخارجية والأجهزة المعنية بإنقاذ المختطفين، بعد مرور نحو 20 يوماً على احتجاز عصابات الاتجار فى البشر لهم، منذ عبورهم الحدود الدولية بطريقة غير شرعية. {left_qoute_1}

وظهر فى الصور المرسلة من الخاطفين إلى الأسر عبر تطبيق «واتساب» المختطفين عرايا تماماً، ومكبّلين بالسلاسل الحديدية، كما ظهرت على ظهورهم آثار جلد، وقال وئام محمد جاد، نجل أحد المختطفين لـ«الوطن»، «تلقينا صوراً لذوينا عرايا ومكبلين بالسلاسل الحديدية، فى محاولة للضغط علينا للإسراع بدفع الفدية المطلوبة»، موضحاً «على مدار الأيام الماضية كنا نتلقى يومياً تهديدات بذبحهم فى حالة عدم الدفع، حتى تلقينا صور التعذيب».

وأضاف «توجهنا إلى إحدى الجهات السيادية فى مرسى مطروح، وهناك حصلنا على تأكيدات من المسئولين بأنهم يعملون على إنهاء الأزمة بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى»، مشيراً إلى أن المختطفين البالغ عددهم 17 شخصاً، بينهم 11 مختطفاً من أبناء محافظة بنى سويف، خلاف 6 آخرين من دمياط، بينهم والدى».

وقال نبيل مسمار، شقيق فتحى مسمار، أحد المختطفين الستة من أبناء دمياط، «تلقيت اتصالاً من الخاطفين، مساء الاثنين الماضى، طالبونى خلاله بدفع مبلغ الفدية فى أسرع وقت، حتى لا يتم ذبح شقيقى ورفاقه»، فيما قال هانى سعد، شقيق المختطف أيمن سعد: «تلقيت اتصالاً هاتفياً من الخاطفين، الثلاثاء، لتهديدى بذبح شقيقى، وأثناء الاتصال سمعت صراخاً منه، يشكو تعرضه للتعذيب، مطالباً بأن أدفع الفدية المطلوبة».

وأوضح سعد «شقيقى صرخ قائلاً: أنا بموت يا أخويا، أنا مربوط بالسلاسل وتعبان، اتصرّفوا وادفعوا الفلوس»، مضيفاً «شقيقى يعانى من مرض الالتهاب الكبدى الوبائى سى، وجسمه لا يمكن أن يتحمل المرض والتعذيب، ولا أعلم هل سيتم الإفراج عن شقيقى إذا دفعنا أم لا، فنحن نعيش فى مرار، منذ أن علمنا بخبر اختطاف شقيقى ورفاقه، فالبكاء والحزن لم يعد يفارق منزلنا».

كان أهالى المختطفين الستة من أبناء قرية الغنيمية بدمياط، حرروا محضراً برقم 114 لسنة 2017 جنح فارسكور، اتهموا فيه سمسار الهجرة غير الشرعية بالاشتراك مع العصابة المسلحة فى اختطاف ذويهم، والتهديد بذبحهم فى حال عدم سداد الفدية المقدرة بـ70 ألف جنيه عن كل فرد، ».

وفى بنى سويف، قال صلاح سيد جودة، والد الشاب المختطف محمد، 26 عاماً، «ظروفنا المالية شديدة السوء، فلدى 6 أبناء، كل منهم يشق طريقه بيده، فمنهم من يعمل سائقاً، ومنهم العامل باليومية، وجميعهم قضوا الخدمة العسكرية»، مضيفاً «بعد فشل محمد فى الحصول على فرصة عمل فى مصر، تواصل مع سمسار سفر يقيم فى قرية طنسا بمركز ببا، يدعى نادر، ليساعده فى السفر إلى ليبيا مقابل 8500 جنيه».

وأضاف الأب «فى 22 ديسمبر الماضى توجه ابنى برفقة عدد آخر من العمال إلى ليبيا، حيث تواصل معنا عدة مرات ليخبرنا عن مكان وصوله، ثم انقطعت الاتصالات بيننا فجأة لمدة 10 أيام، وفوجئنا باتصال منه يبلغنا بأنه تعرض للاختطاف من جانب عصابات مسلحة، وأنها تطلب 70 ألف جنيه فدية مقابل إطلاق سراحه، وهو مبلغ لا نملكه، لأننا على باب الله، لذلك لجأت إلى إبلاغ مديرية الأمن، وتلقينا وعوداً بالتدخل وإخطار وزارة الخارجية لحل الأزمة».

وعن صور التعذيب، قال حمادة صلاح، الشقيق الأكبر لمحمد، «تلقيت اتصالاً من شقيقى عبر رقم ليبى، يطالبنا ببيع المنزل، وتجهيز المبلغ فى أسرع وقت، مؤكداً أنه يتعرض للتعذيب بطريقة بشعة، وروى لى عن تجريد الخاطفين لهم من الملابس، وتقييدهم بالسلاسل الحديدية، مشيراً إلى تعرض أحد المختطفين للقتل بالفعل، بعد محاولة أسرته التلاعب بالخاطفين، وإعداد كمين لهم»، وأضاف «تلقيت بعدها صوراً تؤكد تعرض المختطفين للتعذيب، وتواصلت مع وزارة الخارجية بأن أرسلت شكوى عبر الفاكس، إلا أننا لم نتلقَّ أى رد حتى الآن».

من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» إن «وزارة الخارجية تتابع الأنباء الخاصة باختطاف العمال المصريين فى ليبيا من جانب جماعات مسلحة»، موضحة أن «السفارة المصرية فى ليبيا، والتى تمارس عملها من القاهرة، ستتواصل مع السلطات الليبية والجهات المختلفة هناك، بشأن التأكد من صحة هذه الأنباء»، كما جددت تحذيرها للمصريين من السفر إلى ليبيا فى الوقت الحالى، نظراً لما تمر به البلاد من ظروف أمنية صعبة.

 

آثار التعذيب على أجساد المختطفين المصريين فى ليبيا


مواضيع متعلقة